لقد سبق أن قلنا قبل قليل أن "بالمدرج "و" في الجريدة "و " أ أنت رجل ؟ " أنها تتشكل من عناصر مستقلـة ومنفصلة لكل منها قيمته التعبيرية ، فهذه العناصر هي التي اصطلح على تسميتها بـ" المورفيمات " Morpheme فـ " الباء " و " في " و " المدرج " و " أ " همزة الاستفهام و " أنت " و "رجل " كلها مورفيمات أو مونيمـات Monemesعلى حد تعبير مارتيني ، وعليه فالمورفيم هو أصغر عنصر دال ويسمى
(( بأسماء مختلفة بحسب وجهـات نظر الباحثين منه السيم " Seme "، " “ Sememe ، "Semiene " مؤلف، جزء، مكون والشائع من المصطلحات المستعملة في البحوث الدلالية وبخاصة عند الغربيين هو السيم .)) (1)
والمونيمات عند مارتيني تتكون (( من شكل ومعنى أو من دال ومدلول )) (2) وهي قسمان: (( مونيمات معجمية وهي وحدات تنتمي إلى قائمة مفتوحة قابلة للإثراء كالجذور والأسماء والأفعال . ومونيمات نحوية : وهي تنتمي إلى قائمة مغلقة كالسوابق واللواحق والوزن، وبعض حروف المعاني واسم الإشارة ، واسم الموصول.. فهي لا تتغير دون إحداث تغيرات أساسية في اللغة . )) (3)
وهذا يعني أن المورفيم يتألف (( من شكل ومعنى أو اصطلاحا من دال ومدلول )) (4)، أي أنه (( أصغر وحدة ذات معنى ، وربما كان من الممكن كذلك أن يوصف بأنه سلسلة من الفونيمات ذات المعنى التي لا يمكن تقسيمهـا بدون تضييع المعنى أو تغييره. )) (5) ، وقد يراد بالمورفيم عند البعض القرنية وهي (( أداة وظيفتها الأساسية إعطاء لفظة ما مدلولا إضافيا كالوصف أو التنكير أو التخصيص أو التعريف أو العدد هذا على سبيل المثال لا الحصر ففي المثال : قرأَ الولدُ كتاباً مفيداً ، نلاحظ أن أداة التعريف في" الولد " والتنوين في " كتاباً " والصفة "مفيداً " التابعة للفظة " كتاباً " تشكل قرائن تضفي على مدلولات اللفظات الواردة في الجملة مدلولا إضافيا يحب أن يؤخذ بعين الاعتبار في التحليل اللساني لمدرج الخطاب .)) (6)
والجدير بالإشارة أنه قد يراد بالمورفيم أحيانا (( الكلمات الوظيفية : Function words ، ويستعمل بكثرة ليشير إلى الكلمات الصغيرة مثل " ال "و" بعض " وعلامة التنكير في الإنجليزية والتي تقوم بدور العلامات المميزة في الجملة وكثيرا ما تحذف من العناوين ، ولكن إسقاطها من ناحية أخرى قد يسبب خلطا فلو قلنا مثــلا : The water is pure ، فوجود علامة التعريف يحدد أن المراد قدر معين من الماء بعينه ، وحذفها يدل على أن المراد التعميم.)) (7)
ويرى تشومسكي من جهته (( أن الصرفية هي أساس البناء الصرفي اللساني ، وهي أصغر وحدة لسانية ذات معنى )) (8) ، وهذا ما كان لبلومفيلد قد سبق أن أشار إليه حيث يقول :(( إن الفونيمات تنتظم في سلسلة كلام ويتم التمييز بينها عن طريق المقابلة بين عناصرها المتماثلة وغير المتماثلة من المورفيمات الدلالية التي يرتبط فيهــا الصوت بدلالة لغوية معينة ، ينتقل منها معنى دلالي آخر في تركيب مورفولوجي جديد )) (9) ، ومن هنا فهو يميز(( بين ما يسمى بالمكونات المباشرة أو الأولية والمكونات النهائية للتركيب الجملي ، والمكونات المباشرة هي فـي حقيقة الأمر المباني الصرفية التي تتكون منها الجملة ، فمثلا : أكرمَ رئيسُ الجامعةِ الطلابَ مكونة من : أكــرم + رئيس الجامعة + الطلاب ، وكل عنصر من هذه العناصر مكون من مورفيمات أقل منها كما يلي : ـ أكـرم + رئيس الجامعة = رئيس + الجامعة + رئيس + ال + جامعة + الطلاب = ال + طلاب .)) (10)
