ما أسهل التمرّد على من منح إبليسَ نفسَه فرصةً للتمرد عليه في حضرته في مشهد الخلق الأول ..
ولكن ما أصعبه من تمرّدٍ حين نكون أمام من لا يجيزُ للملائكة أنفسهم التنفّس في حضرة جلالته .. أو التنهّد ألماً تحت وطأة سياطه .. من يكبتهم عن إطلاقِ صرخةِ : كفانا ذلّاً وعبوديّة يا صاحب السعادة ..
ما أسهل أن ننكر وجود من منحنا فرصة الإيمان به أو الكفر .. من جعل (اللا إكراه) سلطاناً فوق كل الدعوات الإصلاحية أو التغييرية ..
من جعل السجود لعظمته خياراً إنسانياً بحتاً ..
ولكن ما أصعبه من تمرّدٍ حين تكون أمام بشرٍ منّا يجعل من نفسه مطلقاً .. يحب أن يراقب بساديّةٍ جباهنا وهي تتمرّغ في ترابٍ داسته قدمه " الشريفة " ..
ما أيسر نقد الأحاديثِ والسخرية من رواياتٍ تحكي عن التبرّك ببول نبي ! .. ولكن ما أشدّ وأمرّ ذلك الصمت حيال رواياتٍ أخرى يبتلع أصحابها ( بولهم) نقداً وتحليلاً وفتقاً لجراحنا المفتوحة ..
كم جميلٌ أن ندحض بعض الفتاوى كفتوى إرضاع الكبير بكل ما يمتلكه حسّ النقد فينا من عنفوان العقلانية واللا انتماء والتحليق فوق سماوات التعصّب والانغلاق ..
لكنّ الأجمل منه أن نمتلك كلمةً وموقفاً أمام فتاوى ظلاميةٍ أخرى مسحت بعتمتها أضواء مدنٍ عظيمةٍ لم تغب يوماً عنها الأضواء .. وجففت بتصحّر جاهليتها صدور نساءٍ أبيَّن إلا أن يبقين لأطفالهنّ ذلك الحبل السريّ .. الذي يسمى حريّة ..
نعم يا سيدي .. من السهل أن نجعل الله سراباً في صحراء عقولنا ...
ولكن الأصعب دوماً أن نجرؤ يوماً على قول (لا) في وجه بشرٍ مثلنا يحاول أن يلعب معنا دور الألوهيّة ...
عماد العبار
Facebook Social Comments