2 ـ لواحق الاسـم :
الكلمة المعجمية هي (( الفعل الذي يأخذ أشكالا مختلفة عند اقترانه بالزمن وإسناده إلى الضمير، وهي الاسم الذي يأخذ أشكالا مختلفة عند التأنيث والتثنية والجمع )) (1) ، نتبين من الشطر الثاني من هذا القول إن
بنية الكلمة فـي
حالة الإفراد والتذكير تختلف عن بنيتها في حالة التثنية ، والجمع ، والتأنيث إما بفعل الزيادة أو النقصان في مكوناتها من حيث الصوامت والصوائت أو لنقل بفعل ما يلحقها من مورفيمات تنقل الكلمة من حالة إلى حالة أخرى تختلف عنها في المبنى وفي المعنى، ومن خلال هذه المورفيمات يمكن لنا أن نميز بين هذه الحالات حيث ندرك المعنى كما ندرك في ذات الوقت الوظيفة النحوية وموقعها بالنسبة لأركان الإسناد ، ومن ثم يسهل علينا إلحاقها إما بمركب المسنـد أو المسند إليه ، ذلك أن من اللواحق ما يدل على أن الكلمة إما مسند أو مسند إليه .
وللتوضيح نتأمل الأمثلة الآتيـة :
ـ أ ـ ـ ب ـ
1 ـ كتبَ المدرسُ الدرسَ . 1 ـ كتبتِ المدرسةُ الدرسَ .
2 ـ كاتبَ الطالبُ المدرسَ . 2 ـ كاتبَ الطالبُ المدرسة .
3 ـ مرَّ الطالبُ بالمدرسِ . 3 ـ مرَّ الطالبُ بالمدرسةِ .
ـ ج ـ ـ د ـ
1 ـ كتبَ المدرسانِ الدرسَ . 1 ـ كتبتِ المدرستانِ الدرسَ .
2 ـ كاتبَ الطالبُ المدرسيْن . 2 ـ كاتبَ الطالبُ المدرستيْن .
3 ـ مرَّ الطالبُ بالمدرسيْن . 3 ـ مرَّ الطالبُ بالمدرستيْن .
ـ هـ ـ ـ و ـ
1 ـ كتبَ المدرسون الدرسَ . 1 ـ كتبتِ المدرساتُ الدرسَ .
2 ـ كاتبَ الطالبُ المدرسين . 2 ـ كاتبَ الطالبُ المدرساتِ .
3 ـ مرَّ الطالبُ بالمدرسين . 3 ـ مرَّ الطالبُ بالمدرساتِ .
يتضح من خلال هذه النماذج أن " المدرس " ورد في المثال " أ1 " مسندا إليه ، بينما أدرج في " أ2 " و" أ3 " ضمن ركن المسند ، وذلك أن موقعه اختلف باختلاف السياق الذي ورد فيه وفق ما تقتضيه العلاقات النحوية التركيبية التي اقتضت أن يكون " الطالب " في" أ2 " و" أ3 " مسند إليه ذلك أن
" المدرس " في " أ1 " و الطالب " في " أ2 " و " أ3 " لهما نفس التوزيع .
وإذا ما قارنا بين المجموعتين " أ " و " ب " لتبينا أن المسند في " ب1 " و " ب2 " و " ب3 " هو نفسه في المجموعة " أ " ، وكذلك الحال بالنسبة للمسند إليه في " ب2 " و" ب3 " فهو نفسه الطالب في" أ2 " و" أ3 " ، وإذا كـان المدرس في " أ1 " والطالب في " ب2 " لهما نفس التوزيع فهذا يجعلنا نقول إن " المدرسان" في "ب1 " لها نفس التوزيع مع المدرس في" أ1 " ، وعليه فهي تقع موقع المسند إليه ، وعلامة المسند إليه كما هو معلوم الرفع ، فما هي إذاً هذه العلامة في المدرسان ، ولتحديدها يتعين أن نقابل بين المدرس في" أ1 " والمدرسان في " ب1 " ونقارن بينهما من حيث بنية الكلمتين ، فندرك ولأول وهلة أن المدرس تختلف في بنيتها عن المدرسان التي تتميز عنها بزيادة " ان " وهــي علامة التثنية التي تميز المفرد المدرس عن المثنى ، ومن هنا فهي مورفيم " لاحقة " مركبة من " ا + ن " ، لها وظيفـة إسنادية إعرابية لأن الألف " ا " علامة الرفع " إعراب " ، فهي تنوب عن الضمة في المفرد و النون " ن " تنوب عن التنوين فيه وتحذف عند الإضافة .
ونفس الشيء يقال عن "المدرسون " في "ج1 "، فاللاحقة الدالة على الجمع هي " ون "، وهي مركبة من "و+ن " فالواو" و " فيها علامة الرفع (2) " إعراب "والنون " ن " عوض عن التنوين في الاسم المفرد. أما " المدرسَيْــن " و" المدرسِين " وبالمدرسِين " فلها نفس التوزيع مع المدرس وبالمدرس في " ب2 " و " ب3 " و" ج2 و" ج3 "، وهي تابعة لركن المسند ، ذلك أنها في " ب2 " و " ج2 " مثنى منصوبة وعلامة النصب هنا هي اللاحقة " ين " مركبة من " ي + ن " ، فالياء الساكنة تؤدي وظيفة إعرابية إسنادية ، والنون مورفيم ينوب عن التنوين ، وكذلك الأمر فـي " ب 3 "و "ج3 " فالمدرسَين وبالمدرسِين كلاهما يقع في مركب حرفي أي " اسم مجرور" وعلامة الجر هنا هي اللاحقة "ين " المركبة من " ي + ن "، فالياء علامة إسنادية إعرابية والنون للتنوين ، إلا أن ما يميز "ين "في التثنية والجمع هو الصائت الطويل الكسرة في الجمع
(3) بينما الياء في المثنى في حالة النصب أو الجر تكون مسبوقة بصائت قصيــر والملاحظ أنه يمكن اعتماد نفس الطريقة في مناقشة بقية الأمثلة " د ، هـ ، و "
(2) ـ يرى البعض أن الصائت الطويل أي الضمة علامة رفع في جمع مذكر السالم والواو حرف تشبيع فقط .
(3) ـ يرى البعض أن الصائت الطويل أي " الكسرة " علامة إعرابية في جمع مذكر السالم والياء حرف تشبيع لها .