نتبين مما سبق أن هذه المكونات الأولية لهذه الجملة هي عبارة عن كلمات مشكلة من مورفيمات وردت في شكل مكونات نهائية يعكسها تركيب الجملة،وعليه يمكن القول إن الكلمة التي تتشكل في الأساس من فونيمات قد تلحقها أحيانا مورفيمات ، ويختلف تركيبها باختلاف موقعها من الكلمة التي تلحقها إذ نجد من المورفيمات ما يلحـق أول الكلمة وهي ما يعرف (( Préfixes المشتقة من الكلمة اللاتينية Praefixeursالتي تعني لاصق أمامي وفي اللسانيات يراد بها العناصر التي تضاف في أول الكلمة وتغير من معناها " على سبيل المثال : re في refaire)) (11)
ومنها ما يأتي في آخرها ، ويعرف هذا النوع من اللواحق بـ (( Suffixes، وهي كلمة مشتقة من اللاتينية : Suffixus وتعني لاصق ، تحت ، وفي اللسانيات يراد بها العناصر التي تضاف إلى جذر كلمة لتشكل كلمة جديـدة تسمى المشتق )) (12) ، ومنها ما يأتي متداخلا مع فونيمات الكلمة وهي ما يعرف بـ ((Infixes ، وهي كلمــة مأخوذة من اللاتينية:Infixus التي تعني مدمج ويراد بها في اللسانيات العناصر التي تدمج في داخل الكلمة خاصة بداخل الجذر لتغيير مدلوله وقيمته النحوية )) (13) ، مما يجعلنا (( أمام أوضاع مختلفة :
ب ـ الكلمة قد تحتوي على أكثر من مورفيم ، وتكون هذه الوحدات متتالية بطريقة خطية مثل: "الكتاب، خرجت سمعتهم ، مسلمات ، مسلمون " .
ج ـ الكلمة قد تحتوي على أكثر من مورفيم ، وتكون الوحدات متداخلة بعضها في بعض مثل :"رجال ، أحصنـة طيور ، مكاتب .)) (14)
الملاحظ أن بعضا من هذه الكلمات (( يحمل معنى الجمع ، وإذا قارنا بين " مسلم والمسلمون "و " المسلمــة والمسلمات "و" المكتب والمكاتب " فإننا نرى أن في حالتي جمع المذكر السالم والمؤنث السالم يمكن عزل المورفيم الدال على الجمع في آخر الكلمة "ـُون ، ـَات " بينما تتعذر هذه العملية في جمع التكسير ، هل هذا معناه أن مورفيـم الجمع غائب ؟ بالطبع لا لأن مدلوله وارد ولكن شكله لم يعبر عنه بطريقة خطية .)) (15)
ومن هنا نخلص إلى القول إن المورفيم وبخلاف الفونيم لا يحترم دوما مبدأ الخطية ، وهذا ما قد يؤدي أحيانا إلى صعوبة تحديده وتمييزه عن فونيمات الكلمة ، إلا أنه يمكن ـ ومن خلال المقارنة بين جموع التكسير "رجال ، أحصنة طيور ، مكاتب " بما يقابلها في المفرد " رجل ، حصان ، طير ، مكتب "ـ تجاوز هذه العقبة حيث نستطيع أن ندرك المورفيمات التي حولت معنى هذه الكلمات من المفرد إلى الجمع ، وهي هنا " الألف " في " " رجال " و " مكاتب " و " الهمزة "و " التاء المغلوقة " في " أحصنة " ، و " الواو " في " طيور ".
