ًَبَيّرُوُت
بَيّرُوتُ مُغَنَاةٌ لِصَوّتٍ بَحَاتُهُ الغَزَلُ
مَمشَىً رُوَادُهُ وَردٌ وَ رَغَد
وَقِصَصٌ مِثلُ عَبِيرِ النَاردِينِ
تَغفُو فِي رَبِيعٍ أسمَرُ
هِيَ رَقصُ الأقلَّامِ بِحِبرِها الأزّرَقِ
تَمَوُّجُ الكَلَامِ فِي فَمٍ مُتَيًّم
قَدَرُهُ خَمرَةُ الذِّكرَى الّتي لَا تَمُوتُ
ويَسألُوني كَيّفَ أنتِ بَيّرُوت
هِيَّ الصَّبَاحُ بِفَيرُوزَ وَقَهوَّة
حِينَ تُكتًبُ القَصِيدَة
خدُّ الرَّبِيعِ حين يُقَبِلُهُ غَيّمٌ وَ مَطَر
فَتَاةٌ تُغَطِي شَعرَها بِشَالِ الصَّبا
وصَّدّرُهَا الثَّلّجِيِّ الأَبيَّض مُرَّصَعٌ
بِأنّفَاسٍ لَمَعَانُهَا اليّاقُوت
ويَسألُوُني كَيّفَ أنتِ بَيّرُوت
يا مِرآةَ النَّعِيمِ
رُوحٌ سَمَاوِيَّةٌ تُمطِرُ سَهَراً وسُكَّر
خُرَافَةٌ تَرتَدي تُرَاثاً يُواسِي البُيُوت
يا عَابِرُونَ فِي لَّيلِ بَيّرُوت
غَنُوا نَفَحَاتٍ مَسَاءِيَّةٍ كُلَّ حِينٍ وَحِين
ومِن مَندِيلِ شَرّقِيّةٍ اشعِلوا جَمرا
رَّتِّلُوا مِيعاداً مِن سِفرِ السُكُوت
لِتَهُزَّ خَصرَها الأَرزِيَّ
وتَستَعِيرَ مَوّالاً بَاحَ بِهِ فِي يَوّمٍ
قَمَرٌ بِكُحلِّهَا الغَامِقِ أمضَى عُمّرَهُ يَغرَق
لِمَن لَا يَعرِف بَيّرُوُت عُذراً
لَم تَمتَطِي بَعدُ سَرجَ الأحلَام
لَم تَعِش بِتَفَاصِيلَ مُثِيرَةٍ قِصَةَ غَرَام
لَم تَرَى بَيّرُوُت
كَأنَّكَ كُلَّ يَومِ تَمُوت
سمير الناجي