مؤخرة الجيلالي

هكذا تحدث " الجيلالي " :

أنا " الجيلالي " أصلي فيلالي ، اقتلني و لا تعاندني – أوهو طارت معزة – أنا ابن الصحراء ، مغربي جدا أنا، برجي ترابي الهوية ، أخلاقي رملية ، مواقفي حربائية ، ووطنيتي زوبعية ...

 

 

ولدت في ليلة ظلماء حالكة ، علىفراش نتن تقاسمت دفأه العناكب و القطط ... وصمت بتوحيمة فحمية على خدي ، فداع صيتي . دفنت أعراف و طقوس و تقاليد قومي جوار قبر ضحية يوم ختاني, غشاءحشفتي ، وزائدة يوم مولدي ؛ سرتي ... تؤرقني الرياح الغربية لأنها كلما هبت حملت معها أكواما من رمال صحرائنا المغربية و أمواج شواطئنا العلوية ... أحتفل مصليا بهبوب الرياح الشرقية ... أنا قضية من لا يملك قضية ... أنا نبراس هذا الوطن ... أنا من كاد أن يكون رسولا ...أنا معلم أبناء هذا الوطن ... سحقا لأولئك الذين يرتزقون من قضيتي ... ينتحلون صفتي ... يقرنون اسمي بالأزمة و يطلقون على ورشة عملي إسم مصنع البطالة ... أنا المجتمع و الأمة ... أنـا كـلمـة العـلـم ، أنـا المـهنةالـشريـفة و الجمـلة الصحيـحة ... أنـا الـفاعل و الحال ... أنا البديل الذي لابديل له ... أنا القيمة المطلقة ... أنا أهم المتطابقات و أصعب المعادلات... وتأكدوا أنني لست المسؤول عن التدني .أنا المطلق و المجرور ... أنا المعيار المكسور ... أنا الإنسان المهضوم ... أنا الأنا الأعلى... أنا الوطن ... أنا التناقض ... أنا الكتاب المفتوح ، فاقرؤوني ... و تأكدوا أنني لست الأزمة ...

 

 

الـــدولــة : تقول عنها إحدى النكت المحظورة أنها تستغل نوم الميزانية و غفوة المديونية لتغتصب الشعب مستيقظا ،جائعا ، مريضا ، أميا ، متخلفا ، فقيرا ... لن أطيل في تعريفها لأنني أعشق الحرية ولا أنوي الإقامة داخل سجوننا المزرية ...

 

التـعلـيم : على وزن " البنـدير " أشبـعوه ضـربا و صـفعا ،سخنـوا جلده المغـشوش و كلما تمزق غيروه بآخر . تناوبوا على إيلاج إبهامهم في خرمته العسلية حتى أدموها ... ميزتهم أنهم " هياتة " أكاديميـون ، حـصانتهـم إما بـرلمانيـة أو وزاريـة ... أسـاؤوا ضـبط الإيقاع على " البندير " فاختلط التذوق بالرقص بالصرع ...

 

الـمـعـلـم: " دون كيشوت دي لما نتشا " يلقي درسا في موضوع آداب قضـاء الحاجـة " لطوم سايور " تائه هو دائما في البحث عن الكرامة و الرضى المهنيين ، و المناداة بتحسين أوضاعه الإجتماعية و المادية . لكنه لا يدري أنه فقط يصارع " ناعورات " طواحين هوائية ...

 

 

الـمـتـعـلـم : أهانته مقدمة ابن خلدون و كرمته مؤخرتي ، ليست تلك التي اهترت بفعل ملازمتها للخشب و طالعها أصدقائي مرارا يوم كانت تعلق رجلاي على " الفلقة " بل تلك التي دونت في فصولها اعترافاتي ... تأكدوا فقط أنه غير مسؤول بتاتا على ما آلت إليه أوضاع " بنديرنا " – عفوا تعليمنا - .

 

 

الــبـيـداغـوجـيــا: لن تنالوا بركاتها و دعواتها ، و لن تتمكنوا من ضوابطها و آليات ممارستها إذ لم تتمسحوا بجدران " ضريح سيدي بيداغوج الديداكتيكي ." و تمزقوا عند بابه مرسوما وزاريا أسودا أو تصريحا حكوميا وهميا ، و تحرقوا فوق قبته مسودة إصلاح هدام ، أومطبوع هيكلة مدمرة . لكن احذروا من إثارة غضب الممولين الساهرين على الإشراف عليه من بعيد.

 

 

الـتـربـيـــة : لماذا لايريدون الإعتراف أنها ملك تخوصص لفائدة التلفزة و الشارع مجانا ؟؟؟

 

 

المسؤولية : اسألوا عنها حورية لقد تجردت منها بكل ذكاء ، و استعارت ذيل سمكة ثم فرت إلى أعماق البحر الأسود ، لكنها لم تتوقف عن الإيقاع بضعاف النفوس و إغراء ذوي الذمم الرخيصة .

 

 

الأمــانـــة : يتناوب عليها الأمناء اغتصابا ، طلقت زوجتي لأنها أقسمت أن نسمي ابننا "أمين "، و أنا اخترت له من الأسماء " جلول " " اوهو طار بندير " .

 

 

الــجــيـــلالي : معلم أنا الآن ، لكنني أقسمت أن أصبح وزيرا ، أقسمت أن أولج كل أصابعي في خرمة بندير الحكومة ، لن أمزق جلده المغشوش ؛إنما سأبادر بترقيع ثقوبه بعلكة ماعزتي الولية الصالحة ...

 

 

الطهـــارة : مؤلمة هي يوم الختان و افتضاض البكارة ، داميةأحيانا و قاتلة أحيانا أخرى ، لكن هل من الطهارة ختان البنات ؟ هل من الطهارة أن تخلع جدتي سروالها كلما همت بالصلاة ؟

 

أنا " الجيلالي " أعترف لكم أنهم ... أفقدوني طهارة أخلاقي ...

 

 

الـفـرعـيـة : تذكرني بمستوطنات اللاجئين و الغاصبين ، نائية ، قصديرية ، خشبية ، ... احذروا من " الجيلالية " جارتكم الخفية ، تأكدوا أنها لن تتورع على تسلق درجات عمودكم الفقري تجاه أدمغتكم لنشر غسيلها أو لإرغامكم على التحدث بلسانها .... تسلحوا بالإيمان و قراءة القرآن وحب الطباشير و الوطن و أبناء هذا الوطن و لا تستجيبوا لإغراءات " حورية " ووساوس " الجيلالية " .

 

 

الـمـسـتـقـبـل : يختصره المعطلون في حلم قد ينالونه على المدى البعيد ، و قد لا يتعدى أن يحتل له حيزا فوق لافتة باهتة مثقبة على شكل مطلب صغـير ، لا يـردد إلا أيام الإضـرابات والاعتـصامـات و الوقـفات الاحـتجاجـية ، حـلـم هضمتـه البـطالة ، فتغوطته كابوسا كريها ... و تقيأته شظايا موخزة للعين و للقلب و للمجتمع...

 

حلم لا يعدو أن يكون حقا من حقوقهم كمواطنين ... حلم اختزلوه في الثالوث التالي " وظيفة ، مسكن ، زوجة " ... هذا هو حلمهم الفيروزي وأمل مستقبلهم العوسجي . أنا الجيلالي أكره المعطلين الخاملين ، أكره كل المجازين الصامتين ، الخانعين ، الراكنين النائمين ، و أكره كل من حور ثالـوث المستقـبل كمايلي " وظفوني ، أسكنوني ، زوجوني ."

 

أنا الجيلالي أستعير مثلا مغربيا يقوم " اخدم باطل أحسن ماتبقى عاطل ، و لاشفتيها احفات دبر على شي قفة و ارجع حوات " و أضيف إليه " و عنداك تمشي تفكر فالحريك ". 

 

 

Please publish modules in offcanvas position.