في الحضرة التغريبية
عنوان للجوء/ تغريبة جعفر الطيار
إنّ النص الموازي منجم من الأسئلة يفتح شهية القارئ و يستفزه ليحفر في دهاليز النص ، ومعنى أن يمتلك النص عنوانا يعني أنه أحرز القدرة على الوجود والتواجد، و حقق كينونة تكفل له الخروج من الغفلة و النسيان، وإن اختلف النقاد في صياغة وضعه الاعتباري بين " كونه تارة جزء من النص أي المتوالية الأولى فيه وتارة أخرى مكون خارجي أي العنصر الأكتر خارجية ضمن المصاحبات النصّية المؤطرة للعمل"1 ، يبقى عتبة نصّية و " علامة سيميوطيقية تقوم بوظيفة الإحتواء لمدلول النص ، كما يؤدي وظيفة تناصية ، إذا كان العنوان
يحيل إلى نص خارجي يتناسل معه و يتلاقح شكلا و فكرا"2.
تغريبة جعفر الطيّار هو العنوان الرئيس لهذه المجموعة الشعرية الصادرة سنة 2000 والتي تضم ثمانية عشر نصا ، إنه العلامة الكاملة و بؤرة الإثارة نطلق عليه " صاحب البيعة " الذي حظي بمبايعة العناوين / النصوص عند عتبة الغلاف ليعتلي عرش العنونة الرئيسة بمصداقية مطلقة فغدا بذلك " إشارة سيميائية Signal معقدة " 3، تحتاج إلى من يحفر في دلالتها.
تستنطق قصائد الديوان الغربة و الموت و الغياب ، صهرها الشاعر في بوثقة الحكاية / التغريبة وعند وغليسي يتكسر مفهوم الغربة و يتوسع ليصبح تغريبة للذات و الآخر، وللتغريبة " مفهوم خاص و له دلالة محدودة توحي بنوع أدبي شعبي في الثقافة العربية الكلاسيكية ،إن التغريبة جزء من (سيرة بني هلال ) لذلك ارتبط في ذهننا اتصال التغريبة بالجماعة "4،ممّا يقودنا إلى التساؤل كيف للشاعر أن يحول سيرة الجماعة إلى سيرة فرد هو ( جعفر الطيّار).
التغريبة الوغليسية حكاية مدارها الإخبار عن عذابات الأنا/ الآخر الواقعة تحت وطأة زمن الموت و الفتنة ، حشد للعذابات و فضاء للتغني بالمواجع و الألم تداخلها نبرة نبوية تجعل من لغتها و كــأنها لغة قداس يقام في حضرة " الأنبياء، الشخصيات التراثية و التاريخية " ، يتجلى لنا ذلك عبر مركز ثقل الديوان الإنتاجي و هما قصيدتان " تجليات نبي سقط من الموت سهوا ، وتغريبة جعفر الطيّار " ، لقد أدرك يوسف الشاعر أن الخلاص الوحيد من الألم و العذاب مشروط بالشعر فسعى إلى إبادة غربته بالشعر لأن " الشعر مثل الحلم- تماما – إنه لا يكتفي بما يمنح نفسه للوعي الآني المسطح بل ينهض أيضا من ذلك الماوراء المستتر في الفضاءات المعتمة من الكون وما ترسب منها في الأغوار البعيدة من الذات"5. و القصيدة نفسها فعل نبوة و رسالة " يرتادها الشاعر أوهن من خيط فيصبح أسمى من إله "6 و الشعراء وحدهم يطلون على رعب الكتابة ، و رعب وغليسي هو الحس المأساوي الذي يقيم جنائزه في حرم النفس التي ما انفكت فجائعها المزمنة تلازمها ، و هو ما تكفلت عتبة الإهداء الخاص بالبوح به
