إن المتمعن في نسج الحواس المرئي يجد ديوانا من النكران المُتَلقَى في الميدان الأدبي والذي يجذوا ليُرى،ليكون عينا ثالثة لنظرية لاقت رواجا في زمانها ،ودمرت مستقبل الباحثين في ميدان الإبداع والنصوص الأدبية ؛فالثورة التي إتبعها ماركس في ثلاثيته المشهورة أو في الاقتصاد الهزاز قد جعل من العالم الابداعي تابعا لرواج أنشودة دامت أكثر من قرن هزت بها كيان الجواري و المنشآت والتحاليل الهستيرية الباهتة للباحث الواعي العربي التي كانت امتداد لهستيرية أوروبافي ميادين سبقت.
فماركس رغم رجعيته وابتزازه المتنامي في كتابه،الا أن إتباعه يعتبر حبل النجاة في الغرب باعتبار أن الكنيسة قد جعلت من الدين الأمر المطلق والوحيد وكل ما عدا ذلك سراب ،فكان لبروز العقل الاوروبي فسحة لبلوغ المنتقى ومسح مجزرة العلماء،وما "ريمو ولينين" إلا امتداد لفكرة عكست وحولت مجرى حياة العالم بأسره ،يقول ماركس:"الله هو الحكاية الأولى ثم العقل والإنسان والتي هي التالية والأخيرة" فكان لولوج الإنسان كفرع من العقل والإله في حقل الاقتصاد وفي عقر دار "هيجل" وثورة انجلترا على التجمع الليبرالي ،هي فرصة لجعل الحقل الادبي أكثر ابداعية وازدواجية في نفس الوقت،فالأدب يخدم المنظمة وما الأدباء الا نخبة جالت مقطورات عدة لترسوا على القضية ومقابلها.
فأندري جيد وبرغسون وغيرهم ممن حملوا لواء المنظمة هم من اوائل امتصاصنا لعبق المسود بأسطورة الاقتصاد الشائعة،وما القرية والمدينة في تحاليل العمالقة الا فسحة ثانية في العالم الشيوعي الذي ما زال يرى بعين ديمقراطية الرواية وسيميوطيقيتها.
فالأجدرمتابعة الأبحاث الادبية بعيدة عن ثورة النخبة وهستيريتهم .وهل معناه أن فهمنا للنظريات النقدية الغربية هومَشُوبَة غُرِسَتْ في عروقنا عبر إبر مخفية ؟فرغم سقوط نظريات وإنبعاث أخرى إلا أن مناطق ما زالت مجهولة في انبنائها العضوي،وما زالت متداولة في تحاليلنا .فهل هو عطل فينا أم في فهمنا أو في عضويتنا للناحية الإبداعية
بقلم :طلحي :صائفة 2010