تنشر جريدة المصري اليوم مذكرات الطبيب مصطفى محمود رحمه الله ، وقد قرأت فيها خلطا كثيرا وزيفا أكثر. وبحكم معرفتي للرجل وقراءتي لكتبه ، وسماعي لبرامجه فإني أجزم أن مصطفى محمود الحقيقي غير ما قدمته المصري اليوم. تركز الجريدة في جزء من المذكرات على ماض كان محمود فيه يتتبع الأفراح والليالي الملاح ، ويقف وراء الراقصات ويرتاد شارعهم وهو شارع محمد علي وأنه أقدم على المحرمات من زنا وخلافه على عادة الشبان.
أولاً ما تفعله المصري اليوم عيب كبير نتج عن خلل في التصور والعقل العربي لماذا؟ لأن القاريء قد تعود في ظل ثقافة ضعيفة أن يبحث عن الشوارد والشواذ في سير الكبار والمشاهير لا لشيء إلا ليشبع داخله بكونه قد هتك سرا ، وأنزل أنف المشهور الأرض ، وبذا لا أحد أفضل من غيره.
لقد وقعت في هذا الخطأ أنا أيضا لما تكلمت عن الابنة غير الشرعية للعقاد ، ولما تكلمت عن كون سعد زغلول كان مقامرا ، وأن محفوظ كان يرتاد شارع كلوت بك المشهور في مصر بالدعارة. هذه مشكلة يجب أن نتخلص منها وإذا ذكرناها يجب أن تأتي عرضا لا عمداً ببساطة لأننا بشر ولأن الضعف الإنساني وارد ، فالأولى أن نتصالح ونتعاطف معه. ولعلي لا أنسى أني كدت أبكي عند حديث الدكتور لويس عوض عن شجونه وحزنه الشديد لكونه عقيماً لا ينجب ، وكلامه في أوراق العمر عن أسرته وأخته المريضة وعائلته التي قاست الكثير من المحن. بل إني تعاطفت معه لما وجدت محمود شاكر الذي أحبه وأجله قد شتمه كثيرا في ردوده عليه في "أباطيل وأسمار". والكتابة كما قلت في مقالي السابق ورطة حقيقية تجعلك أحيانا كثيرة تفتح القلب أمام الملايين لتبوح بما يؤلمك وما يفرحك وما يطربك وما يحزنك ، وليس معنى هذا أن يصير القاريء انتهازيا خسيسا يركز على ما كدر من الكلام ويغفل عن ما صفا. ومرة أخرى فالأديب والفنان الناجح هو من يكثر من قول "أنا" ويحكي عن نفسه بينما لو قالها العالم ولو مرة واحدة لصار فاشلاً ، لأن "أنا" غير واردة في العلم الذي يبنى على الموضوعية لا الذاتية.
أن تقرأ صورة العصر وتاريخه ومراحل التفكير والتاريخ والفلسفة والعلم والإيمان في كتابات نجيب محفوظ ، ومصطفى محمود يعني ببساطة الواقعية كما هي وبدون رتوش إضافية ، وهي الطريقة التي قلد فيها محفوظ بلزاك لكن لكل مميزاته ، ومحفوظ بالفعل عبقرية كبيرة في رأيي سأعود إليها بعد حين إن شاء الله لكن لأثبت أن عصرنا قد تجاوز محفوظ بكثير ولم نعد بحاجة إليه إلا كمثل حاجتنا إلى التاريخ المجرد.
لقد سمعت بأذني مصطفى محمود في برنامج "تسجيلات من زمن فات" على البرنامج العام يحاوره الإذاعي الكبير وجدي الحكيم لمدة ساعة كاملة حكى فيها محمود عن حياته وأفكاره وهمومه واعترف بكثير مما لم يقله في كتبه أو أحاديثه الأخرى.
ما هي المشكلة في كون محمود عاش في عصر كانت فيه موجات الإلحاد وريحه حارة سامة؟ فهو ابن عصره مثلما أننا جميعا مرايا عصورنا. ما هي المشكلة في كون محمود وهو شاب في صدر أيامه وطراءة سنه قد جرب من ملذات الحياة كذا وكذا وأنه بالفعل كان يدور وراء الراقصات وأهل المغنى والطرب. إن محمود مثله مثل أي شاب يبحث عن دور.
