الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-2006, 07:08 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عوض عثمان عوض
أقلامي
 
إحصائية العضو






عوض عثمان عوض غير متصل


افتراضي نهاية الرحلة -- قصة قصيرة

وصل عبدالحميد مبكرا الى محطة القطار .. وما زال امامه متسع من الوقت حتى يتحرك القطار المتجه الى الخرطوم ...
صادفه احد اهالى المنطقة وسأله :
-- ماشى وين يا عبدالحميد من الصباح كدة ... الظاهر عليك مسافر ؟
_ ايوا .. استلمت امس برقية من الخرطوم ولازم اكون هناك اليوم ... ولقيت فرصة بصعوبة فى الترولى دة ..
وفى سره سب ولعنه قائلا : ليهم حق ناس الحلة كان سموك ودنكير ... لاسئلتك الكثيرة ومسيخة زى وشك ..

فكر قليلا ياترى ماذا حدث لصديقى عياد ؟ هل اصيب بمكروه ؟ وهل ...... الخ , لقد كان عياد من اعز اصدقاؤه لقلبه فقد
درسوا معا بجامعة الاسكندرية ورغم مرور الاعوام الا انهم يحتفظون بصداقتهم القوية تلك ... ورغم انتمائهم لديانتين
مختلفتين الا ان هذا لم يكن له اى اثر البتة ....
فكانوا من الجيل الذى خرج لتوه من نكسة 1967 م فعاشوا تلك الايام المثقلة بالجراح فى مصر ... وكانوا مائلين الى
تيار القوميين العرب الذى انجذب له العديد فى ذلك الوقت ....ورغم الهزيمة فأنهم استبشروا خيرا فى المستقبل القادم ...
وكانوا على اطلاع واسع بالثقافة والادب والشعر .. فنهموا من قراة تلك الاعمال الادبية والشعرية لكتاب كبار مثل :
( توفيق الحكيم , طه حسين , نجيب محفوظ , الجواهرى , رئيف خورى , خليل حاوى , قبانى .. الخ ) ومن كتاب غربيين
وروس مثل : ( بلزاك , فولتير , جويس , دوستوفيسكى , توليستوى , مكسيم غوركى , فرجينيا وولف , وليم فوكنر ) ...
وهذا اضافة لحضورهم للندوات السياسية والثقافية .... والذهاب لدور السينما وحضور بعض حفلات ام كلثوم وعبدالحليم
التى كانت تمثل لهم قمة الروعة ...بل تعطيهم دافع لأحراز اعلى الدرجات فى الجامعة ....

كان عبدالحميد من عينة الناس الذين يفضلون قراءة الكتب .. حين يكون فى سفرية طويلة وشرب قليل من الكحول ( عرقى )
مبررا ذلك بكسر الملل والانتظار الطويل ..وما ادهاه كان يضعه فى علبة مشروبات عادية بحيث تبدو شئ مألوف لكل من
ينظر لها ... ولكن حين وصل داخل عربة القطار تغيرت حساباته رأسا على عقب وقال فى سره :
-- ما هذه الرحلة الغريبة ...ربنا يوصلنا على خير .
ماراه عبدالحميد وجعله يستغرب كان هناك رجلان يبدو عليهما الحزن والاسى الشديدين ... وكانوا برفقة جثمان وخمن
ان المتوفى عزيز عليهما جدا ...
سرح بعيدا وفكر فى رحلة الانسان من الولادة , الطفولة , الشباب , الشيخوخة ثم الموت ...وقال مؤكد ان المتوفى كان
سعيدا فى حياته وله ذكريات جميلة لكن الموت خطفه بغتة .... ولا يستطيع احد ان يتحدى الموت ...

اما فى المقعد الذى امامه وعلى اليسار ... جلست سائحة اجنبية حياها عبدالحميد بابتسامة ... تبدو فى العقد الثالث من عمرها
وفاتنة الجمال والقوام وتحمل شنطة ظهر كبيرة وضعتها اعلى الرف ... فخمن ان تكون من يهتمون بالاثار .. فقال لنفسه :
-- ما اعجب هؤلا الغربيين .. يقطعون الاف الاميال لمشاهدة اثار فى اقصى شمال السودان , ونحن ابناء البلد لا نفكر ابدا
بالذهاب لتلك المناطق ... او حتى مشاهدتها فى التلفزيون ....

من حسن الصدف كان عبدالحميد ضليعا فى اللغات وخاصة الفرنسية التى درسها فى كلية الاداب ... وبعد حديث تعارف
مع الفتاه الاجنبية عرف انها من فرنسا وتدعى ايزابيلا ... وقدمت للبحث فى اثار منطقة جبل البركل وكانت متخصصة
فى حضارة نبتة / مروى (1580 / 1090 ) ق . م .... تحدثت له عن تلك الفترة ببعض الاسهاب .... اراد عبدالحميد
معرفة مدى المامها بتلك الفترة فسألها :
-- ماهى الالهة التى عبدها المرويون فى تلك الفترة ؟؟
-- المرويون عبدوا امون رع وقد كان اله الدولة الرسمى , ابرماك الاله الاسد , سبوى مكر الاله الخالق , ايزيس ,
مندولس وموت ....
-- شكرها على تلك المعومات .. وقال فى سره : تتحدث عن تلك الفترة وكأنها احدى سكان تلك المنطقة فى ذلك الزمان ..
-- ايزايلا ايضا سرحت وقالت لنفسها : هذا الرجل يتحدث الفرنسية كأى مواطن باريسى ...

نظر عبدالحميد خارج القطار وسرح قليلا ... وقال يبدو انه ليس لدى نصيب فى الشرب ولا القراءة فى هذا اليوم العجيب ,
ويجب ان احترم حزن الاخرين ... واكثر ما يحيرنى انه كيف اجتمع الموت والحياة فى ان واحد ... على يمينى هذا الجثمان
المسجى وعلى شمالى هذه الفتاة البديعة الجمال ......
وقبل ان تغرب الشمس بدأت الخرطوم تلوح من على البعد ... وسوف يمضى كل منا حال سبيله ... الجثمان سيوارى الثرى
واذهب انا لصديقى فى حى المسالمة , وتعود ايزابيلا لبلدها ... كل منا يسلك درب مختلف ... وفى الاخر يجمعنا الموت مرة
اخرى ... وتذكر انه منذ فترة قرا رواية للكاتبة الانجليزية اجاثا كريستى Death Comes As the End ( فى النهاية يأتى الموت ) .. قالت كأن الموت يسخر
منا جميعا قائلا : ( كل واشرب ونام , وكن سعيدا ..... ولكن ستموت غدا ) ....

( انتهت )
لندن 2005/12/11
عوض عثمان عوض






 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:19 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط