-
حول "جوهرة المدينة"
-
أتوجه مباشرة إلي شيري جونز , بصفتها كاتبة وصفتي شاعرا , سيدتي الكتابة عن الإسلام محفوفة بالمخاطر دائما , وخاصة عند التعرض للشخصيات الاسلامية التي "حسمت قدسيتها " , واعني بالقدسية لا نوعا من التأليه أو أنها منزهة عن الأخطاء البشرية ,
بل هم بشر عاديون , إنما أود القول بأن الرأي فيها هو رأي محسوم بالنسبة للمسلم -علي وجه التحديد - وهي غير قابلة لاعادة النظر فيها , فاذا كان الاسلام قد بني علي خمس ,فإن هناك "اركان "-إن جاز التعبير - أخري قد تكون أقل قداسة , إلآ أنها لايمكن تخطيها , فلا يمكن الطعن في أبي بكر أو عمر أو علي أو عثمان أوعائشة أو خديجة , لأنه ببساطة ,هؤلاء أصحاب الرسول ,وهؤلاء زوجاته أمهات المؤمنين ! والرسول بصفته هو صاحب الرسالة هو الذي قال عن أصحابه " اصحابي كالنجوم , بأيهم اقتديتم اهتديتم " مما يعني أن كل واحد من هؤلاء علم اسلامي لايمكن تجاوزه , وأن السير علي خطاه هو نهج اسلامي صحيح , رغم تباين شخصية وسلوك كل منهم , وكذلك امهات المؤمنين , فهن خط أحمر لخصوصية موقعهن, فكل منهن زوجة الرسول , وتعتبر أما لكل مسلم , فلا يجوز مثلا لرجل ما , أن يتزوجها عقب وفاة الرسول لانه ليس من المعقول أن يتزوج المرأ أمه , وهكذا , ينفذ البعض من ثغرة , قائلا : - هل هؤلاء ملائكة أم رسل معصومون أم بشر مثلنا يخطئون , ؟ وبالطبع لايمكن أن تكون الاجابة الاولي -فهم جميعا بشر حتي الرسول محمد _ سيقول آخر : اذا هم بشر عاديون , وماداموا كذلك , فلنا أن ننتقدهم , ولنا أن نتحدث عنهم , وأن نرفضهم أحيانا - وهذا كلام منطقي علي الطريقة الأرسطية , واقول نعم هذا يبدو صحيحا علي مستوي القياس النظري , ولكنه فاسد علي المستوي العملي , فالرسول-صلي الله عليه وسلم - نفسه -علي مستوي الأفعال الدنيوية , قد يقترح أمرا , ثم يبدو له أن هناك ماهو أفضل منه , مثل حادثة تابير النخيل , عندما لم يثمر , قال لهم أنتم أعلم بشؤون دنياكم , أي أن مسألة الهندسة الوراثية وتسمين الحيوانات والنعجة دوللي - إن لم يكن هناك ماهو محرم, كما تقول الشريعة استخدموه , وقولوا ذلك لعلمائكم وشعوبكم , فأنا نبي أريد أن تلتزموا بما قال الله , صلوات خمس , صوم رمضان , زكاة ..الخ, لكن أن تستخدموا مادة ما في رصف الطرق , أن نخطط لحرب , فإذا ما كان هناك قائد دارس للعسكرية في الولايات المتحدة مثلا اكثر دراية , فان الرسول يوصي بترك المهمة له , وهذا يعني أن الرسول بشر , لكن يتحرك بالامر الالهي , أما فيما يخص الامور النيوية فان الامر متروك لعقلاء وعلماء الناس ..وهنا أشير الي لا أهمية تصيد بعض الصغائر هنا وهناك , فلا جدوي للبشرية من جراء ذلك بشكل عام ,فهو شئ غير مجد- بغض النظر عن مواقف الشارع الاسلامي المتحمس , فما هي الفائدة التي تعود علي العالم , حين نسلط الضوء علي غيرة عائشة من ذكر الرسول لخديجة التي كانت قد توفيت ؟, لكن الاكثر جدوي , استلهام عظمة خديجة ووقوفا بجوار زوجها -الرسول - وكيف كان وراء كل عظيم امرأة - يصبح ذلك درسا للرجال والنساء لمحبة زوجاتهم -, وأن يحسن كل رجل وامرأة اختيار شريك الحياة المناسب , وعندما نعرض سيرة عائشة - الزوجة الشابة الصغيرة - نعط مثالا للبراءة , ومحبة العلم , والإخلاص للزوج وتحمل المسؤلية ,ونقدم ذلك كنوذج لشباب اليوم العائش في البطالة والانهماك في ملذات وحياة زائفة بالمخدرات والماريوانا , والجنس والشذوذ , إن سيرة الكبار درس للانسانية , فلا يجب علينا الوقوف عندالصغائر , هذا حوار مفتوح معك شيري جونز , أسعد بالتواصل
أشرف دسوقي علي
شاعر مصري