ـ اللواحـــق :
هي ما يلحق آخر الفعل أو الاسم من مورفيمات عند اقتران الأول بالزمن وإسناده للضمائر وعند تأنيـث الثاني أو تثنيته أو جمعه ، وهي من ضمن ما سبق للجرجاني أن تعرض له عند حديثه عن الفعل كما مر ، إذ مــن علامات الفعل " تاء الضمير، وألفه ، وواوه وتاء التأنيث " ، وهذه المورفيمات كما هو جلي تتصل بآخر الفعـل أو الاسم ، ومن خلالها يمكن
كما عرفنا ذلك مع السوابق أن نحدد نوع وجنس المسند إليه من حيث الإفراد، التثنية الجمع ، والتأنيث والتذكير . وهناك من اللواحق ما هو مختص بالفعل ، ومنها ما هو مختص بالاسم ، ومنها ما هـو مشترك بينهما .
1 ـ لواحق الفعـل :
تنقسم اللواحق الخاصة بالفعل إلى ثلاثة أقسام ، إذ نجد من بين اللواحق ما هو خاص بالماضي مثل " تاء التأنيث " و " تاء الضمير " أي تاء المتكلم والمخاطب المذكر والمخاطبة المفردة ، ومع" أنتما وأنتم وأنتنَّ " في حالة اعتبار التاء لاحقة و " ما ، م ، نَّ " لواحق أخرى كما نجد من اللواحق ما هو مشترك بين المضارع والأمر مثل " ياء المخاطبة " المفردة ، أما " ألف الاثنين ، واو الجماعة ، نون النسوة " فهي تلحق الأفعال الثلاثة كما تحلق الأسماء .
ـ التاء : لاحقة خاصة بالفعل الماضي مع الضمائر " أنا ، أنتَ ، أنتِ ، أنتما ، أنتم ، أنتنَّ ، هي ، هما ( ضميـر التثنية المؤنث للغائبات ) " ، إلا أن ما يمكن أن يطرح من تساؤلات حول هذه اللاحقة
ـ هل نحن أمام لاحقة واحدة مع " أنا ، أنتَ ، أنتِ ، هي" أم نحن أمام أربعة مورفيمات مختلفة ؟
ـ وهل نعتبر" تُما ، تُم ، تُنَّ وتَا " لاحقة مفردة أي بسيطة أم مركبة من موفيمين أو أكثر؟
لا يمكن الإجابة عن التساؤل إلا إذا نظرنا إلى اللاحقة " التاء " كصامت مجرد من الصوائت وهي الضمة والفتحـة والكسرة، وفي هذه الحالة نصبح أمام لاحقة واحدة لا تختلف في شيء عن تاء التأنيث، وكأن الفعل في هذه الحالات كلها مسند إلى ضمير الغائبة المفردة ، وهو في واقع الأمر مسند إلى " أنا ، أنتَ ، أنتِ وهي " ، وعليه فإن التمييز ما إن كان الفعل مسندا إلى هذه الضمائر يكمن في صائت التاء في كل هذه الحالات ، بمعنى أن حركة التاء دليل على عملية إسناد الفعل إلى هذه الضمائر ، ومن هنا يمكن القول إن جاز لنا ذلك أن " الصائت لاحقة ، والتاء لاحقـة أخرى ، فهي أي " التاء + الصائت " مركبة من مورفيمين اثنين " الصامت + الصائت ".
ومما لا يدع مجالا للشك في هذا أن النحاة العرب ميزوا في نظرتهم عند إسناد الفعل بين تاء التأنيث والتاء المتحركة " الصامتة " ، واعتبروا الثانية بمنزلة المسند إليه " الفاعل أو نائب الفاعل " ، في حين لا تعدو الثانية عن كونها علامة إسناد لا غير ولا تنوب عن المسند إليه فهي ليست من طبيعة " تُ ، تَ ، تِ " وواو الجماعة وألف الاثنين التي تأتي كلها مسندا إليه ، فلو قلنا مثلا :
1 ـ دخلَ الطالبُ المدرجَ .
2 ـ دخلْتُ المدرجَ .
3 ـ دخلْتَ المدرجَ .
4 ـ دخلْتِ المدرجَ .
5 ـ دخلَ المدرجَ .
6 ـ دخلتْ طالبةٌ المدرجَ .
7 ـ دخلتِ المدرجَ .
نتبين من خلال ما سبق أن " تاء التأنيث " في المثالين" 6 و 7 " لم ترد مسندا إليه بخلاف ما هي عليه " تاء " المتكلم والمخاطب والمخاطبة في الأمثلة " 2 ، 3 ، 4 " التي أدت وظيفة الفاعل .
