"إن الإخوان المسلمين هم الذين يهددون مصر، وإن حماس والجهاد هما اللذيْن يهددان السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني " نص تصريح الصهيوني ليبرمان وزير خارجية الكيان في بلجراد ، وهو تصريح يتفق والخلفية غير الأخلاقية للمحتل وحكومته اليمينية المتصهينة التي أدمنت الكذب والتزوير والتأليب والتحريض، تصريح أرى أنه يتفق والسياق العام للحالة النفسية المتردية للكيان الصهيوني جيشاً وحكومة وشعباً ، الكل يعاني فوبيا زوال الدولة خاصة بعد النجاحات المبهرة والصمود الرائع لشعب فلسطين البطل وتيار المقاومة المسلحة بألوانه المختلفة ، فوبيا زوال الدولة تزداد يوماً بعد يوم، ولما لا
وقد انهار المقوم المعنوي التي قامت عليه أكذوبة الكيان بأن "إسرائيل قدر لا فكاك منه" أكذوبة استسلمت لها الأنظمة العربية المهترئة والضعيفة والتي تفتقد الشرعية والشعبية واستندت في وجودها على الدعم الصهيوأمريكي ، ولم تستسلم لها الشعوب العربية والإسلامية المؤمنة بحقوقها التاريخية مها طال الزمن فقامت تدعم تيارات المقاومة المسلحة والسلمية في فلسطين ومصر وكل بلدان العروبة والإسلام ، و يؤكد الواقع الميداني ومراكز الدراسات داخل دولة الكيان أن انتخاب حكومة نيتنياهو ما هو إلا رد فعل لدفع هذا الهاجس الكابوس بعد التصريحات التي صدرت في الفترة الأخيرة لحكومة أولمرت ، ومن أطراف نافذة ، تصريحات تجاوزت كل الخطوط الحمراء ليس للكيان الصهيوني بل للحركة الصهيونية العالمية منها :
** تصريحات شمعون بيريز رئيس الكيان الصهيوني" القاهرة أكتوبر 2008" إن إسرائيل تقبل المبادرة العربية من أجل إحلال السلام في كل المنطقة لنعيش سويا.. السلام لم يكن أبدا ممكنا في السنوات الماضية مثلما هو ممكن الآن، وإنه من الخطأ أن نضيع مثل هذه الفرصة
** تصريحات إيهود أولمرت رئيس الوزراء الصهيوني أمام لجنة الخارجية والدفاع "إن كل يوم يمر دون التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين هو يوم قد نندم عليه مستقبلا"، لكنه أشار للحضور إلى أنه "كان يرفض سابقا هذه الأفكار كما صرح"إسرائيل الكبرى من البحر إلى النهر وهم كبير وأنه وكل زعماء إسرائيل من قبل أخطئوا وعلينا أن نتقاسم الأرض مع من فيها" وأن "حلم قيام إسرائيل الكبرى قد انتهى وأن من يؤمنون بغير ذلك إنما يخدعون أنفسهم" الاجتماع الأسبوعي لحكومته في سبتمبر 2008 " وأيضاً تصريحه :أقول ما لم يقله أي زعيم إسرائيلي من قبل، يجب أن ننسحب من كل الأراضي تقريبا بما في ذلك القدس الشرقية وهضبة الجولان" في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت نشرت عشية رأس السنة اليهودية الجديدة" وأيضاً"إن إسرائيل في مرمى صواريخ المنظمات الإرهابية، والتخلي عن متر هنا أو هناك لا يغير شيئا" في حديثه إلى النواب القلقين من عواقب التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين في المجال الأمني
وبالتالي ووفقاً لهذه التصريحات التي تعبر عن الواقع الصهيوني المأزوم وجودياً لم يكن أمام الناخب اليهودي إلا استدعاء أشد الأجنحة تطرفاً وعنفاً أملاً في إنقاذ ما يمكن إنقاذه ليس في الطموح الصهيوني بل في الوجود وهو ما يدعم نيتنياهو في كل مواقفه المتصلبة والتي تنم عن نفسية مهزوزة ومرتبكة تعاني فوبيا زوال الدولة و العجيب هو علم الأنظمة العربية بهذه الحالة النفسية التي يعانيها المحتل ، لكن هل من الممكن أن المصالح تطابقت لهذه الدرجة ! وأنهم جميعاً أصبحوا في خندق واحد ضد تيار المقاومة المسلحة التي تسعى للتحرر والاستقلال والمقاومة السلمية التي تسعى للإصلاح ؟! ربما!!