فجأة وبدون سابق إنذار تغيرت التصريحات والمواقف ، تحول المتآمرون إلى رعاة وطنيين ، والمشاهدون إلى شركاء متضامنين، ما الجديد؟ ما الذي حدث ؟ عباس الرئيس السابق لما يسمى السلطة الفلسطينية والذي رفض التواجد أثناء الحوار الفلسطيني في مصر وأراد مجرد الحضور لإلقاء كلمة ثم ينصرف! "لا أدري إلى أين؟"
وكأنه مراقب دولي وليس شريكاً فعلياً تحول فجأة للمطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية، أليس هو وشركاؤه "فريق دحلان والمشهراوي وأبوشباك" الذين رفضوا المشاركة في أول حكومة بعد انتخابات يناير 2006 ثم أفسدوا اتفاق مكة وحكومة الوحدة الوطنية المشكلة بناءً عليه ، لماذا هذا التغير؟ هل لأن المقاومة بصمودها المبهر أطاحت بكل طموحاته وأحلامه؟ وأن الدبابة التي كانت معدة لحمله داخل غزة قد دٌمرت؟ أم أنه أيقن التزايد الرائع لشعبية حماس والمقاومة وأنهم فرضوا أنفسهم على الجميع؟ أم أرعبه التنسيق الناجح بين فصائل المقاومة بما فيها شهداء الأقصى ؟ أم وصلته تقارير الاستخبارات ومراكز الأبحاث الأمريكية التي أشارت على أوباما "الذي أصابه الخرس أثناء المحرقة الصهيونية"أن يتفاوض ولو عبر وسيط مع حماس لأنها الواقع السياسي والعسكري على الأرض؟ أم أنه أيقن أن الوسيط المصري غير النزيه لم يعد الراعي الوحيد للملف الفلسطيني بعد دخول أحفاد العثمانين العظماء وإصرارهم اعتبار حماس وعدم تهميشها ؟ أم أن مليارات الدولارات الموعودة لغزة الجريحة قد أسالت لعابه وهو ومجموعة رجال أعمال السلطة الذين يتعاملون مع القضية بفكر تجاري بحت؟ ماذا يريد الرجل هو وزمرته؟ ولماذا دعاه الرئيس مبارك لقمة شرم الشيخ وتضامن معه ملوك ورؤساء وأمراء العرب فدعوه لقمة الكويت وهو فاقد الشرعية القانونية والشعبية ؟ ألا لأنهم في هذا الهم سواء؟ ولماذا عاد الرئيس مبارك "بعد تصريحاته القوية" ليعلن أن الفصائل التي لن تتجاوب نقول لها إن الله لا يساعد إلا الذين يساعدون أنفسهم؟ هل هو إصرار على تحميل المقاومة وحماس مسؤلية كل الأزمات؟ ولماذا التهديد والابتزاز بأنه لا استقرار ولا مصالحة ولا فتح للمعابر بدون مصر التي تتبنى عباس ؟ ولماذا يؤكد نبيل عمرو سفير السلطة في مصر أن ملف المصالحة لمصر حصرياً ؟ نعم لا يمكن تجاوز الدور المصري في هذا الملف دون غيره، ولكن أليس من حق أطراف النزاع اختيار الوسيط الأنسب خاصة بعد انحياز الوسيط الأول لطرف دون طرف وللآن؟ إلى متى سيتاجر رجال المال والأعمال الجالسون على مقاعد الحكم بإنجازات الشعوب وجهادها ؟ وهل ستصدق رموز وقادة الجهاد هؤلاء فيسرقون النصر و يحولوه إلى هزيمة أو إلى نصر للعدو الصهيوني؟ جربوا هذا السيناريو مع حزب الله في يوليو 2006 لكنهم فشلوا ، حذار يا حماس ياأمل كل المقهورين والمظلومين في الأرض ، حذار يا حماس يا رمز الصمود والتحرر، أن يسرقوا النصر فإنه ليس حكراً لك بل هو نصرنا جميعاً، نصر شعوب الأرض التي انتفضت من أقصاها لأقصاها تقول نعم لشعب غزة ونعم للمقاومة ونعم لحماس ، حذار يا حماس منهم جميعاً ومن عباس .
إشارة
** تحية للنائب الدكتورناصر الصانع ونواب البرلمان الكويتي وفاعليتهم الحضارية تعبيراًعن رفضهم حضور عباس قمة الكويت خاصة وأنه لم يعد رئيساً للسلطة منذ التاسع من يناير الجاري، وطلبهم حضور المقاومة صاحبة الشأن والفعل.