إن المراقب للإحداث الاخيرة في الوطن العربي يصعب عليه القول أن العرب وكغيرهم من الأمم استفادوا من التاريخ وغيروا قواعد أللعبه. فالعربي كانسان مازال الضحية. مازال ذلك الرقم السهل الذي يشطب بدون عناء وندم. وبعد مرور عدة اشهر على اندلاع الثورات العربية فان السؤال الذي يطرح نفسه؛ هل فعلاً نحن نعيش ربيع الثورات العربية؟أم هي ترنيمات لأهزوجة سرمدية؟
إن المتمعن لديناميكية تاريخ الأمم، يدرك أهمية تلمس الذ
...ات في حركه الشعوب. وهذا بالفعل ما يجعل من الآمال نسمات ستفضي إلى امتدادات مكانيه وزمان ستجعل من عالمنا العربي، عالماً يتوق إلى ارتياده عشاق الحرية. وبالفعل مازالت في النفوس طموحات عظيمة، ومازالت في القلوب أشلاء أمالاً جمة، ستجعل من المستحيل ممكن. ولكن ما المدى الزماني لذلك؟
اِقرأ المزيد: ربيع الثورات العربية...ديناميكية المسار والانتصار
كان صدره يغلي ، كانه قدر ماء يجتر حصاه ، انتصب فوق نار متأججة راحت تاكل حطبها بكل شراهة .. ادخنة كثيفة و حارة من القهر تتصاعد في حناياه ، فتحجب عنه كل الافكار و الاحاسيس الجميلة ..
.. كان مغلولا لدرجة الاحتراق ، بدا و كانه تمثالا من الشمع يذوب ببطيء شديد في حلكة ليل طويل تاخر فيه طلوع الفجر .. خمسة من البنات و امهم يفترشون ظهر الشاحنة المهتريء ، بدوا جميعهم كغيمة ملبدة ضلت طريقها و قد اثقلتها امطار الحزن ، و امضها القلق .. باتت غير قادرة على وضع حملها ..!
.. و بالرغم من صغر اعمارالبنات ، الا ان امهم غطت رؤوسهم بمناديل داكنة و سميكة و البستهم فساتين طويلة الذيل و من تحتها بناطيل مشدودة على خصورهم النحيلة ، و حمّلت كل واحدة منهن بقجة من ملابس و بعضا من حاجيات زهيدة الثمن .. بدت وجوههن شاحبة و عيونهن السود تشع وميضا يطل على المجهول و قد احتملت غيظا و قهرا عظيما .. سربا من الاسئلة الضبابية تجول فضاء رؤوسهم .. و بدأت امطار الدهشة و الذهول بالتساقط من ملامحهم كانها قطرات دمع كسيرة اختبِأت منذ زمن خلف قشرة ذاك الحزن الموقوت في النفوس ..
اِقرأ المزيد: طيور في الضباب ..!؟