"إلى شقيقي الراحل الذي لم تمهله الأقدار لحظة كي يلوح لي بالوداع فرحل بغتة ودون سابق اشعار ليورثني طقوس جنازته الأبدية ..كنت أقرأ تضاريس بلادي في خارطة وجه الكريم...إليه و إلى أمي العزيزة المرأة المؤمنة ..الصابرة ، المصابرة رغم ألف محنة وإبتلاء ...إلى كل ريح عاتية ساندتني في محنة المدّ و الجزّر .. أرفع هذه الكلمات,. "7
عبر هذه العتبة يعلن الشاعر من البداية أن قصائده تنتشي الألم والفرح على السواء ( هموم الذات و فجائع و تقلبات الزمن والوطن ......) ليكون ديوان تغريبة جعفر الطيّار معادلا للذات الشاعرة بكل ما تحمل من ألم و أمل ، و الحق يقال إن النصوص الشعرية الوغليسية ككل بطاقة هوية للشاعر الإنسان يقول في قصيدة " يسألونك "
يسألونك عن شاعر مثقل بالحنين ؛؛
يسألونك عن مغرم يبتغي شبق الروح ,
في جسد امرأة من مياه وطين
يسألونك عن عاشق خائب
أنكرته نسا العالمين .8
تكمن عبقرية العنونة حين تتمكن من الإحالة إلى مجموع النصوص / القصائد في الديوان وأن تكتفي بالإحالة على نصها في المجموعة الشعرية، إنه اشتغال مزدوج من الصعوبة الظفر له باستقرار نقدي بيّن ، لأن العنونة شحنة دلالية تتناسب طرديا من الدلالة على شيء واحد إلى الدلالة على مجموعة أشياء ، وغالبا ما تقودنا العناوين الشعرية إلى مزالق تعتيمّية بالغة التعقيد و لا يخلق ذلك إلا لأن الكتابة هي ذاتها لها " الفراغ و الحلزون والهذيان و الهاوية، كتابة تشتغل ضد المعنى " 9، ويبقى الإشكال قائما حول إمكانية الربط بين العناوين الداخلية فيما بينها وبين نصها وعنوانها الرئيس.
العنوان بالأساس حالة مفارقة إذ عليه أن يقول ولا يقول في الوقت نفسه ، إنه " منطقة نصيّة رخوة تتيح مواجهة النص و التصادم معه، تمهيدا لمنازلته . الأمر الذي يجعل من العنوان مفتاحا لفك لغز النص و أسراره"10 .
ينقلنا ديوان تغريبة جعفر الطيّار إلى " ضفاف الكتابة كممارسة مفتوحة متحررة من إكراهات الجنس الشعري و متجاسرة على الرقابات القرائية و الكوابح النقدية" 11، كما يقول محمد كعوان" حاول الشاعر التعبير عن أحلامه في هذه المجموعة وفق عدة أشكال تعبيرية وفنية من التنقل بين الشكل الحر و العمودي إلى المسرحية الشعرية إلى قصيدة الومضة"12.
يندرج تحث إطار الشكل الحر (تجليات نبي سقط من الموت سهوا ) أما الشكل العمودي( حورية، إلى أوراسية ، خرافة ) في حين أن المسرحية الشعرية يفرد لها (تغريبة جعفر الطيّار ) لتندرج بقية العناوين / النصوص ضمن القصيدة الومضة (يسألونك – لا-جنون- خوف- حلول – تساؤل – لافتة لم يكتبها أحمد مطر – غيم – إعصار – غربة – قدر – مذكرة شاهد القرن – سلام), و صوغ العنونة يتناسب و الومضة الشعرية.
