تعد دارة الملك عبد العزيز مركزا بحثيا متخصصا وصرحا من صروح الثقافة والتراث بما تمد به الباحثين من روافد المعرفة حتى استطاعت خلال فترة وجيزة أن تصبح مصدرا وثائقيا لتاريخ المملكة العربية السعودية وجغرافيتها وآدابها .

نشأة الدارة

تأسست دارة الملك عبد العزيز في عهد الملك فيصل في الخامس من شهر شعبان 1392هـ / سبتمبر 1972م كهيئة مستقلة ذات شخصية اعتبارية وصفة علمية متخصصة وقد أنشئت تخليدا لذكرى الملك عبد العزيز بهدف خدمة تاريخ المملكة وجغرافيتها وآدابها وآثارها الفكرية والعمرانية وتتوسع لدراسة الجزيرة لعربية وبلاد العرب والإسلام وجمع التراث الإسلامي والعمل على نشره .

والدارة كلمة عربية صحيحة الاستعمال ‏،‏ فمن معانيها اللغوية : أنها كل أرض واسعة بين جبال،‏ وأيضاً ما أحاط بالشيء كالدائرة وتجمع دارة على ( دارات)،‏ وقد عرفت  دارات العرب قديما حيث تغنوا بها شعراً،‏ وأفاضوا فـي وصفها بأجمل الأوصاف؛‏ لكونها أرضاً سهلة، ‏تنبت الطيب من الأزهار،‏ والنافع من الأشجار،‏ واليانع من الثمار ، ويعد اقتران الدارة باسم الملك عبد العزيز وفاء بحقه على أمته وشعبه،‏ وتقديرا لدوره فـي توحيد ‏وتأسيس المملكة العربية السعودية .

الرؤية والرسالة

تسعى دارة الملك عبد العزيز لخدمة تاريخ وجغرافية وآداب وتراث المملكة العربية السعودية والبلاد العربية والإسلامية بصفة عامة من خلال عدة محاور أهمها:
أولاً: تحقيق الكتب التي تخدم تاريخ المملكة وجغرافيتها وآدابها وآثارها الفكرية والعمرانية، وطبعها وترجمتها، وكذلك تاريخ وآثار الجزيرة العربية والبلاد العربية والإسلامية بشكل عام.
ثانياً: إعداد بحوث ودراسات ومحاضرات وندوات عن سيرة الملك عبد العزيز خاصة، وعن المملكة  وحكامها وأعلامها قديماً وحديثاً بصفة عامة.
ثالثاً: المحافظة على مصادر تاريخ المملكة وجمعها.
رابعاً: إنشاء قاعة تذكارية تضمن كل ما يصور حياة الملك عبد العزيز الوثائقية وغيرها، وآثار الدولة السعودية منذ نشأتها.
خامسا: منح جائزة سنوية باسم ( جائزة الملك عبد العزيز).
سادساً: إصدار مجلة ثقافية تخدم أغراض الدارة.
سابعاً: إنشاء مكتبة تضم كل ما يخدم أغراض الدارة.
ثامناً: خدمة الباحثين والباحثات في مجال اختصاصات الدارة.

ويتكون مجلس إدارة الدارة من أمير منطقة الرياض ووزير التعليم العالي بالإضافة إلى اثنا عشر عضوا من أساتذة الجامعات والمستشارين و تشترك الدارة في عضوية عدد من الهيئات العلمية مثل المجلس الدولي للأرشيفات، الفرع العربي الإقليمي للمجلس الدولي للأرشيفات، اتحاد المؤرخين العرب ، جمعية التاريخ الشفوي الأمريكية والبريطانية وغيرها من الهيئات الدولية.

