ـ مفهوم اللغة ووظائفها :
للغة علاقة وطيدة بالكلام واللسان ، فإذا كان الأول (( نوع من السلوك الفردي الذي يتجلى عن طريق كل ما يصدر عن الفرد من أقوال ملفوظة أو مكتوبة )) (1) ، فإن الثاني يدل على (( النظــام العام للغة ، ويضم كل ما يتعلق بكلام البشر ، وهو بكل بساطة لسان أي قوم من الأقوام، ويتكـــون من ظاهرتين مختلفتين " اللغة "و" الكلام ")) (2) أما الثالث وهو اللغة ،
فهي تتشكل في الأساس من السمات المشتركة في كلام الأفراد ، ومــــا استقر عليه منها فــي أذهانهم عبر تعاقـــــب الأجيال ، ومن هنا فاللغة (( موجودة لدى الجماعة الناطقة على شكل آثار متموضعة في كــل دماغ وهي أشبه ما تكون بمعجم ، تكون جميع نسخه المتماثلة موزعة بين الأفراد لكنها خارجة عـن إرادتهم )) (3) وعليه فاللغة في نظر دي سوسير (( واقعة اجتماعية وخصوصياتها ليست مجــردة بل متواجدة بالفعل في عقول النـاس وبعبارة أخرى فهي مجموع كلي متكامل كامن ليس في عقل واحد بل في عقول جميع الأفراد الناطقين بلسان معيـن ،ونلاحظ أن دي سوسير يشبه اللغـة بالقاموس الذي يمثل في الأصل الذاكرة الجماعية لما يحتويه من علامات لا يطيق الفرد الواحد أن يختزنها في دماغه)) (4) إلا أنهــــــا ((مستقلة في ماهيتها عن الفرد )) (5) ذلك أنه يجب على الفـــرد الانصياع المطرد إلى لغته ولا يمكن له مخالفة ضوابطها إلا في حالة أشكال الإبداع الخلاق على حد تعبير عبد الجليل مرتاض .(6)
إن اللغة ومن وجهة النظرية الديسوسيرية نظام ، ذلك أنه يعتبرها ((نسقا معينا مضبـــــوط الحدود وهي الجانب الاجتماعي من الكلام الخارج عن نطاق الفرد لأن الفرد الأحد غير قادر على أن يخلقها أو أن يحورها وهي لا توجد إلا بمقتضى نوع من التعاقد بين أعضاء المجموعــــة البشرية الواحدة .)) (7)
وهي عنده (( نتاج اجتماعي لمكلة اللسان ، وهي مجموع التواضعات الضرورية التي يتبناها الجسم الاجتماعي لتمكين الأفراد من ممارسة هذه الملكة )) (8) ، وهذا النتاج (( يكتسبه الفرد عفويا وانفعاليا وهي لا تفـــــــرض تفكيـرا مسبقا أبدا ، ولا يتدخل التفكير إلا في النشاط التصنيفي )) (9) حيث تمثل اللغة (( ذلك المظهر الرسمي المـوروث للتراث اللغوي ، ذو النظام النحـوي المتجانس المستعمل بين كل أفراد المجتمع )) (10)
بمعنى أن اللغة كما يرى أصحاب نظرية الاصطلاح والتواطؤ " التواضع" تمت مواضعـة أي بصورة اعتباطية وأنه لا يمكن للمتكلم إذا ما أراد أن يتواصل مع غيره من أفراد مجتمعه أن يخالف نظام اللغة المتعارف عليه بينهم ، فمـن المعلوم (( أن التفاهم بأية لغة من اللغات يتم بتوحد خصائصها وانسجام مسلكها واطـــــــراد عناصرها في غالب الأحيان )) (11) ، بل اللغة (( طريقة إنسانية خالصة للاتصال الذي يتم بواسطة نظام مــــــن الرموز التي تُنْتَج طواعيـة فاللغة نظام ، ولا يستطيع المتكلم أن يغير تتابع الكلمات إذا أراد الإفهام .)) (12)
الملاحظ أن هذا النظام يتشكل من مجموعة من الأنظمة الفرعية أو مجموعة من المستويات أو أركان الاتصال المترابطة والمتكاملة فيما بينها، وهي:المستوى الصوتي، المستوى الصرفـي ، المستوى النحوي والمستوى الدلالي وهو ما سنتناوله بشيء من التفصيل لاحقا .