وقد دعتني مشكورة قناة الناس للحديث عن مصطفى محمود وكان من بين ما قلته:
مصطفى محمود كاتب قصة لا يشق له غبار ، وباحث متضلع من فنون الأدب والثقافة ، ومثقف متفنن كثير الحفظ ، وكاتب متصرف في ضروب الإنشاء ، وقاريء من طراز رفيع. بل حتى في كتابه الذي صادره الأزهر بموافقة جمال عبد الناصر وأحيل فيه للمحاكمة بتهمة الإلحاد وهو كتاب: الله والإنسان لم يكن تغريدا خارج السرب ، وكونه قد أسند كل شيء إلى الطبيعة وفتن بداروين فما هي المشكلة ولغة عصره كلها كانت كذلك حسب كلامه هو في: "رحلتي من الشك إلى الإيمان". أنا أؤمن بالعلم إيمانا عظيما وأجله إجلالا كبيرا ما دام أنه يسير في خطه والدين يسير في خطه بلا مصادمة ناتجة عن فهوم البشر القاصرة.
مصطفى محمود في هذا الكتاب أخذ الكثير من ابن عربي وتأثر به وما لبث أن عاد فأنكر على ابن عربي أشد النكير في كتابه: "هل هو عصر الجنون" وإذا سئلت عن رأيي أي كتبه أفضل فسأقول على الفور: "أينشتين والنسبية" وهو كتاب أنيق جامع لشتيت الفوائد رغم بساطته. وقد بح صوتي ولن أكف عن الصراخ بحاجتنا للكتابة العلمية ولتبسيط العلم وتقديمه للقاريء العربي بالذات الذي ما يزال يبحث ويناطح بعضه بعضاً في التقاليد والأديان بينما يكشف العالم الأول من حولنا ما لو كشفناه نحن لكنا أكثر الناس إيمانا وسلاما ورحمة وجمالا.
وأما أسلوبه فرقيق ، عذب ، سائغ ، سهل ، رشيق ، والأعجب أنك لا تكاد تجد خطأ نحويا واحدا من أول كتاب له حتى آخر كتاب رغم أنك تكاد تجد هذا كثيرا في كتاب هم ملء السمع والبصر اليوم. ولأنهم قد أخذوا من الشهرة والمكانة الكبيرة مالا يستحقون فكل ما يقولونه يمر ويقبل وأبرز مثال على هذا كاتب التفاهة ومروج الخرافة ولص الكتب أنيس منصور.
لقد ألف محمود 89 كتابا 25 منها في الإسلاميات لكن ما تفعله المصري اليوم ليس غريبا على فهمي وإنما هو في رأيي ما يحاوله كثيرون ومنهم كتاب صحافيون مشهورون على غرار ما قرأت في صفحة كاملة في جريدة الدستور اليومية لحلمي النمنم من محاولة إبعاد مصطفى محمود عن كونه كان من الإسلاميين. كيف هذا وكتابات الرجل وما سمعته بأذني تؤكد أنه كان متدينا حد التصوف رغم آناف الكارهين. رحمه الله.
وهكذا فإن أول خطأ وقعت فيه المصري اليوم هو التركيز على الأمور الشخصية والعيوب الناتجة عن الضعف الإنساني فتظهر الشخصية ظهورا باهتا ، وهذا ما لم يكن يدور بخلد صاحب السيرة ، وكاتب هذه المذكرات ألبتة حسبما سمعته بنفسي في أكثر من لقاء تليفزيوني وإذاعي له رحمه الله.
الخطأ الثاني هو العكس أي محاولة إظهار الشخصية وكأنها رجل المستحيل أو الملاك الطاهر أو القاهر الذي لا يغلب والظافر الذي لا يهزم.
