تواترت الأخبار والمعلومات التي تؤكد ما ذهبتُ إليه في بعض مقالاتي أن هناك مشروع صهيوعربي يهدف لاستئصال حماس وتيار المقاومة المسلحة في البلدان المحتلة والمقاومة السلمية في البلدان المعتلة ،سواء بسواء ، بقيادة ميدانية للكيان الصهيوني وبعض أجهزة الأمن العربية مصحوباً بغطاء سياسي من الأنظمة ودعم إعلامي من تيار التحريض وفتاوى شرعية من فقهاء السلطان
، سيناريو تم إعداده منذ زمن حتى جاءت الفرصة لتبدأ بمجزرة غزة ، الأطراف معلنة والشواهد متتالية والمصالح مشتركة ، الكيان الصهيوني يريد التخلص من المقاومة في غزة كما تخلص منها في الضفة بالتنسيق الأمني مع سلطة عباس ، والسلطة الفلسطينية متمثلة في زمرة عباس تفتقد الشعبية تدريجياً وستفتقد الشرعية خلال أيام، والنخبة الحاكمة المصرية " رجال المال والأعمال ورجال لجنة السياسات" ترتبط كل مصالحهم السياسية والاقتصادية بإدارة المشروع الصهيوأمريكي فهم يستعجلون انتقال السلطة للوريث القادم حتى تستقر لهم الأمور ، ولكن المعارضة المصرية متمثلة في الإخوان المسلمين عقبة في هذا الطريق، فكان هذا التنسيق غير الإخلاقي الذي يفتقد الحد الأدنى من الحس الوطني والديني
شواهد ودلالات
** التصريحات الصادرة قبل العدوان وبعده في الأيام الثلاثة الأولى ابتداء بإعلان ليفني تغيير الوضع القائم في غزة وتصفية حماس، وانتهاءً بإعلان مصر أنها لن تفتح معبر رفح ومن ثم احتاج إلى تغطية هذا الموقف التاريخي لمشاركة نظام حكم عربي في الهجوم على غزة وإسناده ميدانيا لمنطقة حرجة وهي منطقة الدعم الإنساني فضلا عن السياسي والذي انقلب إلى دعم للعدوان.. لذا لجأت مصر الرسمية إلى تغطية الموقف بأنها خديعة إسرائيلية، وإن كانت خديعة فلماذا لم تتخذ مصر موقفاً يرد لها اعتبارها ضد من خدعها ، و كيف تكون خديعة وقد طلبت قيادة مخابراتية مصرية كبرى من تل أبيب جز رؤوس حماس قبيل العدوان وأعلنت ليفني ذلك من القاهرة
** ما كشفته صحيفة السفير اللبنانية أن سلطة رام الله، نقلت 400 عنصر أمني من العناصر التابعة لمحمد دحلان، إلى القاهرة، بعد 36 ساعة من العدوان الصهيوني تمهيداً لإدخالهم غزة بعد القضاء على حكم "حماس"
** تبريرزمرة عباس للعدوان بسبب الصواريخ العبثية ثم استدعاء عباس لأي غطاء وطني والدعوة للمصالحة في وقت حرج تتعرض فيه قيادات حماس للاستهداف من جهة أو أن تقدم حماس بعض التنازلات من جهة أخرى
** ما كتبه السفير عبد الله الأشعل على موقع إخوان أون لاين وبعض المواقع الأخرى" تناولت قناة الجزيرة الدولية الناطقة باللغة الإنجليزية عن قضية البدائل فى غزة بين الهدنة والإنفجار، ففى حلقة شاركتُ فيها مساء 25 ديسمبر 2008 لفت نظرى ما قاله المتحدث من إسرائيل وهو أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية أن سبب المشكلة فى غزة هى مصر لأن مصر تخاف من الإسلاميين حسب قوله، وأن مطاردتها للإخوان المسلمين أوصلها إلى مطاردة حماس ودفعت إسرائيل إلى أن تقوم بما أسماه المهمة القذرة وهو تصفية حماس لصالح مصر"الحديث للسفير عبد الله الأشعل"
** الفتاوى الشرعية الغريبة التي يتناقلها التيار السلفي المصري وبعض رموز الجماعة الإسلامية بعدم شرعية التظاهرات المؤيدة لغزة لدرجة صدور فتوى من رئيس مجلس القضاء الأعلى السعودي بأن مظاهرات استنكار الحرب على غزة غوغائية وصد عن ذكر الله !!
عموماً وأياً كان التنسيق للعدوان فقد جاءت معركة الفرقان كما أسمتها حماس لتكشف الغطاء عن الأنظمة التي تورطت وتآمرت لتعرف الشعوب كيف تعيد النظر في التعامل معها ، وعن إنسانية شعوب العالم أجمع والذي قال بالصوت والصورة نعم لحق حماس في المقاومة وحق سكان غزة في الحياة الحرة الكريمة ، ستنتهى المجزرة ثلاثية الأطراف اليوم أو غداً وسيخرج أبطال غزة شعباً ومقاومة من بين الدمار أشد عوداً وأكثر شعبية وستبقى الكرة في ملعب الشعوب كيف ومتى تزيح هذه الأنظمة ؟!