الكاهنة هل هي بطلة بربرية قومية ,حاربت الغزاة , دفاعا عن الأرض أم أنها مشعوذة يهودية ؟
وهل عبد القادر الجزائري خان ثورته أم تم خيانته من بعض الزوايا وهل حقا كان ماسوني ؟
وهل لم تتعرض جميلة بوحيرد للتعذيب في السجون الفرنسية ؟وهل قام جيش التحرير الوطني بارتكاب بعض المجازر ضد الشعب الأعزل وهل التيار المصالي خائن ؟
وماذا عن بعض رموز الثورة الذين تم تصفيتهم من طرف رفقائهم هل كانوا حقا خونة أم اختلاف وجهة نظر كان
السلاح فيها هو الفيصل و الحكم؟
ولماذا تم اختيار هذا الوقت بالذات حتى سالت الأقلام بمختلف الألوان في شخصيات وطنية , هل الأمر صدفة وكان قطرة تبعتها قطرة فسيل أم أن هناك حملة منظمة منسقة تستهدف تاريخنا الذي طالما اعتززنا به وحسدتنا عليه شعوب لا تاريخ لها كالشعب الأمريكي.
ربما تكون هذه الفكرة حملة مغرضة بخيوط فرنسية بعد أن فشلت دبلومسيتها في تلويثنا وحصارها الاقتصادي الذي قادته في عز الأزمة الأمنية وجعلته دوليا وفتحها باب من يقتل من مرارا وتكرارا فكانت هذه الحملة التشكيكية أحد أسلحتها لـ ...
صحيح لا يوجد تاريخ شعب ناصع البياض هناك دوما في أزمنة نقاط سوداء وربما تصل حتى الى بقع لكن لا يتنكر الشعب لتاريخه وان كان اللون الأسود يغلب عليه فمن لا ماضي له لا حاضر لها, الشعوب تتقوت على تاريخها من أجل استمراريتها الحضارية , الشعب اليهودي رغم تاريخه الأسود باعتراف التوراة والتلمود الا انه حوّل سوداوية تاريخه إلى وسام استحقاق لم ولن يخجل اليهودي بتاريخه أبدا وان كان فيه الدسائس والانقلابات والثورات والمجازر بل يفتخر بها رافعا رأسه في تحد بكل نشوة ويقول نعم أنا هو, كذا أمرني الرب.
لذلك لا يجب أن نخجل من تاريخنا مهما حمل من أحداث بل وجب علينا أن نناقشها بكل شفافية وموضوعية ننشد الحقيقة ويكون صدرنا رحب لجميع الأراء ولمختلف التيارات الفكرية ولنضع صوب أعيننا دوما أنه لا أحد يملك الحقيقة كاملة وان نصف الحقيقة لا ترتقي أبدا الى قوة الحقيقة المطلقة
ليكون التاريخ شاهد لنا نستثمره لانطلاقة حضارية رائدة ,عقدة النقص والتشكيك والخجل من الذات هي التي تغذي مكائد الأعداء لأنهم عرفوا كيف يستثمروها ويجعلوها ملح يوضع على جرحات الشعب لنواجه تاريخنا بكل شجاعة بكل أمانة علمية نواجهه مواجهة الكبار العقلاء الحكماء الذين يستخلصون العبر ينظروا ليتفكروا لا ليزيدوا الطين بلة , ليس من مصلحة أي جزائري أن نطوي صفحات التاريخ ونرميها في المزبلة كما انه ليس من مصلحتنا أن نحمل تاريخ تملؤه العوالق والعلائق , إذا لنزيل الشوائب ونعترف بالأخطاء ولا نحاول تكرارها لأنه اذا لم نثق في تاريخنا فلن نثق في أنفسنا وان لم نثق في أنفسنا لن نثق في دولتنا وان لم نثق في دولتنا خربنا بيوتنا بأيدينا على مفرجة من اعدائنا ونحن فرحون.