يجب أن أعترف بصعوبة الحكم على الشخصيات المثيرة للجدل ، والتي ينقسم الناس حولها إلى فرقتين متضادتين مثل عبد الناصر وأبو حنيفة وابن عبد الوهاب والعقاد ومصطفى محمود على الاختلاف بالطبع بين كل شخصية من هذه الشخصيات. الأمر يحتاج ميزانا أدق من ميزان الذهب ويقضي باستخدام شديد الدقة للموضوعية والعدل.
مصطفى محمود كان شخصية بالفعل لها تأثير عظيم دارت حولها الكثير من الشائعات ، وحاز شهرة عظيمة بفضل برنامج العلم والإيمان ، وخدمه الأزهر لما صادر كتابه بتهمة الإلحاد فشهره من حيث لم يحتسب.
تقول المصري اليوم بالنص:" لم تكن نشأته عادية، فمن يقرأ وهو فى الثامنة من عمره كتابات داروين وسلامة موسى..." في الثامنة من عمره ويقرأ لداروين وسلامة موسى.....جايز لأن المخرج عايز كده!!!!!!!!!!!!!
وهاك مقتطفا آخر :"لم يكن غريبا أن يكون لى عالم خاص، لأنى أختلف كما رأيتم عن أقرانى، فكنت أتركهم يلعبون الكرة وأدخل عالمى الخاص لأتجول فيه ما بين البطولات والانتصارات بداية من السندباد ورحلاته التى كانت لا تفارقنى والمكتشفين والعلماء وكانت أحلامى كلها بطولات سواء بطولات عسكرية مثل خالد بن الوليد والإسكندر الأكبر الذى كتبت فيما بعد مسرحية تحمل اسمه أو بطولات علمية مثل ماركونى وأديسون." يريدون القول أنه كان طفلا غير عادي ...لا بأس لنكمل.
وعن بذرة الشك التي نشأت بداخله يحكي مصطفى محمود عن إمام المسجد الذي أوصاه وهو طفل قائلا له ولأقرانه:": أنا سأقول لكم على طريقة تقضون بها على الصراصير والحشرات الضارة فى المنزل وهى طريقة دينية عظيمة جدا، وكل واحد يفتح الكراسة وسوف أملى عليكم هذه الطريقة العظيمة الجديدة.. وأخذ يملى علينا كلاماً عبارة عن مزيج من الآيات والطلاسم، ثم قال لنا: الصقوا هذه الورقة على الحائط وسوف تكتشفون أن الصراصير سوف تموت موتاً شنيعاً على هدى هذه الطريقة الدينية العظيمة.. وبالطبع فقد فرحت من كل قلبى، لأننى كنت على استعداد لتصديق كل ما يقول وكتبت كل ما قاله بالحرف الواحد ولصقته باهتمام شديد على الحائط وجلست منتظراً النتيجة، لكن خاب ظنى، وأصبت بإحباط شديد، فقد تزايدت الصراصير وأصبحت أضعاف ما كانت قبل طريقة الشيخ، بل الأدهى من هذا أن الصراصير اتخذت من الورقة التى أخبرنى بها الشيخ ملجأ لها ومن يومها أحسست أن الرجل «نصّاب كبير»، وبدأت أشك فى كل شىء ليس فى هذا الشيخ وحده ولكن فى كل من حولى، وكانت هذه هى بذرة الشك التى زرعت فى نفسى وقد زرعها الشيخ محمود خطيب وواعظ جامع سيدى عز، لم أشك فى الورقة التى دعا إليها فقط أو فى حديثه، ولكن اعترانى شك فى كل شىء."
سؤال منطقي: هذا الطفل العبقري كما صورتموه لنا في الفقرتين الأوليين كيف لم يستطع التمييز بين الشيخ الجاهل وبين الدين كيف لم يسأل أباه وهو يراه شبه ملاك عن نصيحة الشيخ وسلوكه قبل أن يظهر الشك داخله؟!
