هكذا بدأت..،،
بسم الله الرحمن الرحيم..
أجل ..لابد أن أنهي المسألة اليوم..
أعقد اجتماعاً طارئاً للقمة..
بين المُدعي العام حاسوبي الشخصي ..
وبعض الزملاء من الكتب الإثرائية الذين احتشدوا حول مكتبي الصغير..
وما أنسانيهم إلا زمرة العمل التي كانت تلتهم وقتي التهاماً...أن أرحب بهم فوق منابر مكتبي..
ولابد أن أستثني من هذا الاجتماع أي هدنة راحة..
لأني مللت الإنتظار الطويل من أزمة الوقت ..
الذي انطلق في مراثون الزمن.. عابراً ضفافنا..
ونحن نتمايل على ألحان هروبه..
..
اجتماع وعمل هام..
هكذا بدأت وأنا أعد أحد البحوث الإعلامية..
وبالرغم من التشديدات الأمنية فوق مكتبي..
كان هناك صوت اعتراض من هاتفي النقال لنكبس على زر التوقف..
فهناك خبر طارىء..!!
لحظة..
أيُعقل..!!!
أيُعقل..!!!
..
أجل لم لايعقل..
اذا لقد اقتطعنا جزءً من هذا الاجتماع..
لأتحرى الخبر الــــــــــــــــــــداهية الذي وصلني عبر الهاتف النقال..!!!
صحفي عراقي يرمي الرئيس الأمريكي جورج بوش بحذائه في اجتماع له مع رئيس الوزراء المالكي..!!!
هنا..وقف عقرب الساعة..
وتجمد كل شيء في مكانه..
خِلت الأمر مجرد مزحة..!!
أيُعقل هذا..!!
لم أنتظر أن أزف علامات الإستفهام التي تراكمت فوق جعبي..
فوق ضفاف التساؤلات..
بل قطعت تذكرة ذهاب وإياب إلى الشبكة العنكبوتيه لكي أغوض في حذافير الموضوع..
وبالطبع لم تبخل الصديقة العزيزة قناة الجزيرة في تغطية الخبر تغطية مميزة..
ووضع كل مجريات الخبر تحت مجهر الواقع..
منتظر الزيدي.. صحفي عراقي شاب..
تبدأ قصة ذلك الخبر الوليد..
من تلك الحِمية..
التي تفجرت في قلبه..
الوطن..
الأرض..
الدموع..
الثكالى..
الأرامل..
الأطفال..
الشيوخ..
مسرح ..وقسمات ألهمت ذلك العزم..
وضرمت تلك النار..
التي أشعلتها :
ثورة الأحذية..
فالأرض البور ياقلمي..،، ظمئى لحفنة من المطر..
تتراقص على ثراها التعيس..،، لتتفجر العيون والخضرة..
..
ولكن هل سمعت بأرض بور ثراها الوحل الرجِس..
وهواؤها ذلك الكير النتن..
وسماؤها الغل والطغيان..
وأسوارها الحمى المستباح..
أسِمعت بها ياقلمي..؟؟!!
أجل..
فإن لم تسمع..
تعال هنا..
ضع أذنيك على هذه السطور..
اسمع..
اسمع..
هناك حديث..
هناك مصافحات..
هناك أضواء خاطفة وكاميرات صارخة..
هناك ..
تلك الأرض البور النتنه..
تحتاج لماء عذب.. من الأكاذيب والبسمة المصطنعة..
أقنعة وخفافيش تحوم بين أروقتها النجسه..
ولكن...
لم تبرق أرضها ببرق السلب.. ورعد من عبرات الثكالى والأطفال..
بل أبرقت بتلك الحمية..
وأرعدت بهزيم العزة..
فأمطرت..،، ثورة الأحذية..
حذاء من سجيل جاء ليُصَيِرَ تلك الأرض البور الرجِسه إلى رماد..!!
وفتات ..!! وحطام من الخوف الذي اكتسى ببسمة زائفة..
أو .. بقناع..يستتر تحته الخوف التعيس.. على تلك القسمات التي غدرت فتمادت.. ألا تبت يداك أيها الجبار الطاغية..!!
بوش.. صبرا..!! .. أجل صبراً..!!
فليست تلك البسمة سوى علم أبيض ترفعه فوق أرضك البور النتنه..معلناً خوفك وضعفك..!!