ـ خصائص اللغــة :
من أبرز الخصائص العامة التي تشترك فيها جميع اللغات البشرية ما يأتـي :
1 ـ اللغة سمة إنسانية :
بمعنى أنها خاصة بالإنسان وحده دون بقية المخلوقات، وبها يتميز عنها، ذلك أنها مرتبطـــــة بالقدرة العقلية التي تفتقر إليها هذه الأخيرة ، حيث في إمكان الإنسان (( أن يتصل بالأشياء مثله في ذلك مثل الحيوانات الأخرى بالتــذوق أو اللمس أو الشم أو الرؤية.. إلخ ، لكن الإنسان علاوة علــى ذلك يمكنه أن يتصل بهذه الأشيـــــــــاء وباللغة، وهو وحده الذي لديه القدرة على تسمية مفاهيمه )) (13) ومن هنا فاللغة (( تحقق إنسانية الإنسان ، ومعنى هذا أن اكتسـاب النظام الرمزي خاصية إنسانية ، من هذا يُعرَّف الإنسان أحيانا بأنه حيوان رمزي ، كذلك يمكن القول إن اللغة هـي الإنتاج الأكثــــر غموضا للعقل الإنساني والأعظم خطورة .)) (14)
2 ـ اللغة صوتيـة :
بمعنى أنها تقوم على النطق ، ذلك أنه وعلى الرغم ((من تعدد اللغات وتنوعها ، فكلها تحمل خصائص مشتركـة أولها وأهمها أن كل اللغات تتكون من أصوات تصدرها أعضاء النطق الإنسانية هذه الأصوات ـ لتصبح ذات معنى ـ يجب أن توضع في شكل تتابعي محدد ومعين ، مكونة من كلمات أو مجموعة من الكلمات . هذه الكلمــات أو مجموعها يجب أن تكون محل اتفاق أعضاء المجموعة اللغوية باعتبارها قيما رمزية تستحضر ـ ولو على وجه التقريب ـ في أذهانهم أفكارا معينة . )) (15)
ـ 1 ـ
بمعنى أن إصدار الأصوات لا يكون كيفما اتفق وإلا فهي وفي مثل هذه الحال أشبه ما تكون بتلــك الأصوات التي تصدرها الحيوانات ، ومن هنا وجب (( أن تكون الأصوات الصادرة عن الجهـاز النطقي ذات معنى ، وتنقل رسالة محددة معينة من عقل إنسان إلى آخر .)) (16)
وإذا كانت الطبيعة الصوتية هي الأساس للغة ، فإن المدارس الحديثة توصي بضرورة اعتماد الشكل الشفوي فـي تعليمية اللغات لأن الشكل المكتوب ما هو في حقيقة الأمر إلا ترميز للمنطـــوق وأنه يأتي في مرحلة تالية له مــن الوجود ، وفي هذا المعنى يقول دي سوسير:(( اللغة مخـزن للصور السمعية والكتابة الشكل الملموس لهذه الصور )) (17) مع الإشارة إلى ما هنالك من الفروق بين المنطوق والمكتوب الذي وإن كان صورة للأول فهو يفتقد الكثير مــن خصائص المنطوق فــــي العملية التواصلية كالتنغيم والنبر وغيرهما .
3 ـ اللغـة نظـام :
جميع اللغات البشرية ما هي في الواقع إلا نظام : Systeme ، يتكون من مستويات ويتشكــــل من وحدات خاصة ورموز لها معان متعارف عليها ، بها يتواصل الناس ويحصل الإفهام والتفاهـم بينهم شريطة الالتزام بهذا النظام ومـا يتميز به من ضوابط وقواعد ، فالمتكلم وإن كان ينتج اللغة فهو (( لا يتصرف بحريته المطلقة بل تبعا لنظم اقتضاها العرف الاجتماعي للغة ، فهناك فرق بين مجرد الحديث باللغة والحديث بها موحدة الخصائص حسب نظام معين فـي توارد الكلمات وشكلها ، الأول مرجعه شخصي ، والثاني طابعه اجتماعي ، الأول هو عمل المتكلم ، والثاني مهمـة الباحث .)) (18)
4 ـ اللغة سلوك مكتسب :
اللغة ملك من يتعلمها ، ولا أثر فيها للوراثة أو الجنس ، بمعنى أن اللغة سلوك مكتسب مـــن المجتمع ، إذ عن طريـق الاحتكاك بالأفراد يتمكن الإنسان من عاداتهم اللغوية الشائعة ، فيحاكيهم في استعمال الأساليب ويجاريهم في كلامهم ، فبمحاكاة وتقليد الناطقين من حوله وبالتدرج يكتسب لغة الوسط الذي يعيش فيه .
ولعل من العوامل التي تساعد الفرد على اكتساب هذا السلوك (( التعليم والتدريب المستمر .. تماما كما يكتسب المظاهر الاجتماعية الأخرى من تقاليد وعادات ، وحتى تصبح اللغة بالنسبة له أمرا عاديا لا يكاد يشعر به حين يستعمله )) (19) ، وإذا كان الإنسان لا يمكن أن يستغني عن الماء والهواء ، فهو لا يمكنه من جهة ثانيـة الاستغناء عن اللغة ، لأنها (( شيء لا غنى عنــــه ، وهي ملك مشاع لكل طبقات المجتمع من أعلاها إلى أدناها ليس كل الناس يكتبون ، وقليل منهم نسبيا من يهتمون بصناعة الأدب ، ولكن كل الناس يتكلمون )) (20)
5 ـ اللغة نامية :
لا تكاد تستقر اللغة أية لغة من لغات العالم على حال ، فهي في تغير مستمر تخضع في ذلــك لأحوال الأفراد وتطور المجتمعات ، وهذا بفعل العديد من العوامل المختلفة الداخلية منها والخارجية الحضارية والفكرية والسياسية والاجتماعية، فاللغة إذا (( وثيقة الصلة بعلم الإنسان وعلم الاجتماع باعتبارها نتاج علاقة اجتماعية ووسيلة نقل الثقافة التي تعتبر من وجهة نظر علم الإنسان مجموعة تقاليد الشعب وأوجه استعمالاته للغة ، وبالنظر إلى وظيفة اللغة كتعبير عن الفكر يمكــن اعتبار اللغة جزءا من علم النفس . كذلك تطرق اللغة كل أبواب النشاط الإنساني المشترك مـن عقيدة وحرب وسياسة وقانون وترفيه ، واللغة ـ إلى جانب ذلك ـ تعمل كأداة للفكر الراقي ، فالخطابة والأدب والشعر والفلسفة والعلوم ، كل أولئك لا بد أن تتناول عن طريق اللغة )) (21)
إذا كانت اللغة لا تكاد تنفصم ولا تنفصل عن كافة مناحي الحياة ، فإن أدنى تغيير أو تطور فـي أي منها يؤدي بالضرورة إلى تغيير ـ ولو نسبي ـ في اللغة ، إلا هذا التغيير في اللغة (( يبقى محصورا في كلماتها القاموسية وحقولها الدلالية ، كلما احتاجت اللغة إلى التعبير عن مفاهيم ثقافية وتكنولوجية جديدة )) (22) ، والقول (( إن اللغة تتطور في قواعدها ما لا نذهب إليه )) (23) .
