"تحرير 20 من الأسيرات الفلسطينيات مقابل معلومات عن الجندي الصهيوني الأسير شاليط" خبر تداوله الإعلام المحلي والدولي وقوبل بمشاعر العزة والفخار من شعوب العالمين العربي والإسلامي التي ترى في حماس وتيار المقاومة الأمل كل الأمل في التصدي للكيان الصهيوني المتغطرس أمام حالات الانكسار العربي الرسمي . وهو حدث يحمل العديد من النتائج والدلالات الهامة منها :
** نضج ورشد حركة حماس في التعامل مع الملف بحس شرعي ووطني بعيداً عن
الفصائلية الممقوتة فلم تقدم أسيرات حماس عن غيرهن ولا غزة عن الضفة وهي بادرة عملية لحسن النوايا تقدمها حماس بين يدي المصالحة الفلسطينية
** نجاح حركة حماس في إدارة أزماتها - وهي كثيرة ومعقدة – على مستوى الحكم والمقاومة والمفاوضات مع الأشقاء والأعداء
** النجاح في التوظيف النوعي لملف شاليط مما يبرهن على إمكانية توظيف ملفات أخرى إذا تمت المصالحة الوطنية على مستوى الداخل الفلسطيني
** تعزيز فاعلية نهج المقاومة وتحقيق إنجازات ملموسة فشلت فيها المفاوضات والاجتماعات العبثية التي تتم في غياب أوراق الضغط المتاحة
** نجاح قيادات المقاومة في التعامل مع الكيان الصهيوني فهم أفهم لنفسيته وشخصيته عن كثير من الساسة محترفي الاجتماعات والبيانات والظهور على الفضائيات
** تأكيد التحول النوعي الناتج عن حرب غزة الأخيرة ومفادة أنه "لا حل دون حماس والمقاومة"
** فشل المربع العربي المعتدل والممانع في توظيف الفرص المتاحة له لتحقيق إنجازات مشابهة في التعامل مع الكيان الصهيوني
** أهمية دعم المقاومة كرأس حربة مؤثرة وموجعة ضد الكيان الصهيوني إن أراد العرب إيلام الصهاينة
** حرص الكيان الصهيوني على إنجاز ملف شاليط كرسالة تطمين لجنود الاحتلال مما يعكس مدى حاجة جيش الاحتلال للدعم المعنوي والتطمين في ظل الانتكاسات العسكرية المتكررة
وأخيراً قد لا يكون الحدث ذو حجم كبير إذا ما قورن بعدد الأسرى في سجون الاحتلال لكنه بادرة أمل وعنوان لعمل بدأ ولن يتوقف تديره المقاومة ميدانياً بجدارة وتدعمه شعوب العالمين العربي والإسلامي بل والإنساني ، وكما يقولون مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة .