انتفضُوا من تحت الرماد
طائرٌ يُبعث من جديد
خرجوا من أشباه البيوت
من بين حطام المدارس
ومآذن المساجد
انطلقوا بشبه عيون أرهقها الظلام
ليشهدوا الفصل الأخير من المأساة
أو ليرسمهم المشهدُ بين جنباته
تجوّلوا في بلادهم
نشروا الذكرياتِ وعيونَهم على الطرقات
كأنها سياحة في بلدي وهم الزوار لأول مرة
ما توقف الدمعُ مدراراً في المآقي
وما بدأت جملة إلا بـ كان هناك يوماً غزة اليوم
في بعثها
في جرحها
في مآقي أهلها
يوقن أن ثمن العزة غالياً
دفعته غزة رصيداً مقدماً
لآلاف من السنين قادمة
وتركت التخاذل لشعوب
ألِفت العيشَ على هامش الزمن
فالحديدُ والحجارة
والمباني والعَمارة
وكل أصول الحياة
هي من صنع خليفة الله في أرضه
أما عزة الإنسان والكرامة
فلن تعانقَ الأموالُ لها كتفاً
ولن تعرف ناطحات السحاب لها طولاً
إنما هي من ثبات أهل الرباط تُجبى
ورصيدها بدم الشهادة يروى
هلموا إلى الدرس هيا
في أزق غزة الأبية
عن صنع الرجال والعزة
عن حياة الذل كيف تغدو
في ليلة أو ثلاث وعشرينْ
فخار عز وطاقة نصر لأمة
كانت - ورب العالمين -
خير أمة أخرجت للناس
هلموا إلى الدرس.. هيا