سمعت من أحد مقدمي البرامج التلفزيونية المشهورين حين كان هناك اتصال هاتفي من أحد المشاهدين وقال له المشاهد ما معنى الإرهاب فرد عليه لم يتوصل العالم لمعنى دقيق للإرهاب ولعلنا نتسائل ما معنى الإرهاب؟
لو أن خلافاً نشب بين انسان وأخيه فـ الإنسانية وانتهى هذا الخلاف بقتل أحدهم للآخر هنالك تصبح المشكلة في القتل وليست في القضية المتنازع عليها.
ولو إفترضنا أننا في بلدة كل من فيها علماء في الدين الإسلامي ويتشددون فيه ولا يعلمون شيئاً عن القانون فإنهم إذا رأوا رجلاً محصناً في وضع الزنا الفعلي وجب عليهم قتله ففي الدين الإسلامي وجب القتل على ثلاث رجل كفر بعد إيمانه ورجل زنا بعد إحصانه ورجل قتل نفساً زكية بغير
نفس فإن هم قتلوه فقد فعلو ما وجب عليهم فعله وهو أصح الصحيح ولكن إذا إفترضنا أن هذه البلدة في مصر فإنهم مساءلون أمام القانون لأن الزنا في القانون المصري على الشاب غير المتزوج ليس عليه عقاب إذا فعل فعلته بالتراضي مع الزانية ولكن إذا كان الزاني محصناً أي متزوجاً وزنا في بيت الزوجية فإنه يعاقب بالسجن مدة لا تزيد عن ستة أشهر كما نصت على ذلك المادة رقم 277 من قانون العقوبات ومادون ذلك ليس على الزاني جناح إلا إذا زنا بإمرأة محصنة وثبتت عليهما الواقعة وهنا يعاقب بالسجن مدة لا تزيد عن سنتين ويمكن لزوج تلك المرأة أن يعفو عنه كما نصت على ذلك المواد رقم 274 و رقم 275 من قانون العقوبات وتقع هذه العقوبة على الزاني إذا لم يكن محصناً أيضاً فقضية القانون ليست الزنا إنما القضية التي يعاقب عليها القانون هي الخيانة الزوجية ولا يقع على هذا الزاني المحصن حد الله وهو القتل إلا إذا قتله زوج تلك المرأة حال تلبسهما بالزنا كما نصت على ذلك المادة رقم 237 من قانون العقوبات ولا جناح ولا لوم على الزوج إذا قتل الزاني حتى ولو كان الزاني غير متزوج وإذا قتل أهل البلدة هذا الزاني وهذا ما فرض دينهم عليهم فعله فهم مساءلون أمام القانون بتهمة قتل نفس عمداً من غير سبق إصرار أو ترصد كما نصت على ذلك المادة رقم 234 من قانون العقوبات والمثال السابق من وحي الخيال المدمج بالواقع الأليم حيث الخلاف بين الدين والقانون وبالإمكان إعطاء أمثلة شائكة ومعقدة أكثر من هذا ولكن إخترت هذا المثال لتجنب الوقوع في الخطأ ومن هنا يمكن إعطاء عدة مفاهيم للإرهاب :
أولاً الإرهاب عقيدة راسخة في قلب الإرهابي فهو يقتل الأطفال والنساء والشيوخ ويرى ويصر أن هذا هو الصحيح وأن هذا ما يجب عليه فعله .
ذلك لأنه اعتقد في فكرة ما أعطاها له أو أوحاها أو صورها له شخص ما أو فكر ما حتى أن هذه الفكرة سيطرت على عقله وقادته لفعل ما رسمته له أياً كان هذا الرسم فإذا كانت هذه الفكرة تصور لخياله أنه إذا قتل طفلاً ما نال السعادة في دنياه فإنه بلا شك سيفعل .
ثانياً قد يكون الإرهاب وسيلة جهة ما لتحقيق غاية ما أو قد تكون وسيلة شخص ما لجلب نفع ما .
فإذا تخيلنا أن هناك جهة تبغض رجلاً ناجحاً له مشاريعه فبالإرهاب تعمل لإيقافه وإفساد أحلامه وآماله وذلك بتدمير مشاريعه أو بأي وسيلة كانت ومن خلالها يموت مئات الأبرياء ليس لهم أي صلة إلا أنهم يسترزقون من ذلك الرجل ويتحقق ذلك على أي شيئ كان قرية تبغض قرية دولة تبغض دولة ولو كنا نصدق أفلام الخيال العلمي لقلنا كوكب يبغض كوكب وقد يكون الإرهاب وسيلة شخص أو قاتل بالإيجار للحصول على المال
ثالثا ليس لإنسان أن يقتل نفساً واحدة فيما دون ذلك إلا إذا كان غير عاقل أي مريض أو مختل عقلياً .
وكل ما سبق قوله هو نوع واحد من الإرهاب يسمى الحرب مع الله وأسموه علماء الدين الإسلامي الحرابة وقال تعالى في ذلك بسم الله الرحمن الرحيم "إنما جزاؤا الذين يحاربون الله وسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أوتقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم"
ولكن هناك صور كثيرة للإرهاب فلو أني انفردت برأي وتمسكت به في أمر غير شخصي ووجبت فيه المشورة فانا إرهابي ولو أني انتهكت أعراض الناس بالفعل أو بالقول فأنا إرهابي ولو مساري انحرف عن مسار النظام فأنا إرهابي ولو أني تعديت على حق الغير فأنا إرهابي .
وختام الكلام اترك السلام لحين تحسن الظروف .
أحمد طلعت