تأطير
إن إواليات الفعل السخري في الممارسة الإنسانية بكامل تمفصلاتها، جعلته يتزيى بكل أنماط التعبير المختلفة، من حيث البناء ومن حيث التدليل؛ فالسخرية توجد في كل الأنماط السردية، وهي بذلك خاضعة لطبيعة النصوص الحاضنة لها، حيث آليات البناء الساخر في الرواية ليست هي نفسها في الحكاية المصورة، ولا في الحكاية الشعبية، ولا في الصورة البصرية بكل أنماطها التدليلية.
وجدنا السخرية (Ironie) من داخل هذه السيرورات المختلفة تعد بناء سرديا، له خصوصيته في الاشتغال، ونمطه في التعبير عن المضامين الكامنة في الفعل السردي نفسه، والقدف بالمعاني نحو
ساحة التداول والتواصل غير المباشر، عبرالمعطيات البينصية التي تخلق اثر فعل ساخر يكون بالضرورة ذا طابع مبنين، خاضع للتفاعل بين القارئ والكاتب، استنادا إلى الموسوعة الإدراكية الجامعة بينهما، لذلك فإن ضبط الفعل السخري في الرواية يتم عبر الاسترشاد بمجموعة من الإواليات والمؤشرات التي تجعل من القبض على تلابيبه أمرا واردا.
نعتبر هذا منطلقا في تحليل الفعل السخري في رواية "السوق الداخلي" لمحمد شكري، منطلقين من مسلمة مفادها: إن كل نص سردي له خصوصيته في البناء الساخر، وبالتالي فهذه الخصوصية هي التي تحدد طبيعة المؤشرات، وليس العكس. ومن تم سنستفيد من كل النماذج، التي تيسرت لنا، في مقاربة النص مع مراعاة المسلمة السالفة الذكر.
بناء المفهوم
أ- في المعجم
جاء في لسان العرب: سخر وسخر منه، وبه، وسخرا وسخرا، وسخرية، وسخريا أي هزء به، قال الاعشى :
إنني أتتني لسان لا أسر بــها من علو ولا عجب منها ولا سخر [i]
وهذا المعنى الذي يقدمه المعجم للفظ السخرية، لا ينزاح عن المعنى الذي يقدمه له الحس المشترك، فالسخرية في التداول الاجتماعي مرادفة للهزء والطنز...وهي فعل قائم على قلب المعاني المباشرة إلى معان مستلزمة حواريا، تجعل من الانتقال من المعاني التقريرية التي تؤديها العبارات ظاهرا، إلى المعاني الخالقة لأثر فعل ساخر أمرا واردا.
ب- في اللغة العالمة
تكاد تجمع النماذج التي اقترحت لدراسة الفعل السخري، في كون السخرية تقوم على القلب، لكنه قلب مخصوص، فهو لا يقوم على قلب لغوي فقط، وإنما يتم من خلال عكس للتمثل (Représentation) والصور الذهنية المنطبعة عفويا بعد الإدراك المباشر للعلامات، سواء كانت علامات لغوية أم علامات بصرية بكل تمفصلاتها، وكيفية النظر إلى الأشياء والعالم.
ارتبطت لذلك السخرية بصور الفكر، وليس بصور اللغة، ودون الدخول في متاهة التعريفات المتعددة للسخرية، نورد تعريفا، نظنه، يفي بالغرض يقول:
"إن الملفوظ السخري هو الملفوظ الذي يقول شيئا آخر لا الذي نفكر فيه، ويجب أن نفهم شيئا آخر غير الذي قيل، إنه يوظف بوصفه قلبا لخطاب الآخر، للتعبير عن مجاوزة الدفاع عن مباشرية الملفوظ، وذلك بخلق سياق مخصوص"[ii].
إن الملفوظ السخري إذا يعد قلبا للمعنى الذي يقدمه المؤول المباشرالذي يستند فقط إلى ما تقدمه العلامات بصفة قائمة على الإدراك الحسي المباشر، لكونه يقدم لنا فقط معاني العلامات وماتحيل إليه من المعادلات الموضوعية، بصفه محايدة، إذ لا نقوم إلا بربط تلقائي بين العلامة والمرجع.