أقسام الدارة

وتضم الدارة عدة مراكز وإدارات تعمل جميعها على خدمة التراث السعودي والإسلامي ومن أهم هذه الأقسام:

مركز الترميم والمحافظة على المواد التاريخية:

وقد أنشئ المركز في 17/12/1425هـ بهدف المحافظة على مصادر تاريخ المملكة العربية السعودية ويضم مركز الترميم والمحافظة على المواد التاريخية أربع أقسام رئيسية وهي قسم التعقيم ،قسم الترميم ،قسم التجليد ،قسم المصغرات الفيلمية ( الميكروفيلم ).

ويسعى المركز لتقديم الخدمات لتالية:

1- تعقيم الكتب والوثائق والمخطوطات ومصادر التاريخ النادرة القديمة.

2-  ترميم الوثائق والمخطوطات بأحدث الأجهزة والمواد الموجودة في المنطقة.   

3- تجليد المخطوطات والكتب القديمة والنادرة بالطرق الفنية.  

4-  تصوير ما يراد تصويره من وثائق أو مخطوطات أو خرائط أو سجلات ما شابه ذلك على المصغرات الفيلمية وحفظها الحفظ الطويل الأمد وعمل الأرشفة الالكترونية لها.  

5- إرسال سيارة التعقيم والترميم والتصوير المصغرات الفيلمية إلى الأماكن التي يصعب عليها المجيء إلى المركز.  

6-  تدريب وتعليم بعض الجهات التي تريد أن عمل مراكز مشابهه لتحسين أداء موظفيها وعمل إدارتها .  

7-             إعطاء النصح والمشورة في مجال المحافظة على مصادر التاريخ .

إدارة العلاقات العامة:

وقد قامت بالعديد من الانجازات مثل : إعداد عشرة آلاف نسخة من النشرة التاريخية وإرسالها ، إعداد تنظيمات العديد من الأنشطة والفعاليات والمعارض التي أقامتها، الدارة ، توجيه خطابات للصحف والمجلات والإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء، لتغطية فعاليات الدارة ودعوتهم لحضور المناسبات، ويبلغ مجموع الإصدارات المسجلة 142 إصدارة.

إدارة البحوث و النشر:

وتتولى الإشراف على جوانب البحث العلمي، وإصدار المؤلفات ذات العلاقة باهتمامات الدارة. ومن بين المهام المناطة بالإدارة دراسة المؤلفات والبحوث المقدمة من الكتاب والباحثين بغرض تبني طبعها ونشرها ضمن إصدارات الدارة، متابعة طباعة الكتب والإصدارات، توثيق التعاون وتبادل الإصدارات مع المراكز العلمية والمكتبات العامة والهيئات المماثلة داخل وخارج المملكة، ومتابعة إهداء مطبوعات الدارة لتلك الجهات وللمختصين والباحثين المعنيين، تنظيم الموسم الثقافي للدارة الذي يتضمن العديد من المحاضرات والندوات العلمية المتخصصة بمشاركة نخبة من المفكرين والأدباء والمتخصصين حول مجالات اهتمامات الدارة، تقديم خدمات معلوماتية وتسهيلات بحثية للباحثين ، تنفيذ توصيات اللجان العلمية العاملة بالدارة، الإشراف على تنظيم المؤتمرات والندوات العلمية.

مجلة الدارة:

تصدر الدارة مجلة فصلية محكمة كل ثلاثة أشهر، وتعنى بنشر البحوث والدراسات العلمية المتعلقة بتراث المملكة العربية السعودية وفكرها وتاريخها وثقافتها الوطنية، وبالجزيرة العربية والعالم العربي والإسلامي بصفة عامة، وقد صدر العدد الأول من المجلة في غرة شهر ربيع الأول عام 1395هـ / مارس 1975م ، وما زالت المجلة تسهم في إثراء الساحة الفكرية والعلمية في المملكة والعالم العربي وذلك بعدد من البحوث التي تصب في اختصاصها، وعدد من النشاطات والدراسات التي تفيد المطلعين عليها.

أرشيف الصور والأفلام التاريخية:

عملت الدارة على إنشاء أرشيف خـاص بها بالتعاون مع عدد من المراكز التاريخية والوثائقية فــي العديــد مـن دول العالم، وبالتنسيق مع العديد مـن دول العالم، ومـع العديــد مــن الأشخاص المعاصرين لمرحلة تأسيس المملكة العربية السعودية،وتــم وضـع نـظـام لفهرســة وحفـظ الصور المتوافرة التي يزيد عددهـا عـلى خمسة آلاف صــورة تحكـي جوانب عديدة من تاريخ المملكة العربية السعودية، ومـن أحــداث تاريخـية مـهـمـة لـهـا عـلاقــة بتـأسـيـس الممـلـكـة.

قاعة الملك عبد العزيز التذكارية:

وهي تمثل متحفاً يحوي نماذج من المقتنيات الملكية التي تعود للملك المؤسس إضافة إلى العديد من الصور الفوتوغرافية النادرة، ونماذج من الأسلحة والأدوات والعملات، ووثائق وخرائط، تلقي الضوء على جوانب مهمة من حياة الملك عبد العزيز الخاصة والعامة، وتروي قصة جهاده وكفاحه في تأسيس وتوحيد المملكة العربية السعودية.

مركز الحاسب الآلي:

 يتولى المركز إنشاء قواعد معلومات متكاملة؛ لحفظ التاريخ ولخدمة الباحثين والباحثات، ولتقديم تسهيلات ومساندة فنية معلوماتية ،حيث أنشأ المركز قواعد معلومات لموسوعات الأعلام ، وسجل أحداث المملكة في مئة عام وجريدة أم القرى.

مركز نظم المعلومات الجغرافية:
ويتولى المركز إعداد الأطلس التاريخي للمملكة العربية السعودية بهدف توثيق أهم الأحداث التاريخية التي شهدتها الدولة السعودية خلال مراحل تكوينها المختلفة، وكذلك رصد جهود أئمة الدولة السعودية وحكامها ورجالها في سبيل توحيد البلاد، وإبراز أهم الإنجازات الحضارية والاجتماعية والسياسية التي حققتها المملكة العربية السعودية في عهد مؤسسها الملك عبد العزيز، ويحتوي هذا الأطلس على 118 خريطة، ويتكون من 280 صفحة .

وحدة المخطوطات

أنشئت وحدة المخطوطات في شوال 1423هـ / ديسمبر 2002م  حيث توسعت الدارة في جمع المخطوطات فقد بلغ عدد المكتبات التي تعتني الوحدة بها أكثر من خمسين مكتبة يبلغ عدد المخطوطات فيها أكثر من ألفين مخطوط محلي أصلي قد تم تأليفه أو نسخة أو تملكه أو وقفه في المملكة العربية السعودية .
وتسعى الوحدة لتحقيق عدة أهداف:
1- الحفاظ على المخطوطات التي لدى الأفراد والجهات وتقديم العناية اللازمة بالمخطوط .
2- إبراز التراث المخطوط في المملكة العربية السعودية وإتاحته للباحثين والمهتمين.
3- إبراز جوانب مهمة من جوانب الحركة العلمية في المملكة العربية السعودية مثل وقف المخطوطات وجانب التأليف و النسخ والتعليق وغير ذلك.
4- زيادة الوعي المعرفي بالمخطوطة وأهميتها التاريخية والعلمية وأساليب المحافظة عليها والعناية بها.
5- إنشاء قاعدة بيانات حاسوبية تفصيلية لفهرسة المخطوطات لها أكثر من 24 منفذ أو خانة تبدأ برقم السجل والمجموعة والعنوان واسم المؤلف ... وذلك لتسهيل مهمة الباحث في البحث عن المخطوط المطلوب .