جئت لتفترس آخر ماتبقى من آلامك التعيسه.. ألا تبت يداك..!!
جئت لتنهش قلب أمة.. بات بها ألف نهر من عبرات دجلةَ ووآهات الفرات.. ألا تبت يداك..!!
جئت لتشرب نخب انتصارك الخاسر النتن فوق جيف هوان ذلك الضمير الميت..ألا تبت يداك..!!
جئت وكأنما كَبَلَكَ قدرك المحتوم بِشِراكِ ضعفك.. لتتوج غدرك في أروع حفل.. ترشقك به تلك الأيادي بالورود..لكن من نوع آخر..!!
ورود من سجيل..!! .. ألا تبت يداك..!!
بوش صبراً.. لاتعجل..
فعقابك قادم..
أجل..
قادم..
ومستواك أن ترمى وتهان ذليلاً...
كشيطان مريد.. يرميه الحجاج في منسك رباني فريد..
!!!وأنت كنت في محفل اعلامي..فكنت شيطان الإنس ترمى وتهان..
لأنك أَهَلٌ لذلك..
...
وأنت أيها البطل..
يا ابن العزة..
يامن صرخت عروس الفرات مستنجدة بك..
وااااااااااااااامنتظراً..!!
وااااااااااااااااامنتظراً..!!
بعدما مات الضمير الحي من القلوب..
وجئت أنت..
لكي تجتث تلك الجذور الهجينة..
التي حولت عروس الفرات إلى ثكلى.. تنعي أبنائها..
وتنزف الجراح..
وتموت ألف مرة بطعنات الأسى..!!
سِر.. فأنت معتصم الأمة..
هكذا صرخت بك تلك الأم مستنجدة..
وتلك الثكلى التي تبكي أبنائها..
وذلك الشيخ الذي يئن ألما على شيبه الذي اشتعل في صدغيه من
طول الألم..
وتلك البراءة التي نقشت فوق تلك الصفحات الزهرية ..
طفولة مقتوله.. في طرقات تتفجر بدماء الشهداء..
وفجر لم يذقْ يوما معاني البزوغ.. بل ألقى بشراكه الحزينة على تلك الأرض الأبية.. خائرة القوى..،، مكلومة الفؤاد..!!
..
لم أذق طعماً للنوم..
فلكم كنت أشعر بالفرح في ذاتي..
لما صنعته يداك..
..
إهانة طاغية..لرئيس طاغية..
زفتها مواكب الأضواء في عرس إعلامي فذ..
ولم تبقَ صحيفة إلا وقد زفت هذا العرس الأخير .. لبوش الطاغية أذله الله..
فلكم تفخر صاحبة الجلالة أنك أحد أبنائها يا منتظر..!!
ولكم أفخر أن ضميرا حيا بات يقضا مشتعلا لم يرضَ الهوان..
فأقدم يا منتظر..
ولاتخشى بندقية العدو..
فهي قد رضعت لِبانَ الوثنية قديما..ً
وأنت رضعت لِبانَ حب الأرض..
مذ ارتمت روحك فوق أروقتها ..
وأسأل المولى القدير..
الذي بيده ملكوت السماوات والأرض..
أن يفك أسرك وهمك..
و أن تعود عروس الرافدين كما كانت..
أرض عزة وفخار..
لكيلا تنوح الحمائم..
وينعى التاريخ نفسه..
تنبض حروفه..
أوااااأسفاه ياعرب..!!
فلا نامت أعيُن الجُبناء..،، وعشت يا عراق السلام..
وإنني أعلن تضامني التام مع الأخ الصحفي منتظر الزيدي وأدعو الله تعالى أن يرجعه إلى كنف أهله وأسرته وهو بخير وعافية..
وشُلت أيادي العدو الغاصب.. فإن حذاءك يا منتظر..طاهر.. لذا ترفع عن نجاسة ذلك الطاغية وسما ترفعاً عن أسفاف غدره ومجونه..
وإنتظر.. يا منتظر.. فإن التاريخ سيخلدك بماء الذهب..
أسأل الله لك العافية والسلامة..
..،،،
بالقلم الثائر..
قلم .. منى الحمودي..
أنتظر أن تعودي يوما يا عروس الرافدين..
وسأنتظر..