ولعل من أبرز ميادين هذا التعيير هو ميدان الكلمة حيث (( إذا تتبعنا تاريخ الكلمة في أي لغـة فسنرى شيئا عجيبا فمعاني الكلمة تتغير دائما وتنتقل من ميدان إلى آخر ، فهناك معنى عام وآخر خاص ، وهناك معاني حقيقية وأخرى مجازية ، وقد يكون للكلمة أكثر من معنى ، وقد تؤدي عـدة كلمات إلى معنى واحد )) (24) ، ففي هـــــذا القول إشارة ضمنية إلى الصورة البلاغية التي تخرج فيها الكلمة عن المعنى الحقيقي إلى معنى مجازي أي انتقال الكلمة من حقل دلالي إلى حقل دلالي آخـــــر في لغة الكتابة ولغة الكلام التي يرى البعض أنها (( تميل إلى الجمود والتمسك بالتقاليـد )) (25) فهذا قول مردود لأن لغة الكلام تتطور هي الأخرى ونميل فيها في غالب الأحيان إلى اعتماد الصورة البيانية تواصلنا مع المحيطين بنا .
ـ 2 ـ
مما سبق نتبين أن العلاقة بين الفكر واللغة علاقة وثيقة كما أقر بذلك الجرجاني في حديثه عن النحو ومن جاء بعده من العلماء أمثال تشومسكي ، ومن هنا فإن التغير في الفكري الحاصل فــي المجتمع بنعكس بالضرورة على اللغة ، والعكس صحيح ، فنمو اللغة يعني نمو أهلها ، وفي النمو حياة وتطور وجمودها يعني جمودهم ، وفـــــي الجمود موت وانقراض ، وعليه فـ (( اللغة هي التي تصنع الأمة )) (26) ويصح أيضا أن يقال : " إن الأمة هي التي تصنع اللغة " .
ـ وظائف اللغــة :
تتجلى أهمية اللغة في الوظائف التي تؤديها ، وقد حظي هذا الجانب باهتمام العلماء الذيـــــــن حاول كل منهم بحسب المدرسة التي ينتمي إليها تحديد وضبط هذه الوظائف ، فمنهم من نظر إليها من زاوية فلسفية نفسية ، ومنهم من نظر إليها من زاويـــــــــة اجتماعية ، ومنهم من جمع في نظرتــه إليها بين الجانبين معا .
ولعل ما يستوقفنا في بداية هذا المبحث قول ابن جني الذي جمع فيه بين تعريف اللغة وبين وظائفها ، وهو تعريف جامع يستخلص منه معظم وظائف اللغة التي تشعب فيها المحدثون ، وملخص قوله : (( إن اللغة أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم ، وهي فعلة من لغوت إذا تكلمت )) (27) ، فهو وبالإضافة إلى تلميحه لوظيفة التواصل الأساسية للغة التي نستشفها في فعل " يعبر " ، يشير إلى بقية الوظائف الأخرى التي تؤديها اللغة من خلال قوله " أغراضهـم " بصيغة الجمع ، مفره " غرض " ، وهو بمعنى الحاجة التي تنطوي تحتها الحاجة النفسيـة الفكرية ، الشعورية ، الاجتماعية. .إلخ ، وهو ما استعاض عنه المحدثون بلفظ " الوظيفة " فالاختلاف إذا في المصطلح .
وما عليه إجماع الباحثين إن اللغة (( تؤدي وظائف مختلفة تتعدد بتعدد استعمالاتها وموقعها )) (28) إلا أن هذه الوظائف كما يرى جاكبسون (( تتوزع على مكونات التواصل اللغوي المرسل والمتقبل والإبلاغ والشفرة ولاتصال والظرف )) (29) ، ومن هنا فبالنظر إلى هذه العناصر مجتمعة يمكن التمييز بين وظيفة وأخرى ، لأنه قد تلتبس علينا الوظائف أحيانا ، ولا ملاذ لنــا إلا الرجوع إلى موقف الملقي أو المتلقي أو الظرف أو الرسالة أو السياق الذي ترد فيه ، وهذا ما سنفصل فيه القول عند حديثنا عن وظيفة التواصل التي ارتأينا تأجيلها وإفرادها بمبحث خـاص لأهميتها .