ومما سبق نتبين أن المورفيمات في العربية وعلى غرار اللغات الأخرى قد تأتي :
1 ـ منفصلة منعزلة : وهي ما تعرف بالمورفيمات الحرة Free morphemes وهي (( ما تعادل ـ على وجـه التقريب ـ ما يعرف بالأصل أو الجذر: Root أو Stem .)) (16) ، والملاحظ أننا (( نجد بعض اللغويين المحدثين يفضلون استعمال مصطلح Formant للمورفيم الحر ، مخصصين مورفيم للنوع المتصل فقط أو الذي يمكـن أن يوصف بأنه يدل على فكرة إضافية . )) (17)
ويندرج ضمن هذا النوع الحروف والأدوات مثل " في ، على ، من ما…إلخ "وأسماء الإشارة مثل " هذا ، هذه … إلخ " والأسماء الموصولة مثل " الذي ، الذين ، التي ، اللاتي..إلخ "، وهي كما نلاحظ (( وحدات مكتفية بذاتها تتضمن دلالاتها الوظيفية في بنيتها المستقلة مثل / اليوم ، غدا ، أحيانا غالبا…/ فالعلاقة التي تربط اللفظم المستقـل ببقية الملفوظ ليست قائمة على أساس موقعه في السياق الكلامي بل هي قائمة على أساس دلالته الذاتية .)) (18)
2 ـ متصلة : Bound morphemes ، وهي التي (( تعرف بالنهاية التصريفية أو التغيير الداخلي )) (19) في الكلمة ومنها ما يتصل بالاسم أو الفعل أو الحرف ، وهي على ضربين :
ـ السوابق:وهي التي تسبق الاسم أو الفعل أو الحرف مثل "ال" التعريف، وحروف الزيادة في الأفعال "سألتمونيها " وغيرها. ويدخل ضمن السوابق ما يعرف بالموجه : Modality وتمثله ((حروف مثل " السين " أو " ســوف " أو " قد "، فهذه الحروف دورها تكييف معنى الزمن للفعل فـ " قد " مثلا تدل على تمام الحدث أو وقوعه بالفعل "عندما يكون الفعل ماضيا "وتدل على التشكك أو الإمكان " مع الأفعال المضارعة ".من جهة أخرى تدل "سوف " على معنى المستقبل وكذلك " السين " ، فهذه الحروف " الموجهة " تأتي في الرتبة بعد المصدري … وقبل النفـي ، والنفي يتبع الموجهات ، وكذلك يسبق التطابق والزمن .)) (20)
ـ اللواحق : وهي التي تلحق آخر الاسم أو الفعل أو الحرف كالضمائر المتصلة ، وعلامات الجمع وغيرها . ومـن ذلك على سبيل التمثيل (( فإن علم اللغة التركيبي الحديث يصف Dog و " S " كليهما على أنهما مورفيمان ، أو وحدتان ذواتا معنى ، تحمل إحداهما المعنى الأساسي للكلمة ، وتحمل الثانية فكرة الجمعية الإضافية ، وعلى كل حال فالتفرقة بين اللفظين ربما تتم عن طريق تسمية الأول باسم المورفيم الحر : Free morpheme أي الذي يمكــن أن
يستعمل بمفرده " والثاني " S " باسم المورفيم المتصل : Boun morpheme " أي الذي لا يستعمل منفردا ، وإنما متصلا بمورفيم آخر. )) (21)
ومدلول الجمع في جمع التكسير يمثلهما دال هو الدال الممتزج / أبطال / .)) (22)
