"مشروع سفر" يخطو نحو جنوب النيل.. اخطوا معنا
كما اختاره أصحاب سفر، يأتي شعار حملة سفر للمشاركة المجتمعية "أنسج رحلتي لتتسع رؤيتي" منسجما مع تجارب الشباب العربي المستفيد من منح السفر، فمن خلال الفرص التي حصلوا عليها كان لهم فرصة اكتشاف ذواتهم وتعميق رؤيتهم كما جاء في تأملاتهم التي أرسلوها لتوثيق تجارب لا تنسى بالنسبة لهم.
منذ انطلاقته في عام 2006، ساعد مشروع سفر الشباب العربي على البدء برحلة تعلمه الخاصة، فلكل شاب وشابة الحق في اختيار البلد الذي ينوي/تنوي زيارته، ولكل شخص الحق في اختيار مجال الاهتمام الذي يستهويه ولذلك جاءت كل تجربة من تجارب 342 شاب وشابة مميزة لا تشبه غيرها الا في فكرة التعلم والسفر كأداة.
يؤكد على أهمية التعلم الذي سافروا من أجله أن 40 % من المستفيدين غيّروا مسار عملهم بعد العودة، وفسروا اختيارهم بأن الرحلة جعلتهم ينظرون بمنظار مختلف للأمور من حولهم. غيرهم من الشباب، لم يغيّر مسار عمله بل اكتسب من الرحلة ما جعله يجد نقطة الانطلاق الحقيقية لمبادرته الخاصة، من هؤلاء روان بركات من الأردن، وهي شابة كفيفة حلمت منذ طفولتها بإنشاء مكتبة قصص صوتية للأطفال المكفوفين.
سافرت بركات بدعم من سفر إلى لبنان لحضور مهرجان أفلام للأطفال والشباب، ألهمتها الشخصيات التي قابلتها والتي بحسب قولها "كانت تعمل بظروف أصعب بكثير من تلك التي أمر بها"، رحلة سفرها ساعدتها في بلورة مبادرتها وايجاد الهام يدفعها إلى الأمام فأسست "رنين" وهي مؤسسة غير ربحية تُعنى بقصص الأطفال في عام 2009.
كما أن التعلم من خلال التجوال لم يقف عند هذا الحد، فقد كان للتعلم الذي يغوص في أعماق الذات قسطا وافرا من التجارب. وتحكي المخرجة الشابة أسمى بسيسو قصتها، وهي تكتشف الأوجه المتعددة لهويتها من خلال السفر، فبين غزة ودارفور والولايات المتحدة وغيرها اكتشفت بسيسو بداخلها هوية متعددة الأوجه أظهرت جوانبها في أفلامها الوثائقية لا سيما فيلمها "تروحي سالمة وترجعي غانمة".
لغنى التجارب التي دعمها سفر، وايمانا من القائمين على المشروع بضرورة استمراريته ليظل ملهما للشباب العربي ليكونوا مبادرين، وفاعلين في مجتمعاتهم، تم اطلاق حملة المشاركة المجتمعية في عام 2009 حتى يتحمل كل طرف مسؤوليته وليكون المجتمع المحلي هو الداعم الرئيسي للشباب الباحثين عن الفرص بدل أن تكون فرصهم مرهونة بالتمويل الخارجي.
فكل شاب وشابة، كل مؤسسة وكل فرد يستطيع أن يُقدم لسفر ويدعمه ماديا ومعنويا وبالجهد الذي يبذله ليسهل تجوال الشباب العربي. يستطيع الأفراد أن يساهموا بايجاد أماكن اقامة للشباب القادمين إلى بلدانهم، أو المساهمة بإعداد دليل سفر الذي يعرف الشباب بالبلاد التي سيزوروها، أو التبرع بعوائد يوم واحد من عملهم لدعم المشروع، كل بحسب قدرته يستطيع أن يكون طرفا في استكمال الرحلة.
مشروع سفر-استكشاف ياتي ليضيف للعمل الشبابي ويبحث في دعم تجوال الفنانين في منطقة حوض المتوسط، وهو مشروع يؤمن بأهمية التثاقف من خلال السفر.
في اللقاء الاقليمي السادس، والذي على غرار اللقاءات الاقليمية السابقة يضُم أفراد ومؤسسات فاعلة في الوسط الشبابي، سوف يتم تخصيص اللقاء للبحث في التجوال من أجل التعلم. من أجل تكريس هذه الثقافة، سيضُم اللقاء كل المهتمين والناشطين في مجالي التجوال والسفر من منطقة شمال افريقيا ويمنحهم فرصة الحوار، تبادل الخبرات والتجارب، التخطيط للتعاون والتنسيق، العمل على تأسيس صناديق سفر محلية ودعم الموجود منها والتعاون لاطلاق دليل سفر.
سيكون اللقاء الذي سُيعقد في السودان في الفترة ما بين 8-10 ديسمبر 2010 لقاءا مخصصا للتجوال قلبا وقالبا، حيث سيتم ترتيب رحلات برية وبحرية لنقل المشاركين من والى السودان بما يكرس ويطبق فعليا فكرة التجوال. لقاء السودان هو فرصة لتخطيط مستقبل أفضل للشباب العربي المُبادر والباحث عن "خيط تعلم".
للمزيد من المعلومات حول اللقاء الإقليمي السادس لسفر:
http://safarfund.org/EventsViewer.aspx?NewsId=701