الثقافة العالمية ، مصطلح أصبح محور التعامل لكل من أراد أن يمحو الثقافات الوطنية المرتبطة بتراث الأمم ، فهولاء اللذين يسعون للتخريب الثقافى لبنيان الثقافة الإسلامية والعربية يسعون َ إلى ( تكويد ) المذاهب الفكرية للمجتمعات المثقفة تحت منظومة ( العالم قرية صغيرة )
وبالتالى وكنتيجة حتمية لهذا إجبار الشعوب للخضوع لعمليات الإجهاض المستمرة للأجنة المثقفة طور التكوين وقطع الحبل السرى للثقافة الأم ومن بعد ذلك التلقيح الصناعى للثقافة الهجينة بأفكار العولمة ومبادىءالعلمانية فى مختلف توجهاتها بما يخدم مآرب الإستعمار الفكرى والثقافى ، ويستخدمون وسائل شتى للتخريب والتغريب الثقافى كتخريب مناهج التعليم حتى لاتتعارض مع مبادىء ( الإستسلام العالمى ) من جهة ومن جهة أخرى تهويد وأمركة النماء الفكرى لدى النشىء وكل هذا تحت حماية مصطلح تعديل المناهج والتطوير .
إن فكرة الإندماج بين الثقافات المختلفة قد تكون مقبولة إذا كان هناك إعتراف بالثقافة الوطنية وغير ذلك ماهو إلا إجتثاث للجذور الثقافية والتاريخية التى نمت عليها حضارات وأعراف ومبادىء وتوجهات هذه الأمم وحملة مفهرسة لتجفيف الروافد الحضارية كروافد حضارة بابل والفرعونية والإسلامية ... الخ ، هذه الروافد التى أنجبت الأفكار والمبادىء التحررية والثورية ضد إحتلال الأرض وتحريف العقائد ومجابهة أسلحة التخريب ورفض أى مسمى يمكن له أن يخترق الجدار الثقافى والعقائدى للأمة حتى ولو كان ( التطبيع ) ، هذه الثقافات التحررية القائمة على دعائم راسخة من التجذر فى تاريخ الأجداد والأسلاف وما بذروه فى تراب الأوطان من الإيمان بالشرائع السماوية ونصوص الكتب المُنَزَله وأحالوا ماآمنوا به إلى وسائل يمكن تطويعها لخدمة التطور الزمنى للأمور الحياتية مع عدم المساس بثوابت ما آمنوا به .
إن مايحدث الآن يمكن أن نسميه ( الزلزال الثقافى ) اللذى قام بتغيير مناطق الثقافة الممتدة على ساحل الهويه العربية واإسلامية إلى مجموعة من الجزر الثقافية المتناثرة على شاطىء صراع الحضارات والمهددة بالغرق بفعل فيضان تهويد وأمركة الثقافات الوطنية للمجتمع العربى والإسلامى .