يستدعي الفعل السخري مؤولا ديناميا، يستوجب بالضرورة تجربة مفترضة سابقة في الوجود على التحقق الفعلي للعلامات، هي التي تجعل من الانتقال من المعنى المباشر إلى المعنى السخري أمرا ممكنا، وهذا يفرض عملية يمكن نعتها بالتسخير( Ironisation)؛ أي الاستناد إلى ذخيرة معرفية تقدف بالدال السخري في متاهات التأويل، وسيرورات التدلال إلى أن نصل إلى تـأويل نطمئن إليه في النهاية، هو المدلول السخري عينه الذي يقدمه المؤول النهائي خصوصا.
إن الانزياح السخري الذي يخلقه التسخير إذا، ينتج علاقة من درجة ثانية، تربط بين فكرة أولى أو سيرورة بدئية، بفكرة ترجع إلى مقام مخصوص[iii].
ليس هناك أي نموذج عام للسخرية، يمكن أن يستثمر في كل فعل سخري، فطبيعة النصوص هي التي تحدد مؤشرات السخرية "ليست هناك، أية علامات ثابتة، ومخصوصة للسخرية، وكل الإجراءات المقدمة سابقا، ليست أساس، وليست كافية لحصر هذه الوظيفة"[iv].
1-السخرية والتصوير الحسي
يسترشد السارد في الرواية بالتوصيف الدقيق للأبعاد الإنسانية، بكل تمفصلاتها، مستندا بالأساس إلى المدركات الخمس: البصر، والسمع، والشم، واللمس، والذوق، لمحاولة تقديم أثر معنى ساخر، وهذا ما نستشفه من المقاطع الآتية :
"هو أيضا تلتهم عيناه وجه ومؤخرة امرأة، وأشم عرقي وعرق الزحام في كل مكان.."ص5.
"نظر إلي بهزء للحظة"ص19.
"حطت ذبابة، على حاشية الصحف الصغيرة ثم حكت خرطومها مع طرفيها الأماميين، تقفز فوق المربى وتمص الزبد والمربى"ص40.
تشترك الحواس الخمس (الحس المشترك)في تقديم أثر فعل ساخر، إن المدركات الحسية في هذه السخرية الحية لاتقف عند أبعادها النفعية فقط، فالعين لا تنظر فقط، فهي تلتهم، وتهزء، وتقوم بأفعال تختزل البعد الإنساني بأكمله، إن الوصف المبني على المدركات، يجعل من التسخير قريبا من الوضع الإنساني في كامل جزئياته.
2-السخرية والموقف
نجد هذا المؤشر في مجموعة من المواقف الساخرة تجسدت من خلالها نظرة السارد إلى العالم، خاصة من الزمن، والمكان بالخصوص، وشكل الحياة عموما في طنجة، وطريقة تفكير الناس.يدخل في اعتبار السخرية حكم قيمة :
"مسيكن بيدرو، لم يكن يؤمن، أنه أية امرأة في العالم لابد وأن يكون فيها قليل أو كثير من القحب"ص50.
"عندما كنت في الهند، بسقت في خيالي على شحاذين مقروحين، كانوا يمدون لي أيديهم، بالحاح، وعلى مقربة منهم بقرة بكل حرية"ص51.
"حتى تنعس ونفيق، ننعس ونفيق، ثم ننعس ونفيق ونصل طنجة"ص24.
"لاأتمنى اليوم الذي يكون لي فيه هذا العجز والخوف المرعب والمضحك"ص7.
إن السخرية، هي قبل كل شيء موقف من العالم، وهي بهذا ترجع إلى كون السارد يعيش داخل أكوان قيمية، لها مجموعة من المضامين الأكسيولوجية، يتم التعبير عن موقفه منها عن طريق التسخير، ومن تم تنتقل من الأكسيولوجيا، من قيم مضمونية بالغة التجريد والمحايثة، إلى قيم تتخد من الاستثمار السردي سندا لها فتتحول إلى ايديولوجيا، بمعناها السيميائي، أي مجموع القيم السيمائية التي تبرز في شكل دلالة الخطاب السردي.
يعد التسخير(Ironisation) البؤرة الأولى لتناول القيم وتحديد الرؤية إلى العالم، ففي المقطع الأول نستشف رأي السارد من المرأة، فهي بالنسبة له مرتع للذة والخيانة الجنسية، معتمدا في ذلك أسلوب التهجين في التوضيح، كما يقدم موقفه من العقائد ونظرة المغاربة للزمن الممتد، الذي لا يقاس بالثواني والساعات، بل بالنوم، وفي ذلك إشارة واضحة إلى الترهل والتقاعس الذي تتميز به العقلية المغربية.