ومن خلال ما سبق توصف اللغة العربية بأنها لغة العزل والتركيب والإدماج والحذف . وهذا ما أدركه علماؤها الذين تنبهوا إلى (( العلاقات الداخلية في التراكيب المختلفة لما يتصل بها من لواصق ولواحق، فإضافة أدوات التوكيد تنقل الدلالة من المستوى العادي إلى مستوى أعمق في تأكيد المعنى ، كما تحقق هذه الزيادة في حجم البنية التـلاؤم بين المستويات الدلالية للنص وحالة المتلقي ، وبذلك يتوقف الارتباط بين أطراف عملية الإبداع الثلاثة : المبـدع والنص والمتلقي )) (24) ، وهذا ما سنتناوله بشيء من التفصيل في أثناء حديثنا عن أضرب الخبر" ابتدائي ، طلبـي ، إنكاري" وعلاقاتها بأحوال المتلقين .(25)
الملاحظ أن في مثل هذه الحالات السابقة يمكن إدراك المورفيمات رسما " كتابة " ونطقا إلا أن هناك حـالات يستعصى فيها تحديد هذه المورفيمات على مستوى الرسم إذا ما جردت الكلمة من الحركات أي الصوائـت ، إذ يتعذر التمييز مثلا بين " ضَربَ ، ضُرِبَ ، ضَرْب " و" قَتَل ، قُتِلَ قَتْل "، ولتذليل هذه العقبة ينصحنا اللسانيـون بالعودة إلى وزن الكلمة واعتبار (( الجذر كسلسلة من الصوامت من دون حركات )) (26)، وعليه تكون " ضَرَبَ " و " قَتَلَ " على وزن " فَعَلَ " بفتح الفاء والعين واللام مورفيمين لهما دلالة خاصة ، و" ضُرِبَ " و " قُتِلَ " على وزن " فُعِلَ " بضم الفاء وكسر العين وفتح اللام تشكلان مورفيمين آخرين يختلفان عن المورفيمين السابقين في المعنى باعتبار أن الصيغة الأولى مبنية للمعلوم والثانية مبنية للمجهول ، إذاً فلا (( شيء يميز بين اختلاف المعنيين إلا وزن المعلـوم ووزن المجهول للفعل "ضرب"، ومنه فإن كلمة " ضرب" تحتوي على جذر مورفيم من بين معانيه .)) (27)
وعلى فعل " ضرب " تقاس بقية الأفعال الثلاثية في الحالتين ، وعليه يعتبر الوزن ليس في مثل هذه الحالة مورفيما بل في جميع الحالات وفي مختلف الصيغ والأوزان الرباعية والخماسية والسداسية على أن يجرد الجذر كما أشرنا آنفـا من الصوائت .
وللتوضيح فلننظر (( الآن إلى الجذر كسلسلة من الصوامت دون حركات ، فيكون تحليلنا كالآتي :
ـ " انكسر " :"Inkasara " مكون من مورفيم الوزن ذي الدال المتقطع " I.N.A.A "والجذر المكون من حروف مرفوقة بحركات : ك س ر / K.S.R .
ـ " كاتب ": مكون من مورفيم الوزن ذي الدال المتقطع"A.A.A. " / والجذر ك.ت.ب /K.T.B /
ـ " استفسر " : مكون من : / ISTA.A.A / و / F.S.R / .. إلخ .
هذا النظرة إلى الوزن كمورفيم له دال متقطع وجذر من صوائت فقط يبسط الأمور ويساير التصور التقليـــدي وبالفعل فإن الكتابة :
ـ فاعل = FAALA = A.A.A .