مكتبة الدارة:
وتؤدي المكتبة دورا هاما في تحقيق أهداف الدارة  وتضم المكتبة عدة وحدات هي: التزويد، الفهرسة، التصنيف، الخدمات المرجعية، الدوريات، التجليد، التصوير. كما تم تقسيم محتويات مكتبة الدارة إلى قاعات عدة وأقسام رئيسة، منها: قاعة الكتب العامة العربية، قاعة الكتب الأجنبية،مركز المعلومات الصحفية، قسم الرسائل العلمية، قاعة المؤلفات النادرة. وتقدم المكتبة خدمات للباحثين تشمل: تصوير الكتب والوثائق والإعارة الداخلية وطباعة مستخرجات الحاسب الآلي للمشروعات العلمية بالدارة. كما تضم المكتبة مجموعات نادرة من أبرزها مكتبة الشيخ عبد المحسن الخيال، ومكتبة شركة أرامكو.

مركز توثيق تاريخ الأسرة المالكة السعودية:

ويعني المركز بتوثيق جميع المعلومات التاريخية ذات العلاقة بأفراد الأسرة المالكة، وإصدار شجرة النسب وتحديثها أولاً بأول، كما يهتم المركز بتوثيق جهود أئمة وقادة الأسرة المالكة في خدمة الحرمين الشريفين والجهد الذي تم بذله في خدمة ورعاية الأماكن المقدسة وضيوف الرحمن وبناء الدولة وتطوير المجتمع.

مركز الوثائق:

 ويعد مركز الوثائق بدارة الملك عبد العزيز حاليًا أحد أهم المراكز التاريخية والأرشيفية التي تحتفظ بمجموعات نادرة من الوثائق المحلية الأصلية والمصورة التي تشمل مراسلات تاريخية وصكوكًا وملكيات ووقفيات ونصائح وخطابات رسمية وقرارات وبيانات وتقارير من بينها أكثر من مليون وأربعمائة ألف وثيقة محلية وعربية، إضافة إلى عشرات الآلاف من الوثائق العثمانية والأمريكية والبريطانية والفرنسية والهولندية والألمانية والهندية والروسية والإيطالية. وقد تم تصنيف تلك الوثائق حسب موضوعاتها وفترتها الزمنية

مركز التاريخ الشفوي:

تبنت الدارة عام 1416هـ /1997م مشروعا لمسح المصادر التاريخية الوطنية في مرحلته الأولى، وتم تكليف فرق عمل ميدانية من العاملين في الدارة والمتخصصين المتعاونين معها بزيارة مناطق المملكة، والقيام بجولات على الإدارات الحكومية والمكتبات والمتاحف ومقابلة ذوي الاهتمام بتاريخ المملكة، وتسجيل لقاءات مع المعمرين والمعاصرين، وتصوير وجمع الوثائق والمخطوطات والمواقع التاريخية والأثرية.

مركز الباحثات:

أنشأت الدارة مركزا متخصصا لخدمة الباحثات في مجالات اهتمامات الدارة، وذلك لإتاحة الفرصة أمام جميع الباحثات، وعضوات هيئة التدريس، والمهتمات للوصول إلى مصادر المعلومات التاريخية بالدارة بكل يسر. ويشرف على هذا القسم عدد من المختصات لتقديم الخدمات وتوفيرها، ويقدم هذا المركز العديد من الخدمات منها مساعدة الباحثات في البحث عن الوثائق والمخطوطات مع تقديم خدمات التصوير، استقبال الوفود الزائرة للقاعة التذكارية وقصر المربع، تنظيم اللقاءات العلمية النسائية ومتابعتها، المشاركة في المعارض النسائية الثقافية. كما يتيح المركز للباحثات الاطلاع على: المجموعات الوثائقية المحلية، المجموعات الوثائقية العربية وغير العربية، والصحف القديمة، والنوادر والمحفوظات، والمصادر والمراجع المتوافرة بمكتبة الدارة.

ـــــــ

المراجع:

1. عبد الله بن حمد الحقيل ، دارة الملك عبد العزيز ومسيرة عشرين عاما (1972-1992م) ، الرياض: إصدارات دارة الملك عبد العزيز ، 1992.

2.   موقع دارة الملك عبد العزيز الالكتروني

http://www.darah.org.sa/