3--السخرية والتصريح
إذا كانت سخرية الموقف، تعد من أرقى مؤشرات السخرية، إن لم نقل هي مضمون السخرية عينها، مادامت هذه الأخيرة موقف الأنا من العالم، انطلاقا من تنشئتها الاجتماعية، والبنيات التي تحدد نمط وجودها، وبالتالي فإن إدراكها يتم من خلال موسوعة سابقة في الوجود وفي الاشغال(عوالم ممكنة) عن التحقق الفعلي، فإن السخرية المؤشرة تصريحا، عكس ذلك، تقوم بإدراج السخرية ضمن مؤول مباشر وهي تخص فقط شبه مواقف من نماذح مخصوصة ومحينة :
"توقفت، ضحكت ضحكة خفيفة بهزء كلماتها متمزقة"ص79.
"نظر إلي بهزء للحظة، ثم انصرف..."ص19.
"ابتسم لي الشاب، بسخرية..."ص6.
"تأمل الزجاجة وقال بسخرية، الويسكي سيد المعدة ويشد الكبد، ويمطط الشرايين"ص87.
إن السخرية القائمة على التصريح تكفي القارئ عناء القيام بالفعل التسخيري السالف الذكر، لكنها تبين عن تفاعل واضح بين القوى الفاعلة الناظمة للكون النصي، وتجعل من الإديولوجيات التي تضمرها الأفعال الساخرة تسفر عن لثامها، وتهب نفسها طيعة ذلولا للتداول خارج المعطيات النصية، كاشفة عما تحبل به التجربة الانسانية من تناقضات؛ ذلك ما تحيل إليه هذه المقاطع السردية، إذ تقارن بين كونين قيميين على طرفي نقيض: الكون المغربي من جهة (التخلف) والكون الإسباني من جهة أخرى(التطور).
4-السخرية والتضمين
نقصد بالتضمين ماتشير إليه المصادر البلاغية (مفتاح العلوم، ودلائل الإعجاز...)، حينما يستعير الكاتب من غيره كلاما يضمنه في كلامه، ولا يشير إليه صراحة، وهو خلاف الاقتباس الذي يمكن أن ننعته ب"التضمين القرآني":
"الأصابع تنغمس في السائل، وتبارك الجباه، حواء وآدم يقسمان التفاحة، شجرة المعرفة من أجل عالم آخر..."ص33.
"إذا لم أفكر فيها لاتوجد، إذا لم أفكر فيهم لا يوجدون"ص45.
"التلج يطفئ النار، النار تديب الثلج، لكن ما أنا بثلج ولا أنا بنار.."ص25.
"وشممت رائحة عنزة في يوم ماطر، فهاجت رغبتي فيها.."ص41.
لاتخفى هذه التصنيفات التي تلعب دورا رئيسا في الفعل السخري إذا نظرنا بعين الاعتبار إلى المقام الذي وردت فيه، ففي الأول تم تضمين الكوجيتو الديكارتي، ونظرية السببية عند الغزالي، بطريقة ساخرة، وفي المقطع الأخير تم تضمين قصة عنزة مع امرئ القيس في :
ويوم دخلت الخدر خدر عنـيزة فقالت لك الويلات إنك مرجلـي
فقلت لها سيري وأرخي زمامـه ولاتبعديني عن جناك المعلــل
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع فألهيتها عن كل ذي تمائم محول
إذامابكى من خلفها انصرفت له بشق وشقها تحتي لم يتحــول
5--السخرية والتناقض
تدل السخرية على المفارقة القائمة على الجمع بين النقائض والنظائر، بوصفها تهدف إلى تدمير التصورات الثابتة والمتعارف عليها والعبث بها.
"كهل يتأمل السيقان الجميلة، فرحته تزداد عندما تمر فتاة لابسة ميكروجيب، يصعد نظراته ببطء حتى يقف عند الخصر..."ص26.
"ابتسمت له يجعلني أخاصره، أضمه إلي يقشعر داخلي لذاذة"ص30.
ويضيف"سأعشقه إذا استمر يغازلني"ص33.