ـ انفعل : = INFAALA = IN.A.A.A
ـ افتعل : = IFTAALA = I.T.A.ALA
ترينا أن الوزن هو فعلا ذو دال متقطع وأن أماكن الانقطاع هي الحروف : ف.ع .ل .)) (28)
يعتبر الوزن من جهة أخرى من ضمن طرق نماء اللغة وإثرائها إذ يساعد على إنتاج الكلمات ، فمن " فتــح " أو " عشب " مثلا يمكن إنتاج ما لا يحصى من الكلمات الأخرى التي تختلف في المعنى باختلاف الوزن الذي ترد عليه فمن فتح نولد : فَتَّح ، تَفَتَّح ، انْفَتَحَ ، اسْتَفْتَحَ …إلخ ، وهي كلها تختلف في الوزن والمعنى عن الجذر " ف .ت.ح "
الشيء نفسه يقال عن " عشب " وبهذا نقول: (( أن الكلمة في العربية تتكون من عنصرين : بمعنى أن الجذر + الوزن = الكلمة المعجمية . )) (29)
من هذه الأمثلة وغيرها تتجلى علاقة المورفيم بعلم الصرف الذي يعنى بأحوال بناء الكلمات المفردة من حيـث الزيادة والحذف والادغام والإسناد وغيرها ، أي أنه يدرس قواعد تركيب المورفيمات لتكوين الكلمات وكــذا الأشكال المختلفة للحركات في عملية الإسناد ، ويحدد العلاقة (( بين الكلمة والكلمة الأخرى صرفيا ، فالمورفيـم غالبا ما يكون عنصرا أو عدة عناصر صوتية تحدد علاقة الكلمة بغيرها في توزيعها الصرفي من حيث الاسمية والفعلية وجنسها من حيث التذكير والتأنيث ونوعها من حيث الإفراد والتثنية والجمع وغير ذلك . وقد يكون المورفيم هـو موقع الكلمة في الجملة حيث يتبين علاقتها بغيرها من حيث وظيفتها النحوية والدلالية والبحث في كل ذلك يطلـق عليه المورفولوجيا .)) (30)
ولعل ما يثبت صواب هذا الاتجاه هو أنه عند إسناد أي فعل من الأفعال إلى الضمائر المستترة أو المتصلة سواء في الماضي أو المضارع أو الأمر ، يلحق الفعل من المورفيمات ما يدل على المسند إليه " الفاعل " الأمر الذي يجعلنا نميز بين صيغة وأخرى وعلى أساسها يمكن (( أن تحلل الصيغ التي ادعى فيها الاستتار حيث تبين العناصر الصوتية التـي تختص بكل صيغة أدى فيها الاستتار ، فالمورفيم الذي يحدد أن " ضرَبَتْ " فعل مسند إلى المفردة الغائبة هو الصوت " تْ " ، وفي " يَضْرِبُ " مورفيم صوتي هو العنصر الصوتي " يَ "، وهو سابقة يحدد أن الفعل مسند إلى المفــرد الغائب في مقابل " تَضْرِبُ " و " أضْرِبُ " و " نَضْرِبُ " … وكلمة " اضْرِبْ " الهمزة المكسورة فيها مورفيم صوتي يدل هو وسكون الباء وحركة الراء على أن الكلمة فعل أمر للمخاطب المفرد المذكر في مقابل " اضْرِبِي" التي تتميز بعنصر مورفيمي جديد هو الياء الممدودة المتطرفة التي حددت أن الأمر هنا للمخاطبة المفردة المؤنثة ، فالكلمــات " ضَرَبَ ، ضَرَبَتْ ، أضْرِبُ ، يَضْرِبُ " كل منها يتميز عن الآخر بعنصر صوتي هو الذي يبين نوع إسنادهـــا أو بعبارة أخرى هو الذي يبين دلالتها الشكلية على نوع الفاعل وعدده .)) (31)
والشيء نفسه يقال عن المشتقات (( ففي اسم الفاعل مثلا " ضَارِبٌ ، ضَارِبَةٌ ، ضَارِبَان ، ضَارِبَتَان ، ضَارِبُـون ضَارِبَات " العلاقة تتحدد بينهما من حيث دلالتها على الفاعل وعدده باشتمال كل صورة على عناصر صوتيــة تتحدد بها دلالتها على الفاعل .)) (32)
والجدير بالإشارة أنه كان فيما يبدو لابن مضاء فضل السبق في إثارة هذه الفكرة منذ قرون خلت إذ قال بدلالة الفعل بلفظه على الفاعل ، ودلالة الأسماء المشتقة على الصفات وعلى أصحابها (33) ، وهذا ما يتفق ـ وإن كـان هناك من يعارض هذا الرأي ـ والدراسات اللغوية الحديثة ، والملاحظ أن أراء ابن مضاء لا زالت تثير نقاشا حادا جدلا واسعا في أوساط علماء اللغة .