يطل ديوان / عنوان تغريبة جعفر الطيّار في لحظة تألقه على ما لا يرى على الوجع والضنى . على واقع مرير مليء بالصراع ، صراعات أبناء الوطن ، إنها أمة بكاملها أدخلت زمن الموت و الفتنة عنوة . فغدت التغريبة عند الشاعر نظرة للوطن بل إنها طريق للحضور و تمثل الوطن . فالشاعر مأخوذ برسالته إنه يكتب الشعر ويقيم على الأرض على نحو شعري، يجعله يرفض التلاشي و الموت المجاني ، فأضحى لاجئا في وطنه يبتغي الرحيل والغربة ويتجاوزها خالقا له تغريبة وقناعه الأول فيها وهو بؤرة العنوان جعفر الطيّار بكل ما للاسم من سلطة وعبق الزمن الماضي ونسيم الشخصية الصحابية ابن عم النّبي عليه الصلاة و السلام ، يسقط عليها الشاعر تجربته المعاصرة بكل همومها ، ليحمل بذلك العنوان رسالة لجوء إلى ملك الحبشة "النجاشي "
جعفر
إنني أتيتك من بلاد النار..
من وطن الحديد
شيعت أحلامي و أحبابي ... صباي..
و كل ما ملك الفؤاد ... وجئت كالطير .
المهاجر أبتغي وطنا جديدا
النجاشي :
هل من مزيد ؟
جعفر
أنا " ذو الجناح " كما ستعلم سيدي
اللّيل عمر موطني ،،
و البرد لف جوانحي ،،
وأنا هنا لك في الضحي .
متشبت بالنور .. بالشمس المصادر دفؤها 13
تتوسع دائرة التقنع في قصيدة "تجليات نبي سقط من الموت سهوا" والتي بدا جليا فيها استلهام التراث والنص القرآني وتوظيف الرموز التاريخية، إن رغبة الهروب والتملص من العار الذي ألحق بالوطن هي التي ولدت تغريبة وغليسي وحولته إلى لاجيء مسربل بالهموم ، هارب من بلاد الجبهتين
آه نعم ...أنا من بلاد الجبهتين
أنا من بلاد قيل تفتح مرتين 14
وربما رغبة الإنعتاق هذه من زمن الموت هي التي قادت الشاعر أن يصرح بأن حق الديوان أن يوسم بعنوان "جعفر الطيّار يطلب اللجوء السياسي". وبذلك يكون هذا العنوان الذي لم يحظ بحق الولادة أكثر إخبارا عن النص وصاحبه فاللجوء ماانفك يلازم الذات الشاعرة الوغليسية "محور حياته الشخصّية رحيل وتنقل بين "تاغراس إلى سرتا/ قسنطينة (مدينة الغرباء)، إلى وهران مدينة (القلوب المنكسرة)
عنوان للتجلي / تجليات نبي سقط من الموت سهوا
بين كتابة الوهج الأول / النص والوهج الثاني / العنوان فارق زمني وقصة أرق تنتاب الشاعر وحده ، تنقلنا من شعرية النص إلى شعرية العنونة ومع قصيدة" تجليات نبي سقط من الموت سهوا " يتشظى العنوان من نصه من المقطع الحادي عشر .
يسألونك عني ..
قل إنني ما قتلوني . وماصلبوني ، ولكن
سقطت من الموت سهوا..
رفعت إلى حضرة الخلد...16
لقد خلق الشاعر نصا/ عنوانا يقاوم به زمن التلاشي والموت. نصا يستمد روحه من عمق الواقع من آلام وطنه ، يصر به على الوجود والتواجد و الإقامة على عتبات الموت
لتخرج التجليات عن كل تجل، لحظات للتحول المستمر عبر الأزمنة بلا ثبات، تمثل ذلك في معايشة النصوص القرآنية والإجتراء على التناص، فلا يوظف الشاعر كما يقول ميلود لقاح "التراث من أجل إعادة سرده وإنما من أجل استغلاله في التعبير عن الراهن السياسي والتطلع إلى راهن أفضل" 17، فمع هذه التجليات تتمظهر هوية الروح المهشمة التي تسعى إلى تعويض هذا التغييب و الألم بابتكار رؤى محرضة تدخلها في حالة لجوء وهروب من زمن الموت وإن تجاوزته سهوا. فيغدو يوسف الشاعر حامل القضية واللاجئ إلى أهل الحضرة .