ومن جملة وظائف اللغة نذكر :
1 ـ وظيفة التعبير عن الأفكار والعواطف والانفعالات :
تعتبر اللغة ـ من وجهة نظر بعض اللغويين الذين ينظرون إليها على أنها تابعة ليماديـن الفلسفة والمنطق والعواطف ـ أداة لنقل الأفكار والأحاسيس وكل ما يختلج بصدر الإنسـان لأن هذا الأخير حينما (( ينطق ببعض الكلمات إنما يفعل ذلك لكي يعبر ، أي ينقل العواطف والأحاسيس والأفكار من الداخل إلى الخارج ))(30) ، ومن هنا فاللغة (( تتيح لكل إنسان تبليغ تجربته الشخصية إلى نظائره ، ويشمل مفهوم التجربة كل ما يشعر به الإنسان أو يلاحظه ، سواء أخذت هذه التجربة صيغة يقين أم شك أو رغبة أو حاجة ، ويمكن للتبليغ أن يتم في قالب إثبات أو استفهام أو طلب أو أمر دون أن يخرج من إطاره الخاص))
(31) . وغالبا ما يلجأ المتكلم للتعبير عن عواطفه ومشاعره إلى الصورة فيجسدها في صور محسوسة مجسدة في التشبيه أو الاستعارة أو الكناية بما يضفي على لغته شيئا من الجمال بغية التأثير على المتلقي ، وهذا ما سنتناوله لاحقا . (32)
والجدير بالتنبيه أن هذه الوظيفة تتداخل مع بعض الوظائف الأخرى التي أشار إليها هاليداي Halliday ، ومنها على وجه التحديد (( الوظيفة النفعية : Fonction instrumentale ، فاللغة تسمح لمستخدميها منذ طفولتهم المبكرة أن يشبعوا حاجاتهم ، وأن يعبروا عن رغباتهـم وما يريدون الحصول عليه من البيئة المحيطة ، وهذه الوظيفة هي التي يطلق عليها وظيفة " أنا أريد " )) (33) و (( الوظيفة الشخصية Fonction personnelle خن خلال اللغة يستطيع الفرد ـ طفلا وراشدا ـ أن يعبر عن رؤاه الفردية ومشاعره واتجاهاته نحو موضوعات كثيرة ، وبالتالـي فهو يستطيع من خلال استخدامه للغة أن يثبت هويته وكيانه ، ويقدم أفكاره للآخرين ، والوظيفة الشخصية تؤدى عبر الكلام : Parole ، ويمكن أن تكون شفهية ومكتوبة كما فـــي الأدب والشعر )) (34)
ـ 3
2 ـ تصريف وتنظيم شؤون المجتمع :
للغة مغزى اجتماعي ، وعليه فهي من وجهة نظر المدرسة الفكرية حقيقة اجتماعيـة باعتبارها أداة تساعد على تسيير شؤون المجتمع وتصريف أموره وتوجيه أفراده لما يتعين أن يكون عليه من سلوكات ، فالكلمة (( إنما تستعمل في أداء الأعمال وإنجازها ..)) (35) ، وهذا مــا يؤكده يسبرسن الذي يرى (( أن كلمات اللغة في الاختلاط الاجتماعي لا تستعمل في أكثر الأحايين لتنقل الأفكار أو لتوضيح أشياء من هذا القبيل أو حتى للتعبير عن الشعور ، ولكنها تستعمل لتشبيع الاشتياق إلى النزعة الاجتماعية والمصاحبة التي يهواها الإنسان .)) (36)
وقد اصطلح على تسمية هذه الوظيفة بالوظيفة التنظيمية : Fonction régulatoire ، إذ يستطيع (( الفرد والمجتمع من خلال اللغة أن يتحكم في سلوك الآخرين ، يحثهم ويستثيرهـم ، وينسق فعلهم ، وهي تعرف باسم وظيفة " افعل كذا ولا تفعل كذا " كنوع من الطلب أو الأمر لتنفيذ المطالب أو النهي عن أداء بعض الأفعال )) (37)
يتجلى دور اللغة في الناحية الاجتماعية أيضا في تقويم سلوك الفرد بما يتماشى وتوجهات المجتمع باعتبارها حاملة للقيم والمثل التي توارثها جيل عن جيل ، كما أنها تقوم سلوكه اللفظي من حيث النطق السليم للحروف والاستعمال الصحيح للمفردات واعتماد الأساليب الملائمة بمعنى (( إن اللغة لها وظيفة " تحديد الفعل " أو التوجيه وفق قانون : Code ثقافي هو الرمز ، ففي القرآن ـ مثلا ـ يتم الزواج بمجرد النطق بألفاظ معينة ، وكذلك في المحكمة حينما يقول القاضي " حكمت المحكمة بكذا " ، فإن هذه الكلمات تتحول إلى فعل ... فاللغة تقطع الواقع وتركبه وتوزعه تضبطه )) (2) ، أي أنها (( تبلور الخبرات وتجارب الأمم في كلام مفهوم ، يمكن أن يستفيد منه لغير وتدون التراث الثقافي وتحتفظ به جيل بعد جيل .)) (38)
3 ـ الوظيفة النفسيــة :
تتمثل هذه الوظيفة عن ثروندايك : Thorndike في إحداث استجابات لدى المتلقين وإثـــارة أفكارهم وعواطفهم ، ومن هنا فهي ترتبط بقانون " الإثارة والاستجابة " ، وهذا بخلاف ما يذهب يسبرسن الذي يحصر هذه الوظيفة في الجانب الترفيهي للغة ، كونها وسيلة من وسائل الراحة والترفيه عن النفس والتحرر من القلق والاضطراب ، لأن المرء حين يغني أو يتحدث بحديـث لا هدف من ورائه ، فهو إنما يفعل ذلك ليرفه عن نفسه ويمتع الآخرين ، إذ (( لا يعيش الإنســان بالخبز وحده ، فاللغة لها وظائف أخرى علاوة على كونها أداة اتصال ، وهي لا تستخدم فقط فـي الكلام بل في الغناء أيضا ، والحديث لا هدف له في الغالب إلا مجرد اللعب بالأصوات ليمتع الفرد نفسه ويمتع الآخرين ، فليست الحياة اليومية جدا كله ، بل هناك فرص ينبغي أن لا نفكر فيها ، وذلك حينما نترك العمل جانبا ، وفي مثل هذه الظروف لا تؤدي اللغة وظيفة حل المشكلات ، بل لها في هذه الأوقات وظائفها ، فهي وسيلة من وسائل الراحة وتقليل الاضطراب وكسر حواجز الغربة بين الفرد ومن يشاركه الحديث ، وإقامة علاقات تنأى عن العلاقات التقليدية )) (39) ، ولكن ومع هذا كله تبقى اللغة حتى في مثل هذه الحالات والظروف وسيلة تواصل فالمرء حين يغني أو يتحدث بأي حديث فهو يتواصل مع المحيطين به .