حاول الكاتب إثبات التناقض الذي تعيشه مدينة طنجة بناء على طرح مجموعة من ردود الفعل غير المتجانسة، التي تعكس الصورة الحقيقية للوضع الإنساني بها، وبالتالي تحديد موقفه من العالم والأشياء والرموز،عبر معطيات بصرية محددة، سواء كانت أوضاعا الإنساذنية، أو نظرات أو سلوكات فردية؛ فالنظرة التي اعتمدتها الصورة المفارقة هنا تختزل قيما إنسانية بأكملها، إنها نظره خلفية وجانبية، وهي بعكس النظرة المباشرة الأمامية التي تبدو مواجهة للأنا، وتكون في حوار مباشر معه، وبالتالي يكون الحوارمباشرا أيضا يستطيع الفرد من خلاله التعبير عن ميولاته ومواقفه مباشرة، دونما حاجة إلى هذا القناع الذي يخفي وراءه قيما نعجز عن كشفها للآخرين لكن النظرة الفاحصة بوساطة التسخير تسرها وتميط عنها اللثام.
6-السخرية ونفي التسمية
تحدد التسمية قيمة الشيء، فالمسمى هو الموجود وهو القابل للتمفصل، فنحن لانتواصل إلا بعد المفصلة والمفهمة، أما في مرحلة الامتداد والغفل فلايمكن الحديث عن دلالة ولا عن قيمة تمييزية، كما أن الاسم العلم في النظرية الوصفية، يحدد مرجعه بدقة.
فحين تنفي عن أحد اسمه فأنت تتغيا من خلف ذلك أشياء وفق مقامات مخصوصة، قد تكون إلغاء، أو تنكرا، أو سخرية، أوعدم اكتراث، لكن مايهمنا هنا هو توظيف السارد لنفي التسمية لأجل السخرية، حتى إنه أصبح مؤشرا مهيمنا في المسار التصويري للرواية :
"قالت الفتاة السمينة المشدودة من خاصرتها.."ص8.
"اقترب مني النادل القصير، وقال..."ص14.
"جاء شاب أنثوي شكل رأسه وصوته..."ص12.
يبرر السخرية في المقطع الأول قرينة مقارنتها بالنموذج الأمثل للسارد(السمراء)، أما في المقطع الثاني، فإن تصرفات النادل مع السارد كافية لتبرير الفعل السخري، والثالث تلك التصرفات التي تنتقي(+أنثى)، ونجد الشاب يقوم بها، مما يجعلها أفعال مناقضة لطبيعة الرجل.
جعلت هذه التناقضات السارد ينفي عنه اسمه سخرية وهزءا منه وطنزا به، كما أن التعبير بالوصف في المقاطع الثلاثة برمتها يجعل من نفي التسمية تنزاح نحو التصوير الكاريكاتيري، الذي يعد خطابا مزاجيا يقدم أثر فعل مفارق عبر انزياح يخلقه هذا الفعل نفسه، وهو يسمح في الغالب بقاربة سريعة تضلل من خلال وجهتها المفارقة والمضحكة،لكنها تغطي فقط تسلية بسيطة؛ تحرس فقط على مشاهدتنها لحركة سريعة للحظة؛ يقوم في النص على ثلاثة مبادئ هي :
الإيحاء: أي الإشارة الخفية للموضوع، ومهما تسترت هذه الإشارة فإنها لا تكون غامضة، كما أنها لا تصل إلى الوضوح التام.
التلازم: أي ترابط بين عنصرين أو أكثر بينهم علاقة ناظمة، قد تكون مواقف أو موضوعات.
الحكم:هو حاصل ما ما يريد أن يصل إليه الكاريكاتير، يكون حكما غير مباشر غالبا. يقوم هذا الخطاب الكاريكاتري على المبالغة في الوصف، مما يخلق تسلية بسيطة بالغة الإيحاء بالاعتماد على الوصف البصري للشخصيات.
7--السخرية والتهجين
إن العربية المغربية (الدارجة المغربية) هي الكفيلة بالتعبير عن الوجدان المغربي، لأن الفصحى لكونها لغة ثانية، تعجز عن وصف ما يروج بداخل الذات الإنسانية(وجدانها) المغربية، لهذا رأينا السارد يجنح إلى استعمال العربية المغربية في التعابير الوجدانية:
"ولد القحبة، حتى هو عنده من يحميه، إننا نعيش عصر الكلاب، خديه معك يامدام.."ص8.
"ألا تخجل من أن تدعو هذه الخربة"قصرا"ص73
أو قد يكون بلغة أخرى :
"هلو أغوستين"ص63.
"قال زميله بالاسبانية: كأننا في حمام مغربي رغم الهواء المكيف"ص29.