ثم يكمل:" وبالفعل إن قصة الشك قديمة وبدأت معى من الطفولة حين كنت أخطو أولى خطواتى وكنت لا أزال مراهقاً صغيراً لم أتجاوز ١٢ عاما عندما أحببت أن أتمرد على شيخ الجامع فكونت جمعية فى بيتنا المقابل له وقد سميتها (جمعية الكفار)"
يا سلام يكون جمعية بهذا الاسم ويوزع منشورات ما شاء الله وهو في الثانية عشرة من عمره ويقضي كما تقول المصري اليوم في هذه السن من خمس إلى ست ساعات في مكتبة طنطا يقرأ كتب شيبلي شميل وسلامة موسى وداروين...طيب ألم تكن أمه تفتقده؟!
ليس غريباً... فهو من قال حسب رواية المصري اليوم:" قصة الشك وتاريخها أصلا مرتبطان بطبيعة تكوينى الفكرى وطبيعتى كمفكر.. ضحك وقال (وهنا أذكر بأننى كنت مفكراً وأنا فى بطن أمى)"
يقول الرجل:" وفى عمر الـ١٦ بدأت برفض المسلمات. لم أكن أريد أن آخذ شيئاً عن أبى وأمى، ولكن كنت أريد أن أجتهد اجتهاداً شخصياً، وبدأت بالمحسوس الذى أمامى ولم أبدأ بما وراء الطبيعة، وقد تمثل هذا المحسوس فى الطبيعة «الفيزياء» فوجدت الفيزياء والكيمياء عاجزة عن أن تفسر لى شيئاً عاجزة عن أن تفسر لى الحياة والموت."
في السادسة عشرة من عمره ودرس الفيزياء والكيمياء دراسة وافية مكنته من الحكم عليهما أنهما لا يشبعان رغبته أو يجيبان على أسئلته حول الحياة والموت فلجأ بعد ذلك إلى الفلسفة..عبقري بقة!
إن الطفل مصطفى محمود لا يراه الناس والأهل والجيران داخلا أو خارجا من بيته إلا ويحمل في يديه مجموعة كبيرة من الكتب...يا واد يا جامد!!
المصري اليوم تعيد وتزيد في مدح المعمل الذي أنشأه في بدوم بيته والاختراعات التي قام بها ، والموسيقى التي شغف بها والقراءة والأدب ووو بينما أني سمعت الرجل بأذني هاتين يعترف أنه كان طالبا فاشلا في الابتدائية ، وترك الدراسة فترة بسبب بغضه للغة العربية بسبب معلمها الفظ الذي ضربه ، وكان فاشلا متأخرا في كلية الطب فسبقه أقرانه وتخرجوا قبله بسنوات ، وترك العمل في الطب لضعف صبره عليه ، وميله للصحافة ، فلماذا الإغراق والغلو في المدح لتحقيق نظرية سوبر مان التي هي عادتنا في سرد السيرة الذاتية للمشاهير؟!
الرجل بالفعل عبقري لا أختلف على هذا لكن ما أكثر العباقرة في بلادي ، وهناك من هو أفضل منه لكنه كان محظوظا في أن حملته الصحافة فشهرته بفضل كامل الشناوي الذي نشر له وأعجب بأفكاره الجانحة والحالمة مثل عشقه للوجوديه وميله لابن عربي في ذات الوقت واتصاله بالراقصات وعمله في فرق الغناء في الأفراح معهن فنشر له الشناوي كثيرا في "آخر ساعة" وجاءت الثورة فتملقها أشد التملق وإن كنت أشعر بصدق تملقه ، وحتى عندما غضب عليه ناصر وقف إلى جانبه إحسان عبد القدوس في رزواليوسف هذا كل ما في الأمر.
