( إنا وإن كنا نعتقد أن المستقبل القريب لا يشى بالتفاؤل إلا أننا لا نملك ترف التشاؤم ومن ثم فإننا فى انتظار ولادة فجر جديد ولعله أن يكون قريبا)
حين كنا نتحدث عن الفساد مذ عشرات السنين كانت حجة المدافعين أنه فساد لكن فى ظل مؤسسات ما زالت فاعلة سواء كانت مؤسسات تعليمية أو أمنية أو اقتصادية أو صحية أو اجتماعية، ثم تطور الأمر
حتى تحول الفساد إلى إفساد ممنهج بله له خطة عمل محكمة تسير دون اعتبار للمسيرين لها من الأشخاص فما من وزير إلا وهو يسير بخطى ثابتة وإن شئت الدقة فقل متسارعة نحو خطة الإفساد، وفى مقال سابق ضربنا مثلا بكيف سارت أحوال البلاد من ( عمرو موسى لأحمد أبى الغيط فى وزارة الخارجية، ومن كمال الجنزورى إلى نظيف فى رئاسة الوزراء، ومن فضيلة الإمام جاد الحق على جاد الحق إلى الشيخ سيد طنطاوى فى مؤسسة الأزهر، ومن أبى غزالة إلى حسين طنطاوى فى الجيش، ومن أحمد رشدى إلى حبيب العادلى فى الداخلية بل من الرئيس السادات – رحمه الله- إلى الرئيس حسنى مبارك وما صاحبه من توريث قذر وإفساد وضبابية مصر وانحسار دورها الإقليمى حتى بتنا نترك صيادينا قرابة أربعة أشهر دون حراك حتى إذا قاوموا بأنفسهم القراصنة بحثت وزارة الخارجية عن فرصة لسرقة ما فعله الصيادون المصريون.
وحين صارت مصر بهذه الصورة التى لا ينكرها إلا أهل العمى والذين يكرهون مصر ويبيعون ضميرهم جزاء غباء التأييد لظالمين، وهى صورة حية تراها كل يوم فى شكايات الناس وسوء أحوالهم بعد أن سدت فى وجوههم كل وسائل التغيير، وتعالوا بنا نستعرض بعض وسائل التغيير التى سلكها المصريون كل فى ميدانه ونرى دلالات ذلك وما يمكن أن نستنتجه:
* المعلمون يسعون لتشكيل نقابة موازية تراعى مصالحهم ويشكلون ائتلافا يسمى معلمون بلا نقابة...وهكذا يسعى المهندسون فى تشكيل نقابة موازية بعد تعنت الحكومة وإصرارها منذ أكثر من 15 عاما لعدم إجراء الانتخابات.
* الطلاب لا سيما بجامعة الأزهر سعوا لتشكيل اتحاد طلاب حر بعيدا عن انتخابات اتحاد الطلبة المزورة. وشبيه بهذا ما حدث من العمال، وأساتذة الجامعات فيما عرف بانتخابات الرصيف فى الإسكندرية.
* المصريون يسعون للتبرع من أجل دفع فدية للصيادين المصريين الذين اختطفهم القراصنة الصوماليون ثم بعد أربعة شهور تسرق وزارة الخارجية نصر فك المصريين لأنفسهم من القراصنة وفقا لما جاء فى أهرام السبت 15/8/2009 نصا"غادرت السواحل اليمنية مساء أمس السفينتان المصريتان اللتان كانتا محتجزتين أمام السواحل الصومالية في طريقهما إلي ميناء الاتكة بالسويس، حيث من المقرر أن تصل إلي مصر في غضون5 أيام, وقد رفض الصيادون عرض السفارة المصرية في صنعاء بالعودة إلي القاهرة بالطائرة وأصروا علي العودة للبلاد بالسفينتين...وكان الصيادون قد نجحوا في تحرير أنفسهم من مختطفيهم الصوماليين في عملية جريئة بعد معركة بالأسلحة النارية أسفرت عن مصرع عدد من الصوماليين القراصنة، بينما لم يصب أحد من المصريين وحالتهم الصحية جيدة...
استنتاجات وخاتمة
لا شك أن الأوضاع فى مصر مهددة بالانفجار فالكبت يولد الانفجار حتما لا سيما البلطجة والعنف فى اتجاهات شتى. وإن الكيانات الموازية لدليل فشل الإدارة والحكم فالدولة التى لا تحمى أبناءها فى الداخل أو فى الخارج لا حاجة لمواطنيها فى أنظمة حكمها...وإن النظام فى مصر قد بلغ شيخوخته والمصريون فى انتظار لحظة انهياره قريبا... وزخم التوريث متعثر رغم تقارب كل خيوط المؤامرة على حق الشعب فى الانتخاب...والمصريون يأملون فى ولادة جديدة تنتشلهم من قاع القاع الذى يعيشون فيه بمياهه الملوثة وبطالته المتزايدة ونهب خيرات مصر المطردة ببيع أراضيها(خصوصا سيناء) لكل من هب ودب لا سيما من الصهاينة.
ونؤكد أننا وإن كنا نعتقد أن المستقبل القريب لا يشى بالتفاؤل إلا أننا لا نملك ترف التشاؤم ومن ثم فإننا فى انتظار ولادة فجر جديد ولعله أن يكون قريبا.
سيد يوسف