بسم الله الرحمن الرحيم
التعريف والتنكير في اللغات السامية
الدكتورفريد العمري
يعرفالساميون بأنهم الشعوب التي سكنت غرب آسيا، أما اللغات السامية فهي مجموعة اللغاتالتي تكلم بها هؤلاء السكان،إذ تتسم بسمات مشتركة كثيرة تجعلها مجموعة لغوية تملكوحدة داخلية واحدة.
بينت الدراسات انه لا يوجد في اللغاتالسامية عموما رمز للتعريف أو التنكير، والشأن نفسه في كل من الآشورية والحبشية،فالمجرد فيهما يدل على التعريف الإشاري، مثل:yom ""اليوم"في الحبشية. وفي العربية ظواهر على تعريف المجرد من أداة التعريف، مثل:"إنما عهدك بالعمل عاما أول" يعني العام الماضي، و"لا أسلمسنة" يعني السنة. وفي العبرية كذلك، مثل:" atta " بمعنى" الآن"
ا) التعريف
استعمل من أدوات التعريف فيالعربية "أل""al" ، وفي العبرية "ha"،وتوضعان في أول الكلمة. ومنها في العربية الجنوبية توجد الأداة " n " وفي الآرامية توجد الأداة " a "، الألف الممدودة, وتوضعان هنا في آخر الكلمة المرادتعريفها.
منالملاحظ انه في السريانية فقدت الألف قدرتها على التعريف، وأصبحت النهاية العاديةلكل اسم ، ولا تدل على التعريف إلا في المفعول المباشر المتصل بلام الجر، مثل: sbacton lbaroya"" بمعنى "تركتم الخالق"، أوتعرف بضمير متصل، مثل:nenneh draya"" بمعنى "من الراعي". وفيالحبشية تطور أسلوب التعريف إذ أصبح بالإمكان تعريف الاسم بضمير يعود عليه، مثل: be esihu""بمعنى " الرجل".
كذلكفإن أسلوب الإضافة يعرف الأسماء وينسحب هذا على جميع اللغات السامية من دوناستثناء،إذ يمتزج فيه اسمان (المضاف والمضاف إليه) في تركيب واحد لا ينفصلان، يتمفيه تركيز النبر على المضاف إليه. وعلى نحو ما هناك صلة ما بين أداة التعريفوأسماء الإشارة، مثل : the، و thisفياللغة الإنجليزية.
إنأصل أداة التعريف هو حرفا "اللام والهاء" وهما يدخلان في أسماء الإشارةكثيرا، وقد اختلف في أيهما يمكن أن يدغم بالأخر، وامتد حرف " الهاء"ليكون في أداة التعريف في اللهجات العربية، إذ تسمعنا نقول: " هليوم" و" هرجل" بمعنى اليوم والرجل. واستعمل كذلك في اللهجات العربية حرف الميمأداة للتعريف، مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم - جريا على اللهجة العربيةاليمنية -: "ليس من أمبر أمصيام في أمسفر"
ب) التنكير
أما بالنسبة للتنكير، فيبدو أن الحرف"m"الميم - الذي يعني شيئا ما - كان مستعملا لهذا الغرض حيث أخذ من العربية الشماليةالتي كان "التمييم" معروفا فيها، ومنه أخذت العربية الجنوبية معنى"التمييم". وقد تحول حرف "الميم" في العربية الشماليةوالآرامية إلى حرف "النون" فيما صار يعرف ب"التنوين"
تجمدالميم الدال على التنكير في الظروف في كل من الحبشية "" temalem"أمس" وgesam"" والعبرية silsom"""قبل أمس" yomam"" "نهارا" "hinnam" "مجانا"
إن التنكير - أي دخول"التنوين"- فيالأعلام العربية صعب التفسير إلا انه يمكن القول انه للدلالة على الشيوع النسبيلها، لذلك عند وصف الأعلام بكلمة "ابن" فإننا نزيل التنوين لأن التحديدأصبح واضحا. من هنا يمكن ترجيح كون التنوين في الأصل أداة للتعريف حيث وببساطةيكون متطورا عن "التمييم" المستعمل للتعريف في الآثارالأكادية القديمة. Posted from my iPhone using Joomla Admin Mobile!