خواطر ونثر



    يَشدو العَصفور منذ الصباح علَى شُرفة غرفَتي

    و يصيح الديك في جنائن منزلي

    وضوء الشمس ولج تدريجياً مع تقدم الوقت

    يذكر أن أوراق الشجر تفتحت

    ولَحن الحزن عزفَة تارة علَى قيتارة الكَبير وتارة أخرى علَى الصغير في منتصف النهار

    وأحاديث عابرة قُصت علَى مسامع الصُم تارة وتَشعبثت في ذهن الكبار تارة

    وصوت الرعد يقصف الجو قَصفاً في منتصف الليل

    وطَريق الأمان تلَبست بِه المياه حتَى خر الجميع خوفاً من أن يقطعوه فيلحقهم قَول ( لَو )

    وثياب تجلجلَت فيها سفن الدماء علَى المارين ،

    و سيارات الإسعاف مُلئت بالأشلاء وتَعثرت بوسط الطَريق بِجثت الشهيد

    فنزل القائمون يُصلون عليه صلاة الميت ، وبعد تأديت واجُبه خر أحدهم كي يَلم جُثته علَى الرصيف

    خوفاً منْ أن تبتلعه دبابة المستَوطن ! ورجعوا إلَى السيارة مُحملون بالدموع

    وساروا في طَريقهم إلَى أقرب إسعاف كي ينقذون ما تَبقى من أرواح في جعبتهم

    وصلوا لَكن لَيتَهم لَم يَصلوا لَيته مات من حَملُوه

    من شدة الزحام لَم يجد سريراً كي ينجد أحد أعضائه من السُقوط

    وأخر لَم يَجد غطاء يستُر بِه عورته ! والأخر لَم يَجد طَبيب يُشخص حالته

    أرجوا لَهم من الرب أن يكون ما حصل لَهم تواب وأجر عظيم

الصفحة 1 من 44

Please publish modules in offcanvas position.