- عمر محمد
- واحة الإبداع
- القصة والرواية
- الزيارات: 6397
طيور في الضباب ..!؟
كان صدره يغلي ، كانه قدر ماء يجتر حصاه ، انتصب فوق نار متأججة راحت تاكل حطبها بكل شراهة .. ادخنة كثيفة و حارة من القهر تتصاعد في حناياه ، فتحجب عنه كل الافكار و الاحاسيس الجميلة ..
.. كان مغلولا لدرجة الاحتراق ، بدا و كانه تمثالا من الشمع يذوب ببطيء شديد في حلكة ليل طويل تاخر فيه طلوع الفجر .. خمسة من البنات و امهم يفترشون ظهر الشاحنة المهتريء ، بدوا جميعهم كغيمة ملبدة ضلت طريقها و قد اثقلتها امطار الحزن ، و امضها القلق .. باتت غير قادرة على وضع حملها ..!
.. و بالرغم من صغر اعمارالبنات ، الا ان امهم غطت رؤوسهم بمناديل داكنة و سميكة و البستهم فساتين طويلة الذيل و من تحتها بناطيل مشدودة على خصورهم النحيلة ، و حمّلت كل واحدة منهن بقجة من ملابس و بعضا من حاجيات زهيدة الثمن .. بدت وجوههن شاحبة و عيونهن السود تشع وميضا يطل على المجهول و قد احتملت غيظا و قهرا عظيما .. سربا من الاسئلة الضبابية تجول فضاء رؤوسهم .. و بدأت امطار الدهشة و الذهول بالتساقط من ملامحهم كانها قطرات دمع كسيرة اختبِأت منذ زمن خلف قشرة ذاك الحزن الموقوت في النفوس ..