الخلاصة النظرية
نخلص من ذلك إلى مقالة نتيجتها الكلية أن الله كموجود بكل الصفات والأسماء والأحوال التي هو عليها حقيقة,لا ننكر منها شيء ولا نعطل منها حال ولكن بقياساته هو بقانون وجوده هو لا بقانون وجودنا الممكن في الوجود فهو خارج الزمان لأنه خالقه وخارج المكان لأنه مبدعه,لاينطبق عليه كيف لأننا لا نعلم جوهره وعرضه ولا نؤينه بآين لآنه قبل الآين والأوان,فهو وجود منفرد منفصل مستقل, لانعلم منه إلا ما علمنا هو به وبين لنا فيها صورا نقبلها بكيفها وكونها كما هي على التسليم بما هي كما هي لا نتأولها إلا بالطريق الذي وضعه الله,فالتأويل منا أما أن يبنى على الأحتمال فيكون أستدلالنا عليه
باطل,أو يكون على يقين واليقين يستوجب الأتصال بالمعلوم أتصالا حسيا شعوريا أدراكيا وهذا محال علينا لأن وجودنا لا يلاقي وجود الله لأنه موازي له والمتوازيان لا يلتقيان بالمستوى الأفقي ولكن بالمستوى الدوراني يكون وجودنا الموجود الممكن محكوم وتابع لوجود الله والله كقوة حاكمة هو الذي يقرر مستوى الأتصال وفق مشيئته وأرادته,وقد حال الله بيننا وبينه بحجاب القدرة والعظمة التي لا يمكن لوجودنا أن يتجاوزها بعلية وسبب هو مقدره{وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }الأعراف143.
هذا في وجود الموجود الأول الباعث فهو ليس عين الوجود بمعنى كون الوجود واحد ولكنه عين الوجود بمعنى الأفاضة والتنبع,فالعين كموجود يختلف عما ينبع منها وإن كان ما ينبع منها هو منها محلا ولكن كلا الوجودان مختلفان جوهرا وعرضا,فالله عين الوجود,بمعنى أنه المحل الذي تفيض منه الموجودات ومنه تصبح بالشاكلة والأصل ولكنه ليس عينها أي ذات الوجود,فالقول به كفر صريح.
أما الوجود الممكن في الوجود فهو محل الشيئية والمستحل لها والتي هي كانت في خزائن الله نزلها بقدر معلوم وفق قانون الأشاءة والأرادة محكوم بقانون الوجود الذي هو متصل سيال متواتر له أول وله أخر,من الشروط أولية وبقانون العلية بالأسباب الطبيعية ليكون عرضا وجوهر,منضبط بقانون الشيئية الثانئية الزوجية ليكون بالتالي نتيجة نهائية وظاهرة حسية تفيد بالنتيجة الغائية أن كل الوجود الممكن على نوعين وجود ممكن مغيب في الوجود وأخر حضوري مشهود وهما الأثنين شيء الله (الزوجين) المختلفين وليس وجودا واحدا لأن الله عندما يسن سنة تكون ماضية لا يعطلها فهم معين ولا تخرج عن علمه بتأويل في غير محله {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }آل عمران191,فالخلق الوجودي كموجود ممكن غير وجود الخالق وأنه مخلوق بالحق أي بالقانون المؤدي للحق.
الفقير لله
الدكتور عباس علي جاسم
لليلة سبع من شعبان المعظم عام 1431 هجري
السويداء_سوريا