هناك دائما كلمة السر التي كانت وراء شهرة الكثيرين وإن كانوا موهوبين بينما لم يحظ من هو في مثل موهبتهم أو أفضل بنفس الشهرة. في مقالي السابق عن ابن رشيق وإحياء النقد العربي ذكرت أن السياسة هي التي شهرت العقاد وطه حسين ، واليوم أذكر هذا مقترنا بأسماء كثيرة لم يكتب لها نفس القدر من الشهرة لعزوفها عن الحياة الأدبية التي كانت مليئة بالزيف والمكيدة مثل الشاعر المعجزة في رأيي عبد الرحمن شكري الذي اعتزل 17 عاما كرها في المكائد والدسائس في الحياة الأدبية ، وهناك الكثير والكثير من الأسماء المغمورة ذات المواهب العظيمة من مثل عبد اللطيف النشار وفخري أبو السعود ومحمود أبو الوفا ومحمد فريد أبو حديد وعبد الوهاب عزام ومحمود البشبيشي وسامي الدهان والطبيب محمد كامل حسين وإبراهيم محمد نجا ومحمود عزمي ومحمد مهدي الجواهري وبشر فارس ومحمود تيمور ومحمود الدسوقي وكامل كيلاني ومحمود حسن إسماعيل وإسماعيل سري الدهشان ومحمد زكي إبراهيم وحسين عفيف ومختار الوكيل وكامل الصيرفي ومحمد علي غريب وأحمد كامل الشربيني وإسماعيل مظهر ومحمد قابيل ومحمود الخولي ومحمد السباعي وعباس حافظ ورمزي مفتاح ود. محمد عوض محمد وعبد الرحمن صدقي وغيرهم أعداد لا تحصى.
بل المضحك أن كتاب"الله والإنسان" الذي صادره علماء الأزهر وعبد الناصر قد برأه منه شيخ الأزهر نفسه في البداية بل وأثنى على أسلوب مصطفى محمود فلم يكن ثمة غرابة في الأمر إذن!!
بل ركزوا أكثر في كلام مصطفى محمود نفسه لتروا بأنفسكم أن الأمر لا يعتمد على العبقرية وحدها:
"وبعد مصادرة كتابى وجدت الماركسيين فى مصر يرفعوننى إلى السماء ويعلنون أنى أصبحت من كبار مفكرى الماركسية والشيوعية فى مصر وازداد إعجابهم بى وتأييدهم لى عندما كتبت قصة عن رجل زبال ونشرتها فى مجلة صباح الخير وكانت المجلة فى بدايات إصداراتها وبعدها وجدت أن الشيوعيين يصفوننى بأنى أعظم كاتب وأكبر مفكر وقيل عنى يومها إن تشيكوف مجددا يظهر فى مصر يحمل اسم مصطفى محمود وكنت مندهشا لكل ما يحدث حولى ومندهشا أكثر لإعجابهم بهذه القصة رغم أنها قصة عادية للغاية ولم أشترك معهم أو أنضم إليهم بل تجاهلتهم بعد ذلك بأن حذفت هذه القصة من جميع مؤلفاتى. وسقط هؤلاء الأشخاص الذين عندما تمردت على أفكارهم وانتقدتهم اغتالونى فى موهبتى وفكرى وجردونى حتى من لقب الكاتب واتهمونى بالتخلف وهذه هى أفكارهم وطباعهم لأن الشيوعية والشيوعيين تنظيم إذا صادف فى طريقه كاتبا يميل لأفكارهم فإن مهمتهم تكون جذبه إليهم ومن بعد ذلك بدأت أعيد النظر فى كل شىء حولى وبدأت بمراجعة كتابى الأول «الله والإنسان» ووجدته مليئاً بالثغرات التى عدلت عنها وصححتها فى كتب أخرى.. وأنا هنا أعلن لأول مرة أننى تراجعت عن كل الأفكار المادية التى لا ترتبط بالدين والتى جاءت بكتابى الأول :الله والإنسان"
الفقرة السابقة هذه شديدة الأهمية ليستبين للجميع أن الشيوعيين واليسار كانوا يوقعون بعض الإسلاميين وغير الإسلاميين في فخ شديد الخطورة وهو أنه عندما ينقد أحدهم الواقع المزري للبلاد يتحول بالضرورة في نظرهم إلى يساري فيكيلون له المدح فإن ظل متمسكا بدينه أو مبادئه التي يختلف معهم فيها صبوا عليه جام غضبهم ، وقد حدث هذا لشيوخ أجلاء منهم على سبيل المثال الغزالي وخالد محمد خالد رحمهما الله ومثلهم كثيرون.