أشلاء حلم

هنا تضوع رائحة الأحلام
تتشكل أطياف الذكرى
صور تتقاطع فيها الأجزاء
من لحم و دم و عظام
وهنا استلقى الشاطئ
على أهداب الأمل الموعود
وعلى صمت الساحل
خاطرة تلمع
يراع يلعق أغوار الكلمة
شعاع يحتضن النسمة
خيط يرسم وجه الماء
والنجمة والصنارة والصياد
في كل مساء
شوقاً وشراع
سارية تتأبط عاصفة المجهول
أغنية تتدلى من صوت النهام
أمنية من رمل الشاطئ تبني
بيوتاً وقصوراً وقلاع
وحين يلامسها الموج
تتهدم كرذاذ تحت الأقدام
تتلاشى في وهج الماضي
آمالاً تلهث كسراب الصحراء
عطشى وجياع
ليبني النورس فوق ملامحنا
أوكارا للدهشة والأوهام
***
وهنا لازال الشاطئ
يبحر فينا و يغوص
يقتطع من العمر سنينا
يبحث عن ذات
عن أمنية عن مجداف يحمله
مابين المعقول واللامعقول
وفي الأفق هناك تبقى اللحظة
حيث الشفق الأحمر و الزمن المفقود
تمضي و في لهف تغرق..
..تلفظ أنفاس سفينتها
أشلاء ..أشلاء
تجلس تحت نخيل الأيام
تنتظر .تحترق.ولا تدري
عن معنى الرحلة
نحو المجهول
تتصاعد دخانا
تتكاثف حزنا
تتوسد كابوساً لتنام
في بطن سحابة
تمطر ملحا
تتساقط وتذوب
تدفن تحت الأرض
فتخرج من تربتها أرواح
وهياكل موتى كالأشباح
تتحرك تلعق أصباغاً من فرشاة الرسام
تتلون داخلها الأحلام
صور تتقاطع فيها الأجزاء
من لحم ودم وعظام 

Please publish modules in offcanvas position.