إلى الشاعر المجيد في كل الأزمان ، إلى ضمائر الأمة المستنيرة ، الذين لا يسفكون دماء الكلمات استجداء على بواب الحكام ، إلى من أوقدوا نيران الهمم ، وجعلوا من الكلمة أحدّ من نصل الحسام ، إلى من تعيش كلماتهم معاناة أوطانهم أحساساً صادقاً ، ومسئولية كاملة ، إلى حبيب أبن أوس الشاعر المجيد الذي أشعل شعره نيران الحق والكرامة ، فذكر التاريخ دور المعتصم وأغفل دور " أبو تمام" في فتح عمورية .
إلى المتنبى الشخصية المتفردة ، الذي أحب فأخلص فكان سيف الدولة الحمداني الذائع الصيت والشهرة, لا بفضل بطولاته وفروسيته فهناك من يفوقه في ذلك ، ولكن الفضل يعود إلى سيفيات المتنبي التي شغلت الأذهان .
إلى روحاً هي نفحة سماوية ، وقلب بسعة الأرض ,إلى الشاعر محمد إقبال .
إلى طاغور شاعر الهند العظيم, الذي لا يقل عن غاندي في التصدي للاستعمار البريطاني ، إلى كل من يحملون هموم أمتهم ،يعيشون بها ولها ينفقون العمر ، في الوقت الذي يوجد فيه الكثير من الشعراء والأدباء ممن يعانون من انتفاخ ثقافي ، والذين ربما اهتموا بقضايا العروبة ، لأنها تمنح مصابيحهم زيتاً ولكن مصابيح هؤلاء لا تضيء الطريق لأبناء الأمة العربية ، لأنها ممزوجة بالنرجسية ، لا تحمل إلا هموم الأنا بعيداً عن الّهم العربي ، في المقابل هم قليل جداً من هم في ولاء البردوني وابو الأحرار الزبيري وأمل دنقل وسميح القاسم ومحمود درويش وتوفيق زياد وهارون هاشم رشيد والجواهري , هؤلاء الذين رفضت أرواحهم الواقع ، وتعالت عليه وسعت إلى تغييره . لهؤلاء عظيم إجلالي .