قالوا سلام
كنا صغاراً نلهوا في حارتنا الضيقة
.. فجأة.. توقفت كرتنا عن الدوران.. فلم ندري ما
السبب
قالوا لنا اسمعوا هذا العجب
وعد جميل هو ذا قد اقترب
سلام.. سلام .. فلم العجب؟
سلامٌ؟ أحقا سلامٌ؟! فرحنا رقصنا قفزنا.. لقد اقترب
كبر الصغار .. عشرون عاما .. يا ويلتاه
عشرون عاما مات السلام وكبر فينا بركان من
غضب
عشرون عاما صحونا اخيرا .. مشينا عرايا.. ولا
عجب
أحقا خدعنا؟ أحقا ضللنا طريقا فصرنا عقولا من
خشب
أحقا حرقوا أقدامنا بعد كل هذا الصخب؟
نعم انهم وضعوا للحرب ألف سبب وسبب
زفرات ثائر
لأني أحبك حبا لا كحبهم فأنا ... على صليب
قسوتهم هناك أنا ممدود
لأني احبك فأنا على الأشواك أكمل ما تبقى من
عهود
ولأني احبك حبا لا كحبهم.. هناك ُرميتُ من قومي
بأشواك وألبست القيود
نعم انا فلسطيني ثائر على كل السدود
سكبت دموعي على ارض الجدود
قذفت ترابي في وجه ابناء عاد وثمود
اسمعوا مني قليلا قبل يوم لن يعود
توقفوا عن ذبحي فما عدت انتظر الوعود
توقفوا فلن ترهبني اطنان من البارود
لقد أقسمت أن امضي فلسطين وإني لن أحيد
سأمضي شاهرا سيفي لتحيي من جديد
فلسطين افرحي فإن فجرك الموعود قد لاح من
خلف الحدود
ستبقى السكاكر
في عقدنا الأخير أكلنا الحنظل البري ذلك العلقمي
صبح مساء
في عقدنا الأخير
زرعناه في بيوتنا فرادا وجماعات
سقيناه بماء ليس كأي ماء
كبر حنظلنا وامتدت فروعه حتى لامست شرفات
أحلامنا المكلومة
ترى من وضع الحنظل في علب حلوى عمنا
التاجر؟
ترى من علمنا ان نزهو به ونفاخر؟
ترى من جعل أفراحنا ملئى به كامتلاء ليل
الخواطر!
لحظة.. قف يا حنظلنا فلم نعد نقوى على ُمر
الحناظل
الى متى تقذف عالمنا بمر تغادر
الى متى تزور حلوقنا تذيب ما تبقى من تلك
السكاكر؟!
وقفنا طويلا شددنا الحناجر
نسينا ربيعا خريفا شتاءا فلم تعد تجدي ذكريات
المتاجر
أيعقل أن أخا لأخيه يصُبُ له كأس الحناظل!!
أيعقل ان التيه فينا تعدى جبال سيناء الشماخر!
أنبقى دهورا نردد أن لا أخوة إلا برمح وحافر!
فلسطين صبرا فإن الحناظل يوما تزول وتبقى
السكاكر