|
|
منتدى قواعد النحو والصرف والإملاء لتطوير قدراتنا اللغوية في مجال النحو والصرف والإملاء وعلم الأصوات وغيرها كان هذا المنتدى.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
|
30-07-2006, 05:19 AM | رقم المشاركة : 1 | |||||
|
الإسناد وقيوده في الجملة العربية / ح 2
بين اللغة والفكر علاقة وشيجة لا يمكن أن تنكر ، فاللغة والفكر يعبر كل منهما عن الآخر تعبيرا كبيـــــــرا ووطيدا ، فمثلما نعد الفكر الموطن الأول لما يريده المتكلم التكلم به ، كذلك اللغة تمثل الألفاظ التي يترجم بهــــــا الإنسان الفكرة المعينة ، أو الأفكار المتعددة ، فحين ينطق بتركيب معين لا بد أن نعي أن هذا التركيب نتيجـــــــة لصورة عقلية أو عملية ذهنية . إن هذه العملية الذهنية تعد أولى الخطوات لبناء جملة ـ أيا كان معنى هذه الجملة ـ ، وعلى هذا الأساس تعــــــــد العملية الذهنية أساس قيام كل جملة ذات معنى تام ، مفيد فائدة يحسن السكوت عليها ؛ لتحقق الفائدة . وحين نتعرض لمسألة الإسناد في الجملة العربية لا بد أن نعرج على مسألة العامل ، فنظرية العامل إحدى حلقات الدرس النحوي المهمة ، وقد أخذت مكانا كبيرا مهما في فكر النحويين ، فنراهم يتحدثون عنه كلما ذكر الإعراب وما يتعلق به ، موضحين أن ( الحركات ) إنما هي بسبب تعاقب العوامل على الاسم ، وتغايرها ، واختلاف وظيفة الاسم المؤداة داخل النص بما يحدثه العامل من أثر لفظي يختبىء وراءه أثر معنوي . واختلفت العوامل باختلاف طبيعة التراكيب اللغوية ، وبحسب استعمال المتكلم لطبيعة ذلك التركيب ، وما يراد من ورائه ، فقسمت العوامل إلى : 1 . عوامل قوية : ومما يندرج تحت هذا المفهوم الفعل ، على أساس جهتيه ( عنصريه ) ؛ الحــدث ، والزمــــن ، باستثناء الأفعال الناقصة ؛ لخلوها من عنصر الحدثية . 2 . عوامل ضعيفة : التي لن ترتقي إلى ما ترتقي إليه العوامل القوية من حيث العمل في ما بعدها . وقف النحويون ـ إزاء نظرية العامل ـ موقفين ؛ ما بين مؤيد لها ـ وهم أغلب جمهور النحويين ـ ، وما بين رافض لها ، ويمثل هذا الموقف ابن مضاء القرطبي : ( 592 هـ ) ، ودوافع نكرانه إياها معروفة ، ومنطلقه معروف أيضا . ليس ينكر فضل العامل في فهم دلالة الجملة ؛ لتأثيره في الاسم الواقع بعده في نظام الجملة الفعلية ؛ المتعدية ، واللازمة ، ويكون عمله ( تأثيره ) من جانبين : 1 . لفظي : بتغاير العمل . 2 . معنوي : ببيان الوظيفة النحوية للفظ . ولا بد قبل الولوج في قيود الإسناد أن نستكشف العلاقة الخطابية ، لفهم كيفية دوث المعنى داخل الإنسان ، إذ يتعرض الإنسان لمواقف عدة ، ما بين فرح ، وحزن ، وصحة ، وألم ، واسترخاء ، وشدة وغير ذلك من المعاني ، فأين تحصل هذه المواقف التي هي حقيقة معان تتوارد على الإنسان ؟ . إن نفسية المنشىء هي عنصر التأثر بالمعاني ( ولذلك عدت عنصرا مهما من عناصر السياق اللغوي ) ، وعلى ذلك فإن المعنى الأول يتكون في نفسية الإنسان ، وينتقل هذا المعنى عن طريق إيعــــــــــــازات ( حسية ) إلى الذهن ، وفي الذهن تتكون ( صورة ) ذهنية بجهتيها ، وتتم الإيعازات ( العصبية ) مـــــن الذهن إلى أعضاء النطق ، فيتم إنشاء الجمل والعبارات والتراكيب على هيأة أصوات منطوقة . وتنتقل من أعضاء النطق عبر الحيز الهوائي على شكل ذبذبات صوتية من المخاطِب ( المتكلم ، المنشىء ) إلى المخاطب ( السامع ، المتلقي ) ، يستقبلها المخاطب عن طريق الأذن الخارجية ( بصواوينها ) التي هيئـــــــــــت لاستقبال أصوات معينة بحسب الشكل الذي هي فيه ( بغض النظر عن الجوانب الفسلجية الأخرى كحمايــة الأذن الوسطى والداخلية ) . هذه الأصوات التي تستقبلها الأذن الخارجية تدخل إلى الأذن الوسطى ( طبلة الأذن ) ، ومن ثم إلى الأذن الداخلية ، فتنتقل هذه الأصوات من الأّن الداخلية إلى الذهن بوساطة الإيعازات ( العصبية ) ، فيتم تنظيم الأصوات ، وترتيب المعاني ، ومن ثم تكوين صور المعاني ، فترسل الصور إلى نفسية المتلقــــــــــــي ، فيحصل