- ابراهيم البوزنداكي
- واحة الإبداع
- القصة والرواية
- الزيارات: 2695
ظل الجدار
ظل الجدار
في ساحة رحبة على مقربة من منزل طيني قديم يقف جدار مبني بحجارة مرصوفة بحساب و بفكر فنان بارع تمت هندسته ليعطي انطباعا بالشموخ و الخلود.الجدار له طول محدود و ينتهي كأنه سور غير مكتمل أو كأن بانيه إنما شيده ليقال: انظر إلى هذا الجدار الشامخ. علوه ثلاثة أمتار أو يزيد، وعلى نتوء مستدير بارز منه يجلس رجل مسندا ظهره له منكبا على قراءة كتاب ضخم مغلف بجلد تفوح منه رائحة الماعز.قلب صفحة أخرى و أحنى رأسه قليلا شأن من ذاب في محتوى المجلد. من ناحية المنزل العتيق يتقدم رجل بخطوات متسارعة حينا و متباطئة أحيانا ، وئيدة يمشي و كأن الأرض غلاف من السيلوفان يخشى أن تغيب فيه قدماه. لحظات و يصل للجدار، يتوقف ثم يسلم على صاحب الكتاب. هذا الأخير لم يتململ و لم يحرك شفة، كان و كأنه قد من حجر الجدار.