أسعف فم طفل غزة الجائع
أسعف قلبه من فراق الأهل واجع
يا سيدي
أسعف جسده النحيل النازف
أسعف مَن الشتاءُ أتاه في العراء راجف
أسعف طفل فلسطين على الحدود واقف
أسعف عيون الصبايا من جراحهن الدم نازف
يا سيدي
هل سمعت صوت المدافع
هل علمت من تحت الأرض يدافع
يا سيدي
هل أتاك حديث عتاب من عيون دامعة
أو نبأ جراح من بتر الأطراف للحراك مانعة
يا سيدي
هل أحسست انك من أمة المليار
أم انك خنعت لتكون من أصحاب العار
يا سيدي
انظر حولك هل أتاك نبأ الغوا لي
تحت التراب طفل من الجوع مات
يا سيدي
والحصار دعم بالأسلاك والأوتاد
وقنابل عنقودية تصطاد البراءة بالأولاد
وجيوش نشروا كالنعاج على الحدود أسود
من صديق باليته كان العدو اللدود
يا سيدي
لا لن نقبل بالخنوع
وسنقبل بالحصار والموت والجوع
قد أتانا من تحت الأرض صوت أحدث بالجدار صد وع
يا سيدي
نحن امة المليار
لك بيننا وبين القرود أن تختار
لا نقبل الخضوع ولا نستبدل الجوع بالعار
نموت واقفين وبالجباه شموخ الأحرار
يا سيدي
محمداً كان فردا وحيدا في غار
قد أتاه من ربه الاختيار
فنفض ورفض عن قومه الغبار
وأزاح الأتربة وحرر الأفكار
وبشر ونشر وحول من الكفر إلى الإسلام الدار
يا سيدي
أبو بكر كان الصديق للرسول ورفيقه في الغار
وصحبه أبعدوا و حوصروا وطلب منهم الاختيار
فجاعوا وتأذوا في كل الدروب واحسنوا الاختيار
يا سيدي
صبر ساعة وقد أتاهم نصرة من ذر مختار
في أروع أعجوبة وساسة القوم احتاروا وبهت الكفار
ثم نصرة وهجرة وعزة لسيد الأخيار
يا سيدي
ما بالنا اليوم ضللنا دروب أجدادنا وعجزنا عن الاختيار
والأمور ساءت وتفرقت بنا الدروب وتحكم بنا أبناء النار
يا امة المليار
من الغفلة عودي
ويا دروب العزة عودي
في ارض حررها جدودي
ويا عمرية من جديد سودي
على الأقصى انثري حدودي
وامنعي عنها كلِ يهودي
يا سيدي
و أن الأمة نامت
وان طال الانتظار
لابد من يوم تأتينا نصرة و أنتصار
بقلم : بيان صالح برهوم