- بدر السلام موفق
- واحة الإبداع
- القصة والرواية
- الزيارات: 11557
في خيمة الجازية
فــــي خيـمـــــــة الجازيــة :
قصة ل : بدر السلام موفق-الجزائر
لم تكنتات المدينة الهادئة تَعِدُ نفسها – ذلك اليوم- بقادم أفضل منه،فلطالما جلجلت الصحراء لذكره،وارتعدت أفئدة فرسانها ما لاح له ظلّ ،أو وشى بأنه هو نفسه القادم ...
أمّا في عرف الفاتنة الحكيمة ذات العشرين عاما،فهو كغيره رجل من بني هلال يخطب ودّها،وفارس مفتول العضلات، يهتزّ خيلاء ..كلّ ما لاحت له ابتسامةً معجبةً على شفة عربيّة...
ربط الزغبي فرسه إلى موثق شديد بظاهر الخيمة الحمراء ،قبل أن يمنح لعينيه الفرصة لتجولا سويعة في المكان..،لم ير في حياته بيت شعر أو مدر أجمل أو أوسع أو أعلا من هذا..،بل إن تلك المائة السادسة من التاريخ الإسلامي – كلّها - لم تعرف أعرابيا بذاك الثراء..
راح يتذكر منزل غانم والده،المسمى مجازا ((قصرا))،كان بناء من الطين شامخا،مهيبا به بضع عشرات من الخدم والحشم،والعبيد والجواري،ونساء والده الأربع منهن أمّه، وإخوته الذين لا يكاد يحصي لهم عدّا...
أخيرا وقع بصره على مدخل الخيمة حيث لا زال الخطّاب يتدافعون ،بعضهم من أمراء بني هلال ،وآخرون من أشراف العرب والأمازيغ...،كانت حليّهم وأزياؤهم تنبئ بمجد عظيم ،وجاه واسع...
أمّا هو فمنذ مجادلته الشهيرة مع والده التي أنقذته من الموت حرقا،صار همّه دفع ذئاب الفلاة وثعالبها وحيّاتها عن الوكر الذي اتخذه لنفسه بأحد جبال إفريقية ...