ما زال السجال السياسي والإعلامي بين تركيا والكيان الصهيوني ساخناً وبل وملتهباً ، وما أن تطوى صفحة حتى تفتح صفحة جديدة، اخرها تصريح الجنرال مزراحي قائد القوات البرية لجيش الاحتلال والذي هاجم تركيا ورئيس وزراءها أوردغان حين قال: على أوردغان أن ينظر في المرآة قبل الحديث عن إسرائيل في إشارة لما يسمى الإبادة الجماعية التي
يدعيها الأرمن وأيضاً دعم تركيا للقبارصة الأتراك والموقف من أكراد تركيا ، وهو ما استدعى الرد العنيف لقائد الجيش التركي محذراً من المساس بمكانة تركيا فلم يجد الكيان الصهيوني بداً من الاعتذار على لسان رئيس الأركان عما بدر من أحد جنرالاته ، وهو ما يؤكد مكانة تركيا التي يعمل لها حساب ، وهو ما استدعي لذهني مواقف أخرى سابقة منها :
** الموقف الشهير لأوردغان في منتدى دافوس حين رد على رئيس الكيان الصهيوني بيريس وعلى الحضور بأنهم شركاء في جرائم قتل الشعب الفلسطيني وغادر المنتدى وإلى الأبد كما أعلن
** رفض استقبال وزيرة خارجية الكيان الصهيوني ليفني عندما أرادت الذهاب لتركيا لتوضيح موقف إسرائيل أثناء العدوان على غزة فقال أوردغان : إن كانت ستأتي لتعلمنا بشئ غير وقف الحرب على غزة فلا تأتي
** رفض أوردوغان الرد التليفوني على أولمرت أثناء العدوان على غزة قائلاً : إنه رجل غير صادق وخدعنا
** الموقف الرائع لرئيس جامعة اسطنبول البروفسور "مسعود برلاق" مع السفير الصهيوني في أنقرة غابي ليفي"يهودي من أصول تركية"، وقنصل اسرائيل "في موردخاي" بالطرد من الجامعة وإنهاءزيارتهما قبل أن تبدأ ظهر السبت 22\11\2008 ووفقا لصحيفة "ميللييت" التركية، فقد روى برلاق الحادثة على الشكل التالي : جاؤوا ونهضت لاستقبالهم متوجها مباشرة الى باب غرفة مكتبي جلست وجلس السفير الاسرائيلي وهنا لاحظت وجود شابين طويلي القامة، وعندما سألت عمن يكونان، قال السفير أنهما حارساه عندها طلبت منه أن يخرجهما من الغرفة لكن أحدهما شرع بالسير الى داخل الغرفة فنهضت وقلت للسفير: أنتم الذين طلبتم الموعد لكن في هذه الظروف فإن اللقاء انتهى هنا، وأنا أشكركم على المجيء.. ثم مشيت وودعتهم حتى مطلع الدرج وقلت لهم إذا كان يوجد خوف الى هذه الدرجة فلماذا جئتم للزيارة؟.. ثم أضفت: لا تؤاخذوني هنا ليس مستعمرة ،هنا الجمهورية التركية هنا جامعة اسطنبول ، وفي المقابل و على أرض قاهرة المعز يتحرك السفير الصهيوني مائير كوهين بكل كبر وغطرسة ويتصرف بطريقة بلغت درجة الوقاحة والاستخفاف بمصر عقل وقلب العروبة والإسلام عندما طلب تخصيص قطعة أرض مجاورة للسفارة لإقامة محطة بنزين خاصة لرعايا السفارة من المواطنين الصهاينة ويمنع المصريين من استخدامها بحجة أن الرعايا الصهاينة يجدون صعوبة في تموين سياراتهم بالبنزين و طلبه بإدخال العبرية ضمن اللغات الأجنبية في مراحل التعليم المصري، بزعم ان ذلك في سياق تطبيق اتفاقية "كامب ديفيد" وكذا المضايقات المتكررة لسكان منطقة المعادي الذين لا يستطيعون الحركة بحرية في وطنهم ومسكنهم بسبب السفارة الصهيونية وإجراءات الأمن التي يمارسها الحرس الصهيوني وقد أغضب الأمر عدد من النواب والقضاة وطلاب المدارس لدرجة وصلت للقضاء ومجلس الشعب تطالب بطرد هذا الصهيوني من مصر ، بل حدث ما هو أكبر عندما تبجح الإرهابي ليبرمان وطلب بضرب السد العالي بل والتجرأ بقوله فليذهب مبارك إلى الجحيم ، وطبعاً لا رد تحت عنوان الحكمة والرشد والأمن القومي وعدم الاستفزاز وغير ذلك وأخيراً نسف الوساطة المصرية في ملف التهدئة لدرجة وقوف عاموس جلعاد مدافعاً عن النظام المصري وهجومه على أولمرت الذي يجتهد في إذلال مصر الحليف الوحيد الذي يعمل لصالح إسرائيل على حد قول جلعاد ! ،
قد تكون المقارنة بين القاهرة واسطنبول ليست لصالحنا خلال هذه الفترة الحرجة من تاريخ أمتنا ، لكن وبكل تأكيد سيأتي اليوم – وهو قريب – الذي نقول فيه وبكل اعتزاز كما قال البروفسور "مسعود برلاق" هنا اسطنبول أن نقول: هنا القاهرة !