السلام عليكم ... ورحمة الله وبركاته.
سيدي المحافظ الكريم...
لطالما سنـّت الأمم والشعوب المتقدمة والمتحضرة سـُنـّة وسارت عليها وهي احترامها لرموزها الوطنية والثقافية ، كما وأن تلك الأمم المتحضرة والمتقدمة سعت دوماً لأن تتباهى أمام العالم بما لديها من تلك الرموز ، فتعمل جاهدة على رعايتهم والاهتمام بشؤونهم وتسلط الأضواء على منجزاتهم وتتفاخر بهم في
مهرجانات ومؤتمرات تنظم لهذا الغرض سواءاً إن كان في حياتهم أو كان بعد مماتهم، ولطالما انتهزت مؤسسات تلك الدول الثقافية وغيرها كإدارة البلدات لمدن تلك الأمم والشعوب المتحضرة الفرص واختلقتها من أجل تكريم روادها والاحتفاء بهم وإبراز دور من كان له ذكر وباع وسفر خالد ، تقديراً من تلك الإدارات والمؤسسات لتاريخ أبنائها وأرثهم الحضاري والعلمي والثقافي والإنساني ، وخلق وإيجاد تواصل فكري لتعيد إلى أذهان أجيالها المتعاقبة ذكرى من فارق الحياة من رموزهم وصناع تاريخهم وبناة مجدهم وتنشر منجزاتهم وتشيد بها إكراما وتخليدا لهم واعتزازا بصنيعهم وجهدهم.
سيدي المحافظ الكريم ...
أنبئت بأن هناك من أكارم أهل جنين من فاتحكم بأمر يخص تخليد اسم والدنا الراحل ، وقد لا تكون ممن عايش والدنا الشاعر والمجاهد الراحل برهان الدين العبوشي ( 1911 – 1995 ) أو أحاط به علماً ، وقد تكون شواغل الدنيا ومهامها النضالية وغير النضالية قد أشغلتكم فما سمعتم عن والدنا الراحل وما بذله وقدمه وعانى من أجله ، ولكنني أدعوكم سيدي الكريم لتسالوا أهل جنين أولاً ( كبارها وشيوخها ومثقفيها ) عن دور هذا الرجل الذي بذل كل جهد وجهيد ولتعرفوا حجم ما تحمـّله من عناء وتشريد واعتقال ونفي في سبيل قضية فلسطين عموماً ومحبوبته ومعشوقته جنين ( مسقط رأسه ) تحديداً، هذا أولاً ... هذا كما وأدعوكم ثانياً لتبحثوا عن والدي عبر الشبكة العنكبوتية وتصفح ( google ) تحديداً لتدركوا من هو ( برهان الدين العبوشي ) وما دوره وما عطاؤه وما الذي كتب بحقه وعنه، ولا أغالي في شيء إن ذكرت لكم بأن العدو قد أشاد به قبل الصديق والشقيق وابن الدار ، ولا أتبجح أمامكم إن ذكرت بأن مكتبة الكونغرس الأمريكي ذاتها تحتفظ بثلاث كتب من كتبه الصادرة قبل ستينات القرن المنصرم، ولا أنسى أن اذكر لكم بأنه كان قد حضي بتكريم الرئيس الشهيد أبي عمار ( رحمه الله ) حيث اجتمع به لساعتين وبحضور عدد من رجالات الثقافة والأدب ببغداد ومنحه آنذاك شهادة الاستحقاق مع وسام القدس للأدب والثقافة والفنون عام 1991 حيث أشاد به وبدوره قائلاً له قولته المأثورة ( أنت أستاذنا في الوطنية والجهاد ... ومنك نتعلم )!!.
سيدي المحافظ الكريم ...
لقد وعدنا قبل سنوات طوال بأن يطلق اسم والدنا على إحدى مدارس جنين الثانوية علاوة على أحد شوارعها الرئيسية تخليداً له وعرفاناً لما قدمه من عطاء أدبي رائع ، فوالدنا وبشهادة الكثير من رجالات الأدب العربي وأكاديمييها يعتبر أحد ( رواد ) شعر المقاومة وتحديداً في ثلاثينيات وأربعينيات القرن المنصرم ، كما وأنه يعتبر من أوائل من كتب المسرحية الشعرية في فلسطين وبرز فيها ، ولم يقتصر الأمر على عطاء والدنا الفكري ، بل تعدى الأمر ذاك حيث زاوج بين قلمه وبندقيته فاستحق بجدارة لقب ( فارس السيف والقلم ).
وإزاء ذلك ... فإنني أتساءل بحرقة ولهفة ، ألا يستحق منكم هذا الرجل المعطاء أن تمنحوه رعايتكم بأن تطلقوا اسمه على احد شوارع مدينة جنين ( مسقط رأسه ) ليهنأ في قبره ولتقر عينه... وذاك لعمري أقل ما يقدم إليه عرفاناً منكم ومن مدينته جنين وهو في قبره!!.
تساؤل جديد ، كان قد سبقه تساؤل عام 2006 نشر في مقالة لنا في موقع دنيا الوطن الغراء بعنوان (
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ) وهذا هو رابط المقال :
http://pulpit.alwatanvoice.com/content-38108.html
مجرد تساؤل وتذكير ... ونحن بانتظار الجواب منكم.
والسلام عليكم.