مناخ من الاستنفار والتحدي المتبادل ،حالة من النصرة لنخبة من أحرار العالم "750 ناشطاً حقوقياً وسياسياً ودبلوماسياً وبرلمانياً من 60 دولة " يقودهم 44 برلمانياً منهم عشرة جزائريين ،أصرت أن تنتصر للقيم الحضارية والمشاعر الإنسانية بكسر الحصار الظالم والآثم على مليون ونصف المليون من شعب غزة الصابر الصامد ، نخبة أصرت على عدم الاستسلام والخضوع للتهديد والابتزاز الصهيوني ، أصرت في جرأة مشروعة لممارسة حقها الإنساني ووفقاً للمواثيق والمعايير لهذا المجتمع قاسى القلب وفاقد الرشد والعقل المسمى بالمجتمع الدولي ، تحرك الأسطول بدعم تركي - تصريح وزير الخارجية أحمد داود أوجلو " إن تركيا تأمل بعدم حدوث توتر وأن تتصرف إسرائيل والمنظمات المدنية بحكمة ومنطق كما صرح " ما يهم هو وصول المساعدات المخصصة لسكان غزة إلى القطاع ، يجب أن
نجد طريقة مناسبة لتحقيق ذلك ويجب أن نكون حكماء وأن لا نزيد من التوترات المرتفعة أصلاً في المنطقة" ، وعلى الطرف الآخر حالة من النفرة داخل الكيان الصهيوني وكأنه في حالة حرب ، على المستوى السياسي فشل في الضغط على الكبيرة تركيا لمنع تحرك الأسطول كما فشل في التنسيق لنقل المساعدات لتدخل غزة بإشراف صهيوني ، فكانت حالة الطوارئ وإعداد معسكرات الاعتقال في أسدود لاستقبال الأحرار الذين لا يهدفون لتقديم المساعدات بقدر ما يهدفون لإثبات الحقوق في التنقل والحركة والتأييد والنصرة ، وعلى الخط الفاصل بين الأحرار والأشرار، بين أصحاب الحق والمحتل الغاصب ، تقف أنظمة الاستبداد والفساد العربية والإسلامية الفاشلة وكأن الأمر لا يعنيها ، وهو بالفعل لا يعنيها ، أنظمة قهرت شعوبها ونهبت مواردها وسلبت إرادتها بل وتعاونت مع أعداءها تحت عناوين مختلفة ماذا يُنتظر منها ؟ وعلى حد سواء وصلت القافلة أو لم تصل ، ستكون جملة جديدة من التحولات النوعية ، أهمها مزيد من الانكشاف الأخلاقي للكيان الصهيوني وعدم الاستسلام لتهديده وابتزازه بل من الممكن إرباكه بطرق شعبية سلمية ميسرة متى توفرت الإرادة ، وأيضاً المزيد من الانكشاف السياسي والفرز لأنظمة الحكم العربي التي تؤكد الشواهد والأحداث أنها لا ترتقي لمستوى تحمل مسئوليات الأمة وهمومها وقضاياها ووجب علينا إصلاحها أو إزاحتها ، بل الرسالة الأوضح هي مدى حاجة شعوب الأمة للمزيد من أساطيل الحرية لتبحر بها بعيداً عن شواطئ الاستبداد .
محمد السروجي
مدير المركز المصري للدراسات والتنمية