تلتقي هذه الوظيفة بما يسمى الوظيفة التخيلية : Fonction imaginative التي تسمح اللغة من خلالها للفرد (( بالتحرر نسبيا من ضغوط الواقع عن طريق وسيلة من صنعه هو ، وتتمثل فـــي ما ينتجه من أشعار وفنون وإبداع في قوالب لغوية ، تعكس انفعالاته وتجاربه وأحاسيسه كمـا يستخدمها الإنسان للترويح أو لشحذ الهمة والتغلب على صعوبة العمل وإضفاء روح الجماعة كما هو الأمر في الأغاني والأهازيج التي ترددها الأفراد في الأعمال الجماعية أو عند التنزه ، ويمكـن ويمكن رصد خصوصيات لكل خيال لغوي .)) (40)
ما يلاحظ أن أصحاب هذه المدرسة يفرقون بين وظيفة اللغة في حالة الجد وفي حالة غير الجد فهي عندهم تواصلية في الحالة الأولى وغير تواصلية في الحالة الثانية ، وهذا ما يرفضه المنطق لأن المرء يتواصل حتى في حالة انفراده فهو يتواصل مع ذات ينتزعه من ذاتيته ، فهو لا يتسلى من خلال تلاعبه بألفاظ اللغة كما يقـــــــول هؤلاء ، وإنما يبث رسالة تحمل رأيا أو فكرة موجهة لفئة من المتلقين ، وهو أيضا لا يتحرر من ضغوط الواقع في حالة الإبداع الأدبي ، وإنما يكون أشـد التصاقا بهذا الواقع ، لأنه يريد أن يقول شيئا في لغة أدبية راقية فيها من الأخيلة والصور ما يأخذ بالألباب .
4 ـ الوظيفة الاستفهامية :
الفرد ابن بيئته ومحيطه ، فهو يتخذ من اللغة أداة لمعرفة ما يحيط به واستكشاف أسرار ما يجري من حوله ومن هنا (( فهي ما يمكن أن نطلق عليه الوظيفة الاستفهامية بمعنى أنـه " الفرد " يسأل عن الجوانب التي لم يعرفها في بيئته حتى يستكمل النقص في معلوماته عن هذه البيئة ويكون صورة عنها )) (41)
ـ 4 ـ
لا يمكن لهذا الفرد أن يعيش في هذا المحيط الذي يعد جزءا منه من دون أن يتفاعل مع الآخرين فلا مناص إذا من استخدام اللغة كأداة للتواصل معهم لأننا (( نستخدمها ونتبادلها في المناسبات المختلفة ونستخدمها في إظهار الاحترام والتخاطب مع الآخرين)) (42). والجدير بالتنبيه أن لهاتين الوظيفتين الاستفهامية والتفاعلية ـ صلة وثيقة بالوظيفة التنظيمية كونهما جزءا منه ، وإن عدها هاليداي وظيفتين منفصلتين (43)
وهناك وظائف أخرى للغة استلهمها جاكبسون من نظرية الاتصال ، وهي ست وظائف :
الوظيفة التعبيرية ، وظيفة النزوع ، وظيفة إقامة الاتصال ، الوظيفة الإنشائية ، الوظيفة ما وراء لسانيـة والوظيفة المرجعية (44) ، وهي ما سنتناوله لاحقا .
5 ـ اللغة أداة للتواصل :
مما عليه الإجماع أن وظيفة اللغة الأساسية هي التعبير أي التواصل ، بمعنى أنها وسيلة لتبادل الأفكار ونقل الأخبار بين الأفراد ، ولعل في حديثا عن الاتصال والتواصل ما يوضح أكثر هـذه الوظيفة .
أ ـ الاتصــــــــــال :
الاتصال لغة من " و ص ل " ، ومن معانيها :
- بلغ وانتهى : حيث يقال : (( " و ص ل " ( وصلت ) الشيء من باب وعد و " صلة " أيضا و " وصل " إليه يصل وصولا أي بلغ )) (45)
- اتصل : بمعنى (( دعا دعوى الجاهلية ، وهو أن يقول : " يا لفلان " ، قال تعالى : " إلا الذين يصلون إلى قوم " / النساء : 90 / أي يصلون )) (46) ، ومنه (( وصل الشيء بغيره فاتصل ، ووصل الحبال وغيرها توصيلا : وصل بعضها ببعض ... ووصلت شعرها بشعر غيرها ، " ولعن الله الواصلــــــــــة والمستوصلة " )) (47)
- انتمى : حيث ثقال (( ... ووصل إلى بني فلان واتصل : انتمى ، قال الأعشى :
إذا اتصلت قال : أ بكر بن وائل *** وبكر سبتها والأنوف رواغــم )) (48)
وقد تأتي بمعنى " علم ، تلطف " وهذا بحسب السياق الذي ترد فيه (49)
ب ـ التواصـــل :
التواصل من " تواصل " على وزن تفاعل الذي يدل على :
(( 1 ـ المشاركة بين اثنين فأكثر ، مثل : ـ تقاتل زيد وعمرو
ـ تجادل زيد وعمرو وعلي
2 ـ التظاهر : ومعناه الادعاء بالاتصاف بالفعل مع انتفائه عنه ، مثل :
ـ تناوم ـ تكاسل ـ تجاهل ـ تعامى ....
