النجاح ليس هو آخر درجة في السلم حين نعتليها نعلن الوصول للنهاية مزينين جدر المكتب بشهادة في إطار ... بل النجاح هو السلم كله بكامل درجاته اللامتناهية والممتدة حتى بعد وفاتنا
لا تستغرب هذا القول فكم من ناجح ما زال يحصد نجاحاته حتى بعد وفاته بآلاف السنين سواء من الدعاة أو الصالحين أو العلماء أو الرؤساء أو الفنانيين...
وفي هذا الركن
سنحلل في كل مرة درجة من درجات السلم حتى حين تضع قدمك عليها تضعها في رسوخ وشموخ وكل نظرك للقمة
ستكون خطواتك مدروسة ,محسوبة ,ليست بالعشوائية ولا المترددة
الخطوة الأولى : أطرق الباب
قبل أن تلوم غيرك : أسرتك ,معلمك,مديرك ,زميلك... عن عدم مسكه يدك وأنت تتخبط في حوض الماء , ناده أولا حتى تلفت انتباهه بأنك تواجه مشكلة فقد لا يعلم انك في مشكلة أو قد يكون مستصغر المشكل وانه بمقدورك التغلب عليها وحدك أو يظن انك لست في حاجة إليه في كل الأحوال ...
فالبعض منا يظن أن الناس تعرف ما يحتاجه دون أن يخبرهم وكأن الناس تقرا أفكاره وتذكر دوما أنه لا احد يفتح لك باب بيته إذا لم تطرق الباب طرقا يسمعه ,ووقوفك أمام الباب وأنت تتأمله فقط دون حراك لا يجعل الباب يفتح .
الخطوة الثانية : مد يدك
أنت تواجه مشكلة تعتقد انك بدأت تغرق ,لقد نفذت الخطوة الأولى وناديته باسمه وبكل أدب طلبت منه مساعدتك ,لقد هرع اليك ومد يده وقال لك امسك بيدي ,لكنك بقيت تنظر إليه دون أن تمد يدك ليمسكها, كرر طلبه مرة بعد مرة , بعدها ساوره الشك بأنك تستهزئ به ,فلو كنت حقا تعاني مشكلة لتعلقت به بدل الاكتفاء بالتفرج وكان الأمر لا يعنيك فالخطوة الثانية هي أن تمد يدك حتى يراها الذي سيساعدك ويمسكها حتى يسحبك من منطقة الخطر.
الخطوة الثالثة : الباب المناسب
ربما سمعك تستغيث لكنه لم يساعدك بل زاد الأمر سوءا جاء ليشاهدك تغرق وهو يضحك ... ماذا تفعل هل تيأس وتغرق في صمت أم أنك تصر على الاستغاثة بغيره , ربما الذي مر عليك وأنت تغرق لم يسمعك أو لم يفهمك أو ببساطة تجاهلك , لذلك حاول مع غيره وان فشلت المحاولة , لكن كن مثل الذي ألمت به حاجة فهو لا يطرق أي باب ولنفترض أن القرية متكونة من خمسين منزل فهو لا يجوبها كلها طارقا طالبا للمساعدة لأن هذا الأمر يأخذ منه الوقت والجهد , بل يطرق فقط أبواب الأغنياء من أهل القرية فقط وبالتالي فبيوت الفقراء الذين هم كذلك بحاجة إلى المساعدة مثله يتجاوز عنها وبالتالي تنقص من قائمة فخمسون بيت تصبح خمسة عشر بيت فقط وحتى بيوت الأغنياء لا يقصدها كلها لأن هناك الغني الكريم وهناك الغني البخيل وهذا جوّاد وذاك شحيح ومن جملة خمسة عشر بيت يقصد خمسة بيوت فقط فتصور بدل أن يطرق خمسون باب سيطرق خمسة أبواب فقط وسوف يحصل على نفس النتيجة بقليل من الجهد والوقت ,لذلك لا تطرق كل الأبواب بل اطرق الباب المناسب
الخطوة الرابعة : اجعل من النار ماء
إني اغرق ,سأموت دون شك ,هذه هي النهاية ....
اطرد الأفكار السلبية التي ستغرقك في بركة ماء وان كنت أمهر سباح
إذا كنت تفكر في المشكلة على أنها مشكلة فسوف تبقى في وسطها أما إذا فكرت على أنها تجربة ستستفيد منها وتضيفها إلى رصيد تجاربك في طريقك نحو النجاح ستخرج منها وأنت أقوى فالمشكلة ليست انك وسط الغرق لأن هذا واقع بل كيف ستنجو من الغرق كيف ستنجح بتخليص نفسك كيف ستحل الأمر كيف ستسيطر على الوضع وبالتالي فالحل يكمن في نظرتنا للأمر من أي زاوية تنظر للمشكلة هل العويل والبكاء واللطم والشكوى لكل من هب ودب يحل الأمر أو يزده سوءا ؟
إن البكاء على فقيدي الغالي لا يجعلني استعده بل ربما يزعجه ويؤذيه ولا يجعله يرقد بسلام فلماذا إذن لا أحاول أن أسعده وأحقق أحلامه وأكون امتداد لعماله الصالحة ...
وبدل أن نشغل أنفسنا بطرد الأشباح من منازلنا لنحاول بجد أن نطرد الأفكار السلبية من عقولنا لنحاول أن نطرد الأفكار الميتة و الأفكار المميتة عندها فقط تكون النار التي أنت وسطها بردا وسلاما عليك.
الخطوة الخامسة : باقــة ورد
لقد حاولت طرد الأفكار السلبية ,حاولت طرد الفشل ,طرد الخوف ,لكنها سرعان ما تعاود الهجوم على عقلي وتعبث به ,أنا سجين لها لا أستطيع التحرر, لقد حاولت وحاولت وكان الفشل دوما مصيري.
أتسمح قبول دعوتي لنقوم بجولة في عقلك , لقد تفاجأت بما مزروع فيه : فشل ,يأس ,سآمة ,ملل ,تشاؤم ....إن الأفكار السلبية التي فشلت في طردها ليست غريبة عنك تقوم بطردها فتذهب دون رجعة ,إنها بنات عقلك جزء من كيانك مهما طردتها فهي تعود لان لها جذور في عقلك , اقلع عنك الحسك والغرقد فسوف يعود وينبت لكن اعد قلب أرضك وازرع الورد , فسوف يختفي الحسك ويظهر شجر الورد ويعم عبقه أرجاء عقلك واصنع بنفسك لنفسك باقة ورد , خالط أصحاب العزائم واقرأ كتب الناجحين اتبع الأمل فتصبح أنت جزء من الأمل .
بوقفة رؤوف