مشاهد متكررة من الإخفاق و التراجع أصبحت سمة للدبلوماسية المصرية بالتزامن مع حالة الارتباك وخلط الأوراق التي تسود أروقة لجنة السياسات ومجموعة المغامرين الجدد "رجال المال والأعمال" الذين يتعاملون مع قضايانا المركزية بفكر تجاري بحت ، تصريحات متوافقة حيناً متضاربة معظم الأحيان لكنها تؤكد حالة الركود والكساد الفكري والجفاف الوجداني الذي أصاب عقل وقلب مصر الرسمية فحرمها الرشد والحكمة
وأصابها قسوة القلب على الابن والجار والشقيق سواء بسواء ، فخرجت التصريحات من هنا وهناك ، تنسف تاريخ ورصيد مصر الكبيرة القديرة برموزها الوطنية غير الحكومية وشعبها الصامد الصابر على هؤلاء الصبية الذين انحازوا للمربع الصهيوني ضد أخوة العروبة والدين ليس في غزة وحدها ولكن في أي موقع و ميدان ،بداية بالوزير أبو الغيط الذي قال أخيراً "من يزايد على مصر هنكسر رجله وهنقطع ذراعه .. وأن مصر أفشلت قمة الدوحة حفاظاً على الترابط العربي .." مروراً بتصريحات جمال مبارك أمين لجنة السياسات بالحزب الحاكم حين قال : إن الرئيس حسني مبارك وضع الخطوط الحمراء للأمن القومي المصري.. وأن قوة مصر في الانفتاح السياسي والحرية والديمقراطية وهذا رصيد قوي للنظام السياسي ! وما قاله الدكتور زكريا عزمي :" نحن مع الفلسطينيين.. بدون شعارات أو مصالح"! فضلاً عن تصريحات ممن ورد أسماؤهم في لوحة الشرف الصهيونية"راجع لوحة الشرف المنشورة على موقع وزارة الدفاع الصهيوني والتي تمجد عدد غير قليل من هؤلاء الصبية وموقفهم الداعم للكيان الصهيوني قبل وخلال وبعد العدوان على غزة" وانتهاءً بمشروع قانون الأحوال الشخصية المعد بمطبخ نوادي الروتاري والليونز برعاية المجلس القومي للمرأة الذي لا يمثل إلا طبقة بعينها طبقة سيدات الأعمال وزوجات رجال الأعمال بلجنة السياسات
دلالات ونتائج
** ضحالة الفكر السياسي لدي صبية لجنة السياسات حول الوريث القادم" لا قدر الله"
** سطحية مفهوم الأمن القومي المصري والذي يعني عند هؤلاء أمن الكرسي والمصالح الشخصية
** عدم صدقية التصريحات خاصة ذات اللون الأحمر والتي كذبتها تصريحات أطراف مشاركة والوثائق الخطية بل والواقائع" راجع تصريحات ساركوزي وعاموس جلعاد والفرقاطة الفرنسية"
** تراجع بل انعدام قوة مصر وفقاً للمعايير الثلاثة التي حددها جمال مبارك" الانفتاح السياسي والحرية والديمقراطية " لأن الواقع المعاش وتقارير المؤسسات والمنظمات الدولية الرسمية والأهلية تضع مصر في ذيل قائمة الدول من حيث الحريات والديمقراطية " راجع تقارير الشفافية والحريات لعام 2008"
** الانسلاخ من الواجب الشرعي وتراجع الدورالوطني والقومي الذي شغلته دول أو دويلات صغيرة في المساحة والسكان والتاريخ مقارنة بمصر لتؤكد أننا في عهد الكفاءة والاحتراف وليس الأقدمية العمرية
** حتمية إعادة تأهيل الدبلوماسية المصرية حفاظاً على ما تبقى من رصيد أضاعته تصريحات وممارسات تتسم بالبلطجة لا بالسياسة والدبلوماسية "فن الممكن"
** ضرورة مزاحمة البديل الوطني "المبعد" للواقع الفاسد والمستبد المسيطر والمهيمن
** عدم الرهان على النظام المصري الحاكم والرهان كل الرهان على مصر شعباً وقوى سياسية ونخب فكرية بعد الهبة المشرفة لنصرة شعب غزة ضد الكيان الصهيوني وحلفاؤه.
** خطورة المستقبل التشريعي المصري في ظل مناخ يسيطر عليه الأغلبية البرلمانية الذراع النافذ للجهاز الأمني ورجال الأعمال داخل المؤسسة التشريعية
وأخيراً هل من مخرج ينقذ مصر الكبيرة القديرة من هؤلاء الصبية
مدير مركز الفجر للدراسات والتنمية