3 ـ الدلالة على التدرج أي حدوث الفعل شيئا فشيئا ، مثل :
ـ تزايد المطر
ـ تواردت الأخبار
4 ـ المطاوعة : وهو يطاوع وزن " فاعل " ، مثل : باعدته فتباعد ، واليته
فتوالى .)) (50)
ـ بين الاتصال والتواصل :
ويعود هذا الاختلاف لاختلافهما في البنية المورفوتوجية ، فوزن " افتعل " وإن كان من معانيه كما يقول الصرفيون " الاشتراك " (52) فإن فعل " اتصل " لا يدل على هذا المعنى ، لأنه لا يقع من فاعل واحد ، وهو في ما نرى لا يتعدى في معناه الوضعي مجرد إقامة علاقة مع شيء أو شخص عن طريق وسيلة معينة ، ولا يدل على معنى التواصل ، وهو ما يقابله في اللغة الفرنسية :
ـ 5 ـ
Etablir une relation ou un lien وفي الإنجليزية : Establish a relationship or link
أما الفعل الثاني " تواصل " فهو يدل على كما سبقت الإشارة على المشاركة في القيام بالحدث بين أكثر من اثنين في وقت واحد ، ولا يمكن أن يحدث فعل التواصل من حيث الزمان ـ إذا مـا ربطناه في معناه الإنساني بفعل التخاطب والتحاور بين شخصين أو أكثر ـ إلا بعد فعل لاتصال ،بمعنى أن التواصل يلي مرحلة الاتصال ، أو بعبارة أخرى لا يمكن أن يكون هناك تواصل من دون اتصال ، وإن كانت هناك مواقف خاصة واستثنائية يحدث فيها اتصال ، لكن من دون تواصل ، وذلك إما لغياب أحد الطرفين في العملية التواصلية " الملقي والمتلقي " أو لسلبيتهما أو لغياب الرسالة ومن ذلك كما يحدث للبعض أحيانا أن يشكل رقما هاتفيا لاتصال بشخص ما ، ولكن بمجرد أن يرفع هذا الشخص السماعة يلتزم الطرف الآخر الصمت أو ينقطع الخط بينهما ، فهل هذا اتصــال أم تواصل ؟ ، مما لا شك فيه أنه اتصال وليس تواصلا .
ومن هنا يمكن القول إن الاتصال لا يعني أحيانا التواصل ، في حين قد يعني التواصل الاتصال وعليه فمفهوم التواصل في نرى أوسع من الاتصال ، وهو ما يعبر عنه باللغة الفرنسية(53)ـ : Communiquer (54) ، وباللغة الإنجليزية : Communicate ، لأنه ينطوي على معنى فعـل Etablir un contact ou un lien التي تعني
" انصل " ، وهو ما يخالف ما ذهب إليه عبد الجليل مرتاض الذي يقول : (( إننا نؤكد ما ألمحنا إليه آنفا من أن الاتصال أكثر عموما مـن التواصل والتوصل والمواصلة .)) (55)
يرتبط التواصل في بعده الإنساني بالتخاطب والتحاور بين شخصين فأكثر ، بمعنى أن التواصل يقتصر على الممارسة الفعلية الاجتماعية للغة التي تتمثل في الإبلاغ والإخبار والاطلاع من خلال المشاركة في ما يجري بين الأفراد من أحاديث ، وعليه فهو (( يخص التخاطب البشري ، ويختص بدراسة العلاقات بين الأشخاص الذيــــن يفسرونها ويتأثرون بها )) (56) ، وهذا يعني أن التواصل يقوم على (( نشاطين رئيسين هما : الكلام ولاستماع ، هذان النشاطان لهما أهمية بالغة لدى عالم النفس باعتبارهما نشاطين عاليين للجهاز العصبي يحملان في ثناياهما عمليات تعكس طبيعة العقل البشري وقدرته .)) (57)
والملاحظ أن هذين الشرطين لا يتوفران إلا في اللغة المنطوقة أي في الكلام ، وهذا لا ينطبق على اللغة المكتوبة التي تعد من ضمن طرق الاتصال ، وعليه يمكن الاستعاضة عنهما فيهـا بالقراءة والرؤية ، ومن ثمة يمكن القول إن التواصل يقوم على الشروط الآتية : الكلام والاستماع أو القراءة والرؤية .