أما بخصوص التساؤل الثاني ، فإن ما ينوب عن المسند إليه ويقع موضعه هو "التاء" المتحركة في " تُمَا ، تُمْ ، وتَا " وعليه فهي لاحقة أيضا تدل على الإسناد ، أما " مَا ، مْ ، ا " فهي من جهتها لواحق تدل على علامة التثنية مع " تما ، تا " والجمع مع " تم "، وعن طريقها يمكن أن نميز بين حالات إسناد الفعل إلى الضمائر في حالات الإفـراد والتثنية والجمع .
ـ الياء :
لاحقة في المضارع والأمر مع ضمير المخاطبة إلا أن ما يميزها في المضارع عن الأمر أنها تأتي في الأول متبوعة بنون تعرف بنون الأفعال الخمسة ، وهي من وجهة نظر النحو العربي علامة إعرابية في الفعلين ، فالمضارع مرفوع بثبوتها والأمر مجزوم بحذفها ، ومن هنا فالنون مورفيم مستقل ، وهي تختلف عن مورفيم الياء الذي يقع موقع المسند إليـه حيث تعرب فاعلا أو نائب فاعل ، وما قيل عن النون في هذه الحالة يقال عنها مع الضمائر" أنتما ، أنتم ، هما هم ".
ـ الألـف :
لاحقة مشتركة بين الماضي والمضارع والأمر مع الضمائر " هما ، أنتما " ، إلا أنها تكون في المضارع المجرد مـن النواصب والجوازم متبوعة بنون " لاحقة " تؤدي وظيفة إعرابية ، أما الألف فلها وظيفة نحوية " مسند إليه " فاعـل أو نائب فاعل في المثنى .
ـ الألف والنون :
الألف والنون لاحقتان في الفعل المضارع مع الضمائر " أنتما ، هما " ، فللأولى " أي الألف "وظيفة نحوية تقع موقع الفاعل أو نائب الفاعل في المثنى ، أما الثانية " النون " فلها وظيفة إعرابية تنوب عن الضمة في المضارع المجرد من النواصب والجوازم ، فالألف والنون مثلهما مثل الياء والنون في نفس الفعل .
ـ الواو والألف :
لاحقتان يتقاسمهما الفعل الماضي مع الضمير" هم " والأمر مع " أنتم " والمضارع المسند إلى الجمع المسبوق بناصب أو جازم ، فالواو تؤدي وظيفة المسند إليه " فاعل أو نائب فاعل " والألف مورفيم " لاحقة " للتفريق كما هو شائع في النحو العربي .
ـ الواو والنون :
لاحقتان في المضارع المسند إلى ضمير المخاطبين الذكور " أنتم " ، ولهما نفس وظيفة الألف والنون والياء والنون في الفعل نفسه .
ـ نــا :
لاحقة " صائت طويل "خاصة بضمير المتكلمين في الماضي وتؤدي وظيفة نحوية حيث تأتي فاعلا أو نائب فاعل (1)
ـ نون النسوة :
لاحقة مشتركة بين الماضي والمضارع والأمر مع الضميرين " أنتنَّ ، هن " ، تؤدي وظيفة نحوية إذ تأتي فاعـلا أو نائب فاعل .
بالإضافة إلى هذه اللواحق التي تتصل بالأفعال عند إسنادها إلى الضمائر ، هناك لواحق أخرى قد تلحق هذه الأفعال ، نكتفي ولضيق المقام أن نشير إليها ، ومنها نون الوقاية " نِي " و نونا التوكيد ، وهاء الضمير و" هـا " وغيرها ، وهي لا تأتي إلا ضمن ركن المسند ولا تقع إلا مفعولا به ما عدا " نوني التوكيد " اللتين لا محل لهما من الإعراب .
والملاحظ أن من بين هذه اللواحق ما هو مؤثر وما ليس بمؤثر في آخر الفعل الذي تلحقه حيث تتغير بموجب بعض هذه اللواحق حركة بناء الفعل أو حركته الإعرابية ، فالفعل الماضي كما معلوم مبني على الفتح ما لم يلحقه ضميـر متصل فيجعله مبينا إما على السكون مع " أنا، نحن ، أنتَ ، أنتِ ، أنتما " أو على الضم متى اتصلت به واو الجماعة مع " هم "، والفعل المضارع مرفوع دوما بالضمة ما لم يكن مسبوقا بجازم أو ناصب، أو ما لم يلحقه ضمير متصل إذ يرفع بثبوت النون أو حذفها ، وكذلك الحال مع الأمر الذي يبنى على السكون أو حذف حرف العلة إذا كان فعلا ناقصا "معتلا"، وما لم يتصل به ياء المخاطبة أو واو الجماعة أو ألف الاثنين فهو يبنى على حذف النون لأنه ملحـق بالأفعال الخمسة .
الهوامش
(1) ـ قد تأتي " نا " مكونا من مكونات المسند إذ تقع مفعولا به في نحو قولنا : كاتبَنَا الأستاذُ أو مضافا إليه في نحو قولنا : كتابُنَا أو في محل جر بحرف الجر متى اتصل بها حرف جر في نحو قولنا : كتبَ إلينَا .