إبحار

أيها الظامئ للنجوى

تملّ الكأس ، أترع وجدها،والظى حنيناً واشياقا

إنه الإبحار قد يغنيك عشقاً وانطلاقا

وإذا ما ثار فيك الوجد ، أعلن عشقك المجنون في كلّ الجهاتْ

إنه الغوص بقاع البحر  ِ حيث اللؤلؤ الشفّاف مسكون به لون التمنّي

فامخر البحر قوياً، لا تخف عصف الرياح

إنه العشق بقاع البحر لا عند الضفاف

                                                                 #

إنك الطائر في الحلم ، تجوب الأفق من غير جناح  ٍ

كلما آنست نارا في الهوى،ازددتَ هياما وانشراح

مذ أثارت روحك الذكرى وطارت  

رفّ عصفور الكلام على معان  ٍ من خزامى

وابتدت أوهاجه تسكن في جنبيك ، لا تخشى ملاما

ليتها قد فتّقت فيك المواجد واكتفت

لكنها قد أشعلت فيك المواجع واختفتْ

كنتَ لا تدركُ معنى العشق مشدوداً إلى الأصداء في  ضوء المرايا

تفتح الأبواب باباً بعد باب ، تدخل الآفاق والأعماق من غير حجاب

بعدها مرّ زمانٌ ( يا  زمان الوصل ...) لا.لا لم يعد وصلك حيّا

رحتَ في نجواك ، في وجدك تسبح ُ

والقلب يغنّي موسقات الروح في ظلّ المحبهْ

تبعث الألحان نجوى للأحبهْ

دونما تسأل ، يأتيكَ الجواب... يتجلّى الوجد وهّاج المحيّـا

فترى البهجة في القلب وفي الروح جليّـا

أيّ هذا الوجد مثل الصبح لاح...في تسابيح بها روح السماح

                                                                          #

أيها الطائر في الحلم ،تهجّ اللغة السمراء في العشق ، وغرّد عندليبا

وامتط ِ الريح إلى أعلى الغصون

إنه الرقص على الجمر به يمتدّ حبل الوصل دفّاقاً

من القلب إلى الروح ، من الروح إلى القلب ِ

إذا ما انداح فيك العشق يا .. تصلُ الأعماق بالآفاق ، والآفاق بالأعماق  ِ

عندها تدري بأنّ الوصل للروح وللقلب حياةْ

وترى البحر مليئاً بالنجوم السابحات الحالماتْ

وترى الأقمار كالورد بألوان على صدر السماء

ونجوم الليل كالزهر على خدّ المساء

حيث يستيقظ فيك العشق تهمي كرذاذ  ٍ

تُسكن الأقمار في الأزهار ، والأضواء بالألوان ، والشطآن بالإنسان ِ

يسكنُك الهيامُ ، تراه يبعث نفحة الأطيار والأطياف فيك ، وبعدها..

تتجلّى.. حيث تنسى الوجد في سكر شفيف ، تحسب الرقص على الجمر صلاه

ينتشي القلب ، وتغنى الروح ، يشتعل الجسدْ

عندها تَهذي - حبيبـي – بالذي يجري ولا يجري ، وقد تدري ولا تدري..

و تتلظى إلى أن تتشظّى

عندها تصرخ : يا الله..أرجوك المددْ

                                                                        #

بعدها تصحو كما تصحو السماء

وترى الفرحة في عينيك أسراب حمام

وتناجيك مواجيدُ الليالي في شفيف من هيام

إنه العشق به الأوهاج نجوى الروح ، والوجد ارتحال لسماء  ٍ من صفاء

                                                                        #

أيها الظامئ قل لي: هل تجلّيتَ ، وأترعتَ بعطر الورد ، أمْ ..؟

إنه الإبحار حيث اللؤلؤ الشفاف في الأعماق لا عند الضفاف

فامخر البحر قوياً،لا تخف عصف الرياح

إنك الطائر في الحلم ، تجوب الأفق من غير جناح

إنه الرقص على الجمر ، به ترقى إلى ألق الصباح

يتجلّى الوجد  في الروح التياعاً واتساعًاً حيث يمتدّ ويرتدّ ، وتشتدّ الدوائرْ

فيه تسمو ، ثم تعلو ، بصفاء ، ونقاء

إنك الهيمان بالنشوة من سحر اللقاء

إنك المفتون في اللحظة من سرّ الفناء

يا حبيبـي : إنّ عطر الدوح فوّاحٌ ،

وطيف الوجد لمّاحٌ ، ووصل الروح قتّالٌ

به النجوى خيولٌ في المدى تمضي

مرايا ترسم الأحلام ، تُقصي الليل والأوهام

تجدّد ما تداعي الأمسَ فوق خريطة الأيام

تعيد الصحو للإحساس والوجدان

وتأمل بالذي سيكونُ ، تأسى للذي قد كان

يولد بعدها الإنسان .

 

 

 

Please publish modules in offcanvas position.