ومما سبق نتبين أن مفهوم التواصل ينحصر أساسا في الممارسة الفعلية للغة ، شفوية كانت أم خطية ، في حين يقتصر الاتصال على الوسائل والأدوات والطرق التي تساعد على تحقيق وتجسيد هذه الممارسة في الواقع الملموس ، والوسائل طبعا متعددة ، فمنها اللغة الكلام ، الكتابة الرموز ، الإشارات ، العلامات والرسوم ...إلخ . ومن هذه الوسائل ما يستدعي وسائل أخرى ففي الكلام مثلا قد نحتاج إلى الهاتف أو الصورة ، وفي الكتابة نحتاج إلى الفاكس ، البرقية الأنترنيت ...وما إلى ذلك مما توفره التكتولوجيا الحديثة ، وهذا طبعا بحسب موقف وموقع كل مـن طرفي العملية التواصلية .
إلا أنه وعلى الرغم من هذا التباين في دلالة المصطلحين ، فقد يراد بالاتصال عند البعد أحيانا التواصل والعكس صحيح ، وهذا بالفعل ما أفرزته التقنية الحديثة في مجال الاتصال حيث أصبح (( التواصل يعني انتقال المعلومات ومعالجتها وتقليبها : Manipulation في كل الأنظمة العلامية Semiologiques ))(58) ومن هنا فلا داع للاستغراب حينما هذا الخلط في استعمال المصطلحين حيث لم يعد هناك ما يميز الاتصال عن التواصل في كثير من التعاريف ، فقد جاء في معجم التربية أن (( الاتصال هو " نقل خبر ما من شخص إلى آخر ، وإخباره به ، واطلاعه عليه ، ويعني التواصل وحدتي التواصل والتوصيل أي إقامة علاقة مع شخص ما أو شيء ما ، كما يشير إلى فعل التوصيل ، كما أنه يعني التبليغ أي توصيل شيء ما إلى شخص ما وإلى نتيجة ذلك الفعل ، كما يدل على الشيء أي يتم تبليغه والسائل التي يتم التواصل بفضلها )) (59)
ومن جملة التعاريف التي ورد فيها التواصل بمعنى الاتصال تعريف سامي ذبيان الذي يقول : (( الاتصال عملية تتم بين طرفين يتخاطبان ، يستطيعان عن طريق الاتصال بينهما أن يتشاركـا في فكرة أو رأي أو شعور أو عمل ما ، ويمكن أ، يكون كل طرف من الطرفين شخصا واحدا والآخرعدة أشخاص، فيكون الاتصال عن طريـــق التخاطب بين شخص ومجموعة "حال المدرس والتلاميذ " أو حال " زعيم سياسي يخطب في جماهيره ، وأحيانا يكون التخاطب بين شخص واحد أو عــــدة أشخاص وبشكل غير مباشر كحال المذيعين الذين يتوجهون إلى مستمعيهم .)) (60)
هذا ما هو جار عليه العرف ، وما هو متداول بين علماء اللغة ورجال الإعلام والاتصال ، وما دام الأمر كذلك فلا مناص من تبني هذا الاتجاه ومجاراة هؤلاء فيما أجمعوا عليه ، وهذا بهـدف تجنب التشويش الذي ينجر عم مخالفتهم في استعمال كل مصطلح في ما وضع له كما بينا آنفا .
ـ 7 ـ
ـ المصادر والمراجع ـ
(1) ـ محاضرات في علم النفس اللغوي ، الدكتور حنفي بن عيسى : ط1 ـ 1993 الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية الجزائر ـ ص : 63 .
ـ ينظر Cours de linguistique généle : Saussure 2 edition - 1994 Enag - P 38
ـ اللسانيات النشأة والتطور ، أحمد مومن ـ ص : 124 .
ـ في علم اللغة العام ، الدكتور عبد الصبور شاهين : ط3 ـ 1980 ، مؤسسة الرسالة بيروت ـ ص : 29
ـ فلسفة اللغة واللسانيات ، نور الدين النيفر ط1 ـ 1993 ، مؤسسة أبو وجدان للطبع والنشر والتوزريع ـ ص : 76 ، 167 .
(2) ـ في علم اللغة العام ، الدكتور عبد الصبور شاهين ـ ص : 123
ـ ينظر اللغة والتواصل اقترابات لسانية للتواصلين الشفهي والكتابي ، الدكتور عبد الجليل مرتاض ، ب . ط ب . ت ـ دار هومة ـ ص : 49 .
ـ ينظر Cours de linguistique générale : Saussure - p : 23 - 145 ـ المرايا المقعرة ، الدكتور عبد العزيز حمودة ـ ص : 207
ـ دراسات في اللسانيات التطبيقية حقل تعليمية اللغات ، أحمد حساني ، ب . ط ـ 2000 ، ديوان المطبوعات الجامعية ـ ص : 06 .
(3) - Coure de linguistique générale Saussure - p : 39
(4) ـ اللسانيات : النشأة والتطور ، أحمد مومن ـ ص : 123
ـ ينظر في علم اللغة العام ، الدكتور عبد الصبور شاهين ـ ص : 31 .
(5) ـ اللغة والاتصال ، الدكتور عبد الجليل مرتاض ـ ص : 06 .
(6) ـ ينظر م . ن ـ ص : 06 .
(7) ـ فلسفة اللغة واللسانيات ، نور الدين النيفر ط1 ـ 1993 ، مؤسسة أبو وجدان للطبع والنشر والتوزيع ـ ص : 97 .
(8) – Cours de linguistique générale – p : 23
(9) ـ م . ن ـ ص : 31 .
(10) ـ أسس علم اللغة ، ماريو باي ـ ص : 115 .
(11) ـ أصول النحو العربي ، الدكتور محمد عيد ـ ص : 08 .