التأثير والتأثر . وعلى هذا الأساس فالـ : ( إسناد ) هو الجزء غير المنطوق في الجملة ، كونه إحدى العمليات الذهنية التي يقوم المخاطب باختزانها للوصول عما يريد إيصاله ، وعما يريد التعبير عنه بطرائق مختلفة ؛ كالإشــــــــــــارات ، أو الأصوات ، أو الكتابة ، ومن هنا تتحول العملية الذهنية إلى صورة منطوقــــــة ( فونولوجية ) ، أو إلى صورة لفظية ، أو إلى صورة إشارية ، فيتم الإخبار ـ آنئذ ـ . ومن هنا نفهم أن الإسناد إنما هو الصورة الذهنية؛ ولذلك يعد أساسا في كل جملة ، فكل جملة لا بد أن تكون هناك فكرة سابقة لها ؛ ولذلك يجب القول : إنه لا يجوز أن تخلو أية جملة من الإسناد ( الصورة الذهنية ) ؛ لأن : " لو جردا ـ المبتدأ والخبر ـ لا للإسناد ، لكانا في حكم الأصوات التي حقها أن ينعق بها غير معربة " . وقد أشار المستشرق برجشتراسر ( 1932 م ) إلى دور المسند في تحديد نوعية الجملة ، كما أشار إليه النحويــــــون قبلا ، قال : " والجملة مركبة من مسند ، ومسند إليه ، فإن كان كلاهما اسما أو بمنزلة الاسم فالجملة اسميـة ، وإن كان المسند فعلا أو بمنزلة الفعل فالجملة فعلية " ، ولهذا الأمر نظائر لا تحصى ؛ آيات ، وأشعـــــــارا ، وجملا . إن طرفي الإسناد كانا موضع اهتمام النحويين ؛ كونهما يفضيان إلى دلالة الجملة على وجهها الدقيق ، فــــــــــذا سيبويه ( 185 هـ ) يشير إليهما في باب عقده أسماه : " هذا باب المسند والمسند إليه وهما ما لا يغني واحد منهما عن الآخر ، ولا يجد المتكلم منه بدا ، فمن ذلك الاسم المبتدأ والمبني عليه ، وهو قولك : ( عبد اللـه أخوك ) ، و : ( هذا أخوك ) ، ومثل ذلك : ( يذهب عبد اللـه ) ، فلا بد للفعل من الاسم ، كما لم يكن للاسم الأول بد مــن الآخر في الابتداء " . عبر سيبويه ـ وتبعه المبرد ( 285 هـ ) وكثير من النحويين ـ عن ضرورة التحاق الاسم بالفعل ؛ لأنهما بمنزلة الاسم الواحد ، فلا فعل بلا فاعل ، مع مراعاة ألا يكون الإسناد في كلمة واحدة على وجه الإطلاق ، شريطة ألا تكون هذه الكلمة فعلا ؛ لأن لكل فعل فاعلا ـ إن ظاهرا ، ، وإن مستترا ـ وبذلك ينبغي وجودالاسم المسند إليه في كل جملـــــة يقصد من ورائها إيصال معنى معين مفيد ، ومن هنا عد الضمير نمطا من أنماط الاسم ؛ كونه صالحا للظهــــــــور والضمور . وإذا ما أنعمنا النظر في أهمية الإسناد العميقة لوجنا أنها تؤكد تمامها من خلال طرفيه في الجملة ؛ لأنهمــــــــــــا يوصلان بنا إلى تحقيق المعنى المطلوب ، والمقصود بطرفي الإسناد ؛ المسند ( اسما كان أم فعلا ، وعلى أساسه يحكم على الجلة بأنها اسمية ، أو فعلية ) ، و المسند إليه الذي لا خلاف فيكونه اسما أو فعلا ، ولا أثر له فـــــــي تحديد نوع الجملة . ورأى النحويون أن المسند والمسند إليه هما عماد كل جملة ، ومن ثم أطلقوا مصطلح على المبتدأ والخبر ، والفاعل ونائبه وما يشاركهما الحكم مصطلح : ( العُمَد ) ؛ لوجوب ذكره في الجملة ؛ تحقيقا للمطلوب منه مـــــن معنى ؛ وذلك : " لأنها من اللوازم للجملة ، والعمدة فيها ، و لا تخلو منها ، وما عداها فضلة يستقل الكلام دونها " . للموضوع تتمـة .... 02:17 الأحد 30.07.2006
|
|||||
03-08-2006, 11:38 AM | رقم المشاركة : 2 | |||||
|
مشاركة: الإسناد وقيوده في الجملة العربية / ح 2
|
|||||
03-08-2006, 06:36 PM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
مشاركة: الإسناد وقيوده في الجملة العربية / ح 2
|
|||||
03-08-2006, 06:51 PM | رقم المشاركة : 4 | |||||
|
مشاركة: الإسناد وقيوده في الجملة العربية / ح 2
لك الشكر والدعاء أخي الكريم د.حقي
|
|||||
03-08-2006, 07:18 PM | رقم المشاركة : 5 | |||||
|
مشاركة: الإسناد وقيوده في الجملة العربية / ح 2
آمين يا رب العالمين ، اللهــم اجعل عملنا نورا يهتدي به المتعلمون .
|
|||||
04-08-2006, 10:14 PM | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
مشاركة: الإسناد وقيوده في الجملة العربية / