أعيديني إلى بوابة الزمن
لكي أختارَ ميلادي
وأيامي
وعنواني
وأرفض بعضها خجلًا
لضعفي وانهزاماتي
فلا خوفٌ يحاصري
ولا همٌ يقيدني
ولا قحط يدثرني بتشرينِ
ولا نخلٌ ينزُّ دمًا
رحيلَ الشمس عنه ضحى
بنيسانِ
أعيديني
إلى جدران مدرستي
وبعض دفاتر ضحكتْ
يداعبُ حبرها أصداء ذاكرتي
مع الرفقاء والشَغَبِ
أعيديني
لداليةٍ تُظلِّلُني
بباحة دارنا عبقتْ
بكبادٍ ونارنج
ويسقيها حنان أبي
يدندن في البساتين
و أقطف ياسمين الدار طاقاتٍ
وأجدلها قلائدَ من فصولِ الشوق في صدري
فأسمعُ ضحكة كبرت
تجلجل هاهنا طربًا
كصرخات المجانين
أعيدي لي صباحاتٍ معطرةً بدمع الفجر منحنيًا بمحراب
ومسبحةً
يناجيها شذا أمي ترتّق لي فساتيني
أعيديني...
لأحلام تؤرِّقني
طوال العمر كم ذبحتْ بجلاد
فماقُتلتْ
وماوهنتْ
ولا أرضًا تحطُّ بها فتأويها وتؤويني
وكم بقيتْ تجوب بعِنْدها الأزلي
تعشش في مخيلتي
وتبحث عن مساحاتٍ تروقُ لها بأوطاني
فماوجدتْ
ولارضيتْ بإذلال السلاطين
فعاشت عمرها وجلى
فهذا الواقع المدْمى بتدبير الشياطين
وهمسات المساكين
يهددها بسكينٍ
يقهقهُ في ظلام الليل يقتلها ويرثيني...
.
.
.
.