(12)ـ أساسيات تعليم اللغة العربية ، الدكتوران محمد كامل الناقة وفتحي يونس ـ ص : 08 .
(13) ـ م . ن ـ ص : 08 .
(14)ـ أساسيات تعليم اللغة العربية ، الدكتوران محمد كامل الناقة وفتحي يونس ـ ص : 08 .
(15) ـ أسس علم اللغة ، ماريو باي ـ ص : 41 .
(16)ـ م . ن ـ ص : 38
(17) - Cours de linguistique générale : Saussure - p : 32 .
(18) ـ أصول النحو العربي ، الدكتور محمد عيد ـ ص : 275 .
(19) ـ في اللغة ودراستها ، الدكتور محمد عيد ، عالم الكتب القاهرة ، ب . ط ـ 1974 ـ ص : 05
(20)ـ أسس علم اللغة ، ماريو باي ـ ص : 43
(21)م . ن ـ ص : 43
(22)ـ اللغة العربية والاتصال ، الدكتور عبد الجليل مرتاض ـ ص : 13
(23)ـ م . ن ـ ص : 13
(24)ـ أساسيات تعليم اللغة العربية ، الدكتوران محمد كامل الناقة وفتحي يونس ـ ص : 10
(25)ـ علم أسس اللغة ، ماريو باي ـ ص : 61
- Cours de linguistique general ; Saussure(26)
(27) ـ الخصائص ج 1 ، ابن جني ـ ص : 33
(28) ـ فلسفة اللغة واللسانيات ، نو الدين النيفر ـ ص : 150
(29) ـ م . ن ـ ص : 150
(30) ـ محاضرات في علم النفس اللغوي ، الدكتور حنفي بن عيسى ـ ص : 73
(31) ـ اللسانيات العامة الميسرة : 1 – علم التراكيب ، سليم بابا عمر ، أنوا الجزائر ، ب . ط ـ 1990 ـ ص : 69
(32) ـ فلسفة اللغة واللسانيات ، الدكتور نور الدين النيفر ـ ص : 151
(33) ـ م . ن ـ ص : 152
(34) ـ أساسيات تعليم اللغة العربية ، الدكتوران محمد كامل الناقة وفتحي يونس ـ ص : 11
(35) ـ م . ن ـ ص : 12
(36) ـ فلسفة اللغة واللسانيات ، الدكتور نور الدين النيفر ـ ص : 151
(37) ـ م . ن ـ ص : 151
(38)ـ محاضرات في علم النفس اللغوي ، الدكتور حنفي بن عيسى ـ ص : 68
ـ 8 ـ
(40)ـ فلسفة اللغة واللسانيات ، الدكتور نو الدين النيفر ـ ص : 154
(41)ـ م . ن ـ ص : 153
(42)ـ م . ن ـ ص : 153
(43)ـ م . ن ـ ص : 151
(44)ـ ينظر اللسانيات : النشأة والتطور ، أحمد مومن ـ ص : 148
ـ فلسفة اللغة واللسانيات ، الدكتور نور الدين النيفر ـ ص : 156
ـ مدخل إلى التحليل اللساني : اللفظ ، الدلالة ، السياق ، العربي قلايلية ديوان المطبوعات الجامعية ، ب . ط ـ ب . ت ـ ص : 04
(45)ـ مختار الصحاح ، الرازي ، دار الكتاب العربي بيروت ، ط1 ـ 1967 ـ ص : 723
ـ ينظر لسان العرب ج11 ، ابن منظور ـ ص : 736
(46)ـ مختار الصحاح ، الرازي ـ ص : 725 .
ـ ينظر اللغة العربية والاتصال ، الدكتور عبد الجليل مرتاض ـ ص : 15
(47) ـ أساس البلاغة ، الزمخشري ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، ب . ط ـ 2000 ـ ص : 678
(48) ـ م . ن ـ ص : 679
(49)ـ ينظر م . ن ـ ص : 679
(50) ـ التطبيق الصرفي ، الدكتور عبده الراحجي ، دار النهضة العربية للطباعة والنشر ، ب . ط ـ 1974 ـ ص : 38
(51)ـ اللغة العربية والاتصال ، الدكتور عبد الجليل مرتاض ـ ص : 15
(52)ـ ينظر التطبيق الصرفي ، الدكتور عبد الراجحي ـ ص : 36
(53)ـ ينظر : Micro-Robert : dictionnaire du Français primordial ; S.N..L Le Robert 1977 P .201
(54)ـ اللغة العربية والاتصال ، الدكتور عبد الجليل مرتاض ـ ص : 18
(55)ـ فلسفة اللغة واللسانيات ، الدكتور نور الدين النيفر ـ ص : 157
(57)ـ م . ن ـ ص : 157
(58)ـ فلسفة اللغة واللسانيات ، الدكتور نور الدين النيفر ـ ص : 157
(59)ـ معجم علوم التربية : مصطلحات البيداغوجيا والديداكتيك : 01 ـ سلسلة علوم التربية : 9-10 عبداللطيف الفاربي ، عبد العزيز الغرصان ، محمد آيت موحي وعبد الكريم غريب ، ب . ط ـ ب . ت ـ ص :81
ـ ينظر Micro – Robert : dictionnaire du Français primordial ; P . 20
(60)ـ مدخل نظري وعملي إلى الصحافة اليومية والإعلام : الموضوع والتقنية والتنفيذ ، سامي ذبيان ، دار المسيرة لبنان ، ط1 ـ 1979 ـ ص : 76