تمتزج في هذا المؤشر الساخر لغة التخاطب اليومي باللغة الأدبية الخالصة، وتجذر الإشارة إلى أن استعمال العربية المغربية، لايكون دائما مؤشرا سخريا، حيث وجدنا مجموعة من التعابير بالعربية المغربية تحضر في هذا النص ولاتشير إلى الفعل السخري.
8-السخرية و الأساليب البلاغية
تتعدد التعابير البلاغية في الفعل السخري خاصة منها التورية، حيث تعد السخرية المعتمدة على هذه الأخيرة، أرقى أنواع السخرية، مادامت تقوم على الفضح والتعرية، لكن النص الذي بين أيدينا يحفل بمجموعة من الأساليب البلاغية غير التورية منها :
التشبيه :"وجهها يشبه بطيخة"ص6.
الاستعارة "تلتهم عيناه وجه ومؤخرة امرأة"ص5.
المجاز المرسل" أين هي الآن ؟"في الجحيم أو في الفردوس، لايهم"ص57.
المبالغة والتهويل:"من نظر إلى امرأة واشتهاها في نفسه فقد زنى معها سبعين مرة"ص67.
هذه الأساليب البلاغية تلعب دورا رئيسا في الفعل السخري، مادامت السخرية نفسها تجد أصولها في اللغة الشفاهية، كما أن الأساليب تتطلب مقاما يقتضي حضورا شفاهيا، أي وجود ذات متلفظة في مقام مخصوص، وملفوظ يحمل معنى مباشرا، ثم معنى سخريا، وبعدها متلفظ إليه يربطه بالذات المتلفظة مقام ما.
-تركيب /نتائج
تسهم آليات الصورة الساخرة السالفة الذكر في بنائها، ونقصد بالأساس كل المشيرات التي تقوم على خلق صورة ذهنيـة ساخرة لدى المتلقي، تقوم على قلب المعنى الذي يقدمه المؤول المباشـر، لكونه لا يتجاوز معاني العلامات بمختلف أنواعها، وطرقها في التدليل، وما تحيل إليه من معادلات موضوعية، بصفة محايـدة، والفعل المفارق يستدعي مؤولا ديناميا، يستوجب بالضرورة موسوعة إدراكية تجعل الانتقال من المعنى التقريري إلى المعنى الإيحائي الساخر أمرا ممكنا.
يمكن أن نخلص انطلاقا من دراستنا لنص "السوق الداخلي " إلى ما يلي:
1- إن طبيعة النصوص هي التي تحدد مؤشرات السخرية.
2- ليس هناك نموذج عام للفعل السخري.
3- تتزيى السخرية بطبيعة الخطاب التي تتجلى فيه.
4- إن السخرية في الخطاب السردي تعد بناء سرديا، أي تدخل في الآليات التي تنتج هذا الخطاب.
5- إن طبيعة كل تلق هي التي تسهم في اختيار البعد السخري، فما أراه ساخرا قد لايبدو لغيري كذلك.
بيبليوغرافيا
المتن
شكري محمد: السوق الداخلي، سليكي إخوان،طنجة، 1999.
1- ابن منظور، محمد بن مكرم: لسان العرب، دار المعارف، 6أجزاء، (دون تاريخ).
2-FINALY (Marke) : The Romantic irony of semiotics, Mouton De Gyther, Berlin, 1988.
3-FlORISHEIN (Dominique, Serre) : Quant les images prennent au mot Edition d’organisation, Paris, 1993.
4-HAMON (Philippe) : L’ironie littérature, essai sur les figures de l’écriture oblique, Hachette, Paris.1996.
5-MECZ (Irénée, Tomba) : Le Sens figurées, vers une théorie del’énonciation figuratif. PUF. Paris, 1981.
6-ROBERIEUX (Jean Jaque) : Les figures de style et de rhétorique. DONOD, Paris, 1998.
7-SETTOENTJES (Pierre) : Poétique de l’ironie, Seuil, Paris,2001.
[i] - ابن منظور: محمد بن مكرم: لسان العرب، دار المعارف، (د.ت) مادة "س خ ر".
[ii] - ROBERIEUX (Jean, Jaque) : Les figures de style et de Rhétorique DONOD, Paris, 1998, pp.59-60.
[iii]-MECZ (Irénée, Tomba) : Le Sens figurés, vers une théorie de l’énonciation figuratif PUF. Paris, 1981.p.22.
[iv]- HAMON(Philippe) : L’ironie littéraire, essai sur les figures de l’écriture oblique, Hachette, Paris1996, p.106-107.