جملة من الجولات المكوكية قام بها المبعوث الأمريكي في المنطقة"جورج ميتشل" وكما كان متوقعاً جولات فاقدة المفعول تتفق والسياسة الخارجية لأوباما التي لا تزيد عن كونها حزمة من العلاقات العامة والخطابات الدافئة والوعود الحالمة تماماً كما يحب أن يتكلم و يسمع سكان المنطقة العربية شعوباُ وحكاماً ، لكنها في الأخير تفتقد الإرادة الفعلية للتغير والتقدم ولو خطوات قليلة نحو الحقوق الفلسطينية العادلة والمشروعة ، وبالتالي تفتقد كافة الإجراءات المطلوبة من الراعي الأمريكي والطرف الصهيوني ، بل العكس هو الكائن ، مزيد من العنت الصهيوني بزيادة عدد المستعمرات ليرتفع من 200 ألف إلى 500 ألف فضلاً عن الغطرسة التي تجبر العرب على التطبيع المقدم
والمجاني وفرض الأمر الواقع من طرف واحد يحدد ملامح الحل القادم القائم على السلام الاقتصادي، يقابله المزيد من التراجع الأمريكي وعلى الخط الفاصل بينهما يقف العجز العربي الرسمي الذي تعود ألا يكون فعلاً لدرجة باتت تثير الشك والريبة ! هل هناك جديد يرتب؟ بالطبع ليس في صالح قضايانا، ولكن النتيجة التي آلت إليها جولات ميتشل ليست بجديدة فهي تمثل حلقة في سلسلة الفشل أو التآمر المتكرر في حلبة الصراع القائم منذ أربعينيات القرن الماضي ، ومن المتوقع أن يقوم أوباما في الأيام القليلة القادمة بعملية إنعاش لجسد السلام الهامد لاحتواء الفشل الدبلوماسي بلقاءات ديكورية أو مبادرات إعلامية تصبح إنجازاً و هدفا بحد ذاتها ونعود من جديد الى دوامة عملية السلام ،ويبدو ان الادارة الامريكية ستصرف الأنظار عن فشلها باعلان رئاسي عن استئناف المفاوضات وليس خطة لتحقيق السلام كما وعد اوباما من قبل وستعمل وعن عمد غض الطرف عن الأسباب الحقيقية للفشل الدائم لكل الجولات السابقة والراهنة والقادمة ومنها :
** الانحياز الغربي والأمريكي للموقف الصهيوني رغم الخلاف المصطنع بين أوباما ونيتنياهو
** غياب الدور العربي المؤثر والاستسلام للسيناريو المعد صهيوأمريكياً بل والمنحاز بصورة أو بأخرى للرؤية المفروضة على المنطقة
** الإصرار على تجاوز الاستحقاق النوعي الناتج عن الحرب الصهيونية الأخيرة على غزة وهو فرض القاعدة الجديدة أنه لا حل دون حماس التي تملك وتيار المقاومة بعض أوراق الضغط
** انتهاء صلاحية و فاعلية فريق التفاوض الذي تم استهلاكه على مستوى الفكر والطموح والإمكانات
** نجاح الكيان الصهيوني في المراوغة باستدعاء ملفات جانبية"إيران" وإعطائها الأولوية والتسويق الجيد لها والتجاوب المريب مع مربع المعتدلين .
عموماً رغم كثرة التهديدات المفروضة على ملف التفاهم والتسوية إلا أنها تحمل في طياتها كل الفرص المتاحة لتيار المقاومة الذي بات رقماً مؤثراً في معادلة الصراع .