شاعر القدس

و لكني لست المفتونة بكلماته و إن كنت أؤمن، لست القارعة على باب الخيال و إن نسجه ليصدق، لست الثملة و بيني و بين كأس أشعاره قداسة المدينة، و أي دعاء لا يصرخ بالثورة إلحاد لا غزل على الأرض يشفع له، إلا رصاصة، عبثا حاولت تليينه علني أحمل البندقية أو السكين، فيجيب أن وجودي أدفأ من نار، و ذكائي أحد السيوف، أطلب إليه أن يعلمني كيف أزرع لغما، يمسك بيدي و يقول أن أحاديثي حقل ألغام لا يخشى أن تمزقه و تنثره لتبعثه في صورة ترضيني و لن يبالي إن لم تكن ترضيه، دوختني قدرة هذا العاشق على إعطاء نفسه الحق بأن يفوقني وطنية، و القلب في كل يوم يخون حبه مع أحلام جهادية، سألته كيف يرفض أن أحمل معه خطاطيف القضية التي تعنيني بقدر ما تعنيه،... غضب، صرخ أن من واجب الرجل حماية عرضه و عليها الاكتفاء بقبول الحماية، قلت أنه ابن القدس، معها لا يمكن أن يكون ثائرا و شرقيا،... صمت...

و ها أنا اليوم أرتدي السواد، أجلس في غرفة ترتدي السواد و النحيب، تصرخ إحدى النسوة قائلة:" لمن تركتني بعد رحيلك، لمن تركت أطفالك؟"، و تقول أخرى:"من بعدك يملأ مكانك يا حبيبي؟ من؟" ... وجهي تغطيه الدماء بدل الدموع، تحجبه سحابة دخان السيجارة، أنظر عبر النافذة و أقول نصف منكرة و نصف منهارة:" رحل قبل أن يعلمني كيف تشحذ الكلمات سكينا ينتقم.".

 

Please publish modules in offcanvas position.