القصة والرواية

التقيتها في مثل هذا الصباح الشتوي الشاعري، مطر خفيف دون رعد او برق ، الشوارع مبللة بالماء ونسمة هواء باردة تلفح الوجوه وتطير الشعر وتداعب الأحاسيس والمشاعر.

لم اعرف كيف تطورت العلاقة بيننا ولكن ابتسامتها الصغيرة دغدغت عروق قلبي، مجرد ابتسامة ، تبعها حديث ولقاء وحيد ، وها أنا الآن في الطريق الى بيتها كي أخطبها .

 

عبد  الصادق السراوي/ المغرب

 

 

وقفة انتظــــــــــار

 

       عقارب الساعة وقتذاك تقف عند منتصف الواحدة زوالا، على بعد أمتار من باب الكلية وقف وقفة معجب منبهر، عيناه تحدق بسهام حادة إلى تلك الجهة التي توجد بها هي، هي وحدها البارزة من بين تلك الفتيات الواقفات عند ظل نخلة أمام مبنى الكلية.

    

          كان يتأمل وجهها القمري ويتفحص جسدها المكتنز باشتهاء ساخن كأن الجمال لها وحدها، واقف يتأمل وينتظر كي ترمق إليه بنظرة فالنظرات وحدها التي ستتكلم.

عبد الصادق السراوي/ المغرب

 

 

وقفة انتظــــــــــار

 

       عقارب الساعة وقتذاك تقف عند منتصف الواحدة زوالا، على بعد أمتار من باب الكلية وقف وقفة معجب منبهر، عيناه تحدق بسهام حادة إلى تلك الجهة التي توجد بها هي، هي وحدها البارزة من بين تلك الفتيات الواقفات عند ظل نخلة أمام مبنى الكلية.

    

          كان يتأمل وجهها القمري ويتفحص جسدها المكتنز باشتهاء ساخن كأن الجمال لها وحدها، واقف يتأمل وينتظر كي ترمق إليه بنظرة فالنظرات وحدها التي ستتكلم.

          بعد انتظار وشوق طويلين، استطاعت عيناها أخيرا أن تصافحه، ابتسم لها فردت على ابتسامته. لكن سرعان ما انطفأت تك الابتسامة لما أدارت وجهها عنه، فأحس بإهمالها له. و رغم ذلك قرر البقاء هناك مستسلما لحرارة الشمس الشديدة علها تحس به فتنسل من بين الفتيات فتتاح له الفرصة ليتحدث إلها.

        رامقته بنظرة قصيرة من جديد ، فوجدت ابتسامته لا تزال منتشرة على شفتيه، ثم نكست نظرتها مسرعة دون أن تسقيه من نبع عينيها الصافيتين رشفة أخرى. انشرح صدره، وأشرقت ملامحه عندما أحس بعلامات اقتراب الأجل، لما لمحها تودع صديقاتها وتبادلهم تحية الوداع.

       ودعت صديقاتها، وتفرق الجمع فأخذت تشق الطريق بمشيتها المتبخترة. فمضى هو الآخر يقتفي خطاها، كان يسارع تارة ويسترخي أخرى ولهفته إليها بلغت حدها، الكلمات تتزاحم في حلقه لكن لسانه ثقل عليه كأنه يحمل صخرة في فمه. يستجمع أنفاسه ثانية ويتهيأ ليتقدم إليها ليؤاكلها أطراف الحديث ثم يتردد. استمر على حالته طوال تلك المسافة التي لم تكن مناسبة لبلوغ  هدفه حتى انتهت إلى مضلة الباص، تعكر صفوه وخاب أمله، لما اختفت بين الحشد الذي ينتظر مجيء الحافلة. ضاعت الفرصة وسط الازدحام، ولم يمنحه مجيء الحافلة المفاجئ الحصول على اللحظة التي رسم تفاصيلها في خياله، أضرمت نارا في قلبه مؤججة وتركته يحترق كأي مصير...

 

                                                                                     

 

 

الصفحة 1 من 54

Please publish modules in offcanvas position.