الخال أو الشامة كناية عن تجمع موضعي مكثف للخلايا السحامية. تنتشر هذه الخلايا طبيعياً في الطبقة الخارجية من الجلد وتعرف بإنتاجها لصبغ سافع: الملانين، يعطي الجلد لونه.
تنقلب هذه الخلية إلى خلية سرطانية، نتيجة مسلسل من الأحداث البيولوجية لا يزال فهمه على قدر كبير من الغموض. ما يمكن تصوره هو أنه ينطوي على عملية متعددة المراحل تبدأ بتحولات جينية تدريجية تؤدي بوقت من الأوقات إلى إخلال بنظام تكاثر الخلايا الصحيحة وتمايزها ثم موتها بعد حين كما هو معهود في الأحوال الطبيعية، وإلى جعلها سهلة التأثر بمفاعيل مولدات السرطان. يطلق عليها في هذه الحالة صفة السرطان الملاني أو سرطان الشامة.
يدرج سرطان الشامة في المرتبة الثامنة في لائحة السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم وينسب إليه 1إلى 2% من مجموع الوفيات الناتجة عن مرض السرطان. إنه يشكل سادس سرطان عند الذكور والسابع عند الإناث قياساً على نسبة حدوثه التي يبدو أنها تضاعفت خلال العقد المنصرم بشكل فعلي لا صنعي إذا ما أخذنا بعين الاعتبار التفاقم الظاهر في نسبة الوفيات والمقدر بحوالي 2% سنوياً من جهة، والتحسن المسجل في عدد الناجين من هذا المرض من جهة أخرى. تقتصر حصته من مجموع سرطانات الجلد بأنواعها، على4% فقط، لكنه ينفرد بـ 77 من الوفيات الناتجة عنها. يصيب البالغين من الجنس الأبيض بشكل شبه حصري، ويظهر عادة في جذع الجسم عند الرجل وعلى الأطراف السفلى عند المرأة.
استعرضنا فيما سبق بعض خصائص هذا المرض وقيمنا حجم حدوثه الإحصائي وعدداً من معطيات الإصابة به. أما الآن فنجد من البديهي أن نسأل عن ماهية العوامل التي تشارك على الإطلاق في دفع مسيرة نشأته، وعن الأشخاص الأكثر تعرضاً لخطر إيوائه. تستوجب منا الإجابة استذكار العناصر الآتية:
** ظهور إشارات تبدل مستحدثة في شامة موجودة: إنها الأكثر تنبؤاً على شؤم حدوث تحول خبيث. إن قيمة الخطر النسبي الذي يربط ما بين هذا التحول والشامة التي ظهرت فيها آثار تغيرات مستحدثة، تفوق في قدرها 400%. سرطان شامة عائلي أو شخصي: تتسبب الوراثة بزيادة في نسبة خطر حدوث المرض، تساوي ثلاث إلى ثماني مرات النسبة العادية المعهودة.
** وحمة شاسعة المساحة، الوحمة هي هذا الدمغ الملاني الخلقي، وهي تعتبر شاسعة إذا ما ساوى قطرها الخمسة عشر سنتمتراً وما فوق. يحتوي هذا الصنف على خطر يقدر بـ 6 في عملية حصول تحول سرطاني خلال فترة حياة حامل هذه الوحمة. علماً بأن نصف هذه الإصابات تحصل في السنوات الأولى من الحياة وتتميز بعمق اجتيازها لثخانة الجلد وبلوغها حتى أنسجة غير جلدية.
** الجنس الأبيض: تبلغ نسبة تعرضه لحدوث سرطان الشامة عشرة إضعاف تلك المعروفة عند ذوي اللون الأسود.