لأجل ذلك تعيد الذات الشاعرة لهذا الوغليسي بناء القصص الديني من مكان التحويل ممّا يجعل منها معادلا موضوعيا لالتقاط عقدة زمن الموت، إنه فضاء للتجلي والاحتماء بمن هم على شاكلتها في الألم أقام لهم وله هذه ''الحضرة" .
ناديت كل ولي من الصالحين
كل الصحابة والأنبياء 18
فأنا الشاعر توازي هذه التجليات بما تملكه من قوة لرفض الموت ونار الفتنة، يمكننا الظن أن هذه الذات تحاول أن تجعل من نفسها بؤرة الحدث، فرغم التقنع بأكثر من نبي وشخصية إلا أن صوتها لا يغيب. وكأننا بها في حالة تسريد لآلام ذاتها ووطنها. ولنا أيضا أن نقول يوسف وغليسي استدعى الأنبياء والشخصيات التراثية إلا أنه لم يتماه معها بل أقام حدا فاصلا بينه وبينها، لذلك كانت الحضرة بامتياز.
إنني العربري الشهيد الذي لم يمت
في ربيع الغضب
أنكرتني القبيلة حين تلونت بالاخضرار
كفرت بلون اللّهب 19
التجليات اليوسفية هنا تتوسل الآيات القرآنية خطابا يذهل القارئ و" تجعله يقف على شاعرية قلّما توفرت للشعراء الشباب إذا استثنينا قلة قليلة " 20 .فالذات الشاعرة تسمو إلى المقدس (الحضرة) تبتغي لها زمننا آخر
طيف "عقبة "، كان يلوح لي بالمزامير،،
يغمرني بالمنى ،،
هل أعدل خارطة الأزمنة 21
ثم تعود في حالة نزول إلى الأسافل ، إلى المدنس آملة بنبرة استشرافية ظهور وطن لها يشتهيها
أتسامى كما الروح ، فوق الرّياح ، وفوق الزمان
وفوق المكان ، وفوق الحكومة و البرلمان ....
وسوف أحط من الملكوت ،،
سأعود غداة تزلزل تلك الممالك زلزالها
وجبال " الزبربر " تخرج أثقالها
ويعود الحمام إلى شرفات البيوت 22
بهذا فالعنوان الشعري" تجليات نبي سقط من الموت سهوا " مشحون دلاليا بـأسطورة النبي المخلص للإنسان والوطن والكلمة على السواء، والشاعرية عند وغليسي هي نبوة وعظمة لأن "المصطلي بجمرة الشعر اللاهبة والعارف حقا بقداسة الشعر وعذابه وعذوبته لا يمكن إلا أن يحني هامته أمام الشعر، ولا يمكن إلا أن يقشعر له البدن وترتعد له الفرائص أمام لحظة الشعر الخارقة و الحارقة كما يرتعد النبي لحظة هطول الوحي أو نضوبه"23 ، يتوالد من العنوان الشعري نص يتكون من أحد عشر مقطعا /كوكبا ، من اللافت أن المقاطع لم تحظ بعناوين إذ اكتفى الشاعر بترقيمها ومع ذلك لا خيط يجمعها إلا صوت الشاعر المتنقل بين أهل الحضرة مستجيبا إلى نداء الرغبة في الاحتماء بمن يشاكلها في الألم و العذاب .