والجدير بالتنبيه كما يمكن ملاحظة ذلك من خلال ما رأينا أن هناك من المورفيمات ما يختص بالفعل فقط ، ومنها ما يختص بالاسم وحده ، ومنها ما يختص بهما معا ، ومن هذه المورفيمات على تنوعها واختلافها ما يتصل بهما ومنها ما ينفصل عنهما ، ومنها أيضا ما هو سابق أو لاحق لهما ، وعليه فهي إما سابقة أو لاحقة .
ـ الهوامش ـ
(1) ـ أصول تراثية في نظرية الحقول الدلالية، الدكتور أحمد عزوز:ب .ط ـ 2002 منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق ـ ص 02
(2) ـ الصوتيات والفونولوجيا ، مصطفى حركات ـ ص : 08 .
(3) ـ اللسانيات العامة وقضايا العربية ، مصطفى حركات ـ ص : 64 .
(4) ـ الصوتيات والقونولوجيا ، مصطفى حركات ـ ص : 08 .
(5) ـ أسس علم اللغة ، ماريو باي ـ ص : 101 .
(6) ـ اللسانيات العامة الميسرة ، سليم باب عمر ـ ص : 85 .
(7) ـ أسس علم اللغة ، ماريو باي ـ ص : 111 .
(8) ـ أئمة النحاة في التاريخ ، الدكتور محمد محمود غالي ـ ص : 12 .
(9) ـ في نحو اللغة وتراكيبها منهج وتطبيق، الدكتور خليل أحمد عمايرة ط1 ـ 1984 عالم المعرفة للنشر والتوزيع جدة ـ ص : 47
(10) ـ م . ن ـ ص : 47 .
(11) - Le petit Larousse illustré : VUEF : 2003 Montréal Quebec P: 818
(12) - Le petit Larousse illustre . P. 972
(13) ـ م . ن ـ ص : 545 .
(14) ـ اللسانيات العامة وقضايا العربية ، مصطفى حركات ـ ص : 45 .
(15) ـ م . ن ـ ص : 45 .
(16) ـ أسس علم اللغة ، ماريو باي ـ ص : 101 .
(18) ـ دراسات في اللسانيات التطبيقية : حقل تعليمية اللغات ، أحمد حساني ـ ص : 17 .
(19) ـ أسس علم اللغة ، ماريو باي ـ ص : 101 .
(20) ـ البناء المتوازي نظرية في بناء الكلمة وبناء الجملة ، عبد القادر الفاسي الفهري ـ ص : 52 .
(21) ـ البناء المتوازي نظرية في بناء الكلمة وبناء الجملة ، عبد القادر الفاسي الفهري ـ ص : 53 .
(22) ـ اللسانيات العامة الميسرة ، سليم باب عمر ـ ص : 75 .
(23) ـ م . ن ـ ص : 77 .
(24) ـ في البنية والدلالة رؤية لنظام العلاقات البلاغية العربية ، الدكتور سعد أبو رضا ب.ط ـ ب.ت منشأة المعارف الأسكندرية ـ ص : 92 .
(25) ـ ينظر ن . م ـ ص : 92
ـ " جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع ، أحمد هاشمي بك ـ ص : 58 .
(26) ـ اللسانيات العامة وقضايا العربية ، مصطفى حركات ـ ص : 58 .
(27) ـ م . ن ـ ص : 59 .
(28) ـ م . ن ـ ص : 49 .
(29) ـ اللسانيات العامة وقضايا العربية ، مصطفى حركات ـ ص : 52.
(30) ـ أصول النحو العربي ، الدكتور محمد عيد ـ ص : 223 .
(31) ـ م . ن ـ ص : 223 .
(32) ـ م . ن ـ ص : 223 .
(33) ـ ينظر ابن مضاء وموقفه من أصول النحو العربي ، بكري عبد الكريم ـ ص : 131 .