تعيدنا هذه المقاطع الأحد عشر إلى رؤيا النبي " يوسف عليه السلام" ( قال يوسف لأبيه يا أبتي إني رأيت أحد عشر كوكبا و الشمس و القمر رأيتهم لي ساجدين) 24 ،وهي هنا رؤيا يوسف الشاعر الحلم المسيطر على الذات منذ الطفولة الذي غدا في هذه النصوص الشعرية مركزا دلاليا ، حتى إننا نكاد نجزم أن ربة الشعر التي زارت يوسف -سنة 1987- قد أبت أن تبعد حلم النبوة عنه بل من اللافت أن يتحول الحلم إلى سر الشاعرية المتميزة عند هذا الوغليسي.
أخطأتني النبوة في البدء ....عاودني الحلم
ورثني أبي خاتم الأنبياٍٍٍء
أرسلني كالسراب إلى جهة الريح
أحمل زبقة في يدي ... وكتابي المقدس 25
في الأخير لنا أن نقول :
العنونة الشعرية الوغليسية بيعة مشتعلة ، أثر مفتوح قابل للتفجير الدلالي و التأويلي فمساحيق العنونة لديه علامات دلالية بامتياز، وبذلك لم تعد العناوين لافتة مجانية تعلق على ظهر الغلاف مجانا بل مساءلة دلالية تحدد هوية النص ووجوده و تشي بوعي الكتابة.
مصادر الدراسة ومراجعها :
* يوسف وغليسي : شاعر وناقد جزائري
1- نبيل منصر : الخطاب الموازي للقصيدة العربية المعاصرة ، دار توبقال ، بيروت / الدار البيضاء ، 2007 ، ص 40 .
2 - جميل حمداوي : السيميوطيقا و العنونة ، مجلة عالم الفكر ، مجلد 25 ، عدد 03 ، تصدر عن المجلس الوطني الأعلى للأدب والفنون ، الكويت ، 1997، ص 34 .
Chareles . Grivel : production de l’intérêt romanesque , mouton, paris , p175-
4 - سعيد يقطين: الرواية والتراث السردي، ط1، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 1992، ص50 .
5 -محمد لطفي اليوسفي : لحظة المكاشفة الشعرية " إطلالة على مدار الرعب " ، طبعة جديدة ، سراس للنشر ، تونس ، 1998 ، ص210 .
6- المرجع نفسه : ص 219 .
7 - يوسف وغليسي: تغريبة جعفر الطيار، ط1، دار بهاء، قسنطينة ، 2000، صفحة الإهداء .
8- المصدر نفسه : ص 56
9 - محمد بنيس : كتابة المحو ، ط1 ، دار توبقال ، الدار البيضاء / بيروت ، 1994 ، ص 67
10 - خالد حسين حسين: شؤون العلامات من التشفيرإلى التأويل، ط1، دار التكوين، دمشق، 2008، ص47
11 - بوحمالة بنعيسى : في الشعرية المغربية المعاصرة الناجز و المنجز ،ضمن كتاب في الشعر المغربي المعاصر ، دار توبقال ، الدار البيضاء ، 2 ، ًص
- يوسف وغليسي : تغريبة جعفر الطيار ، ص 11
- المصدر نفسه : صفحة نفسها
- المصدر نفسه : ص 40
15- المصدر نفسه : ص 3
16- محمد لطفي اليوسفي : لحظة المكاشفة الشعرية ، ص 21 .
17 - ميلود لقاح : استلهام التراث في تغريبة جعفرالطيار للشاعر الجزائري يوسف وغليسي ، صحيفة المثقف الإلكترونية ، 23 نوفمبر 2006 ، WWW .almothaqaf .com
- يوسف وغليسي : تغريبة جعفر الطيار ، ص 22
19- المصدر نفسه : ص 23
20- ميلود لقاح : استلهام التراث في تغريبة جعفر الطيار ،www. Almothaqaf. Com
21- يوسف وغليسي : تغريبة جعفر الطيار ، ص 3
22 نبيل منصر : الخطاب الموازي للقصيدة العربية المعاصرة ،ص 283 .
23- سورة يوسف : آية 04
24- يوسف وغليسي : تغريبة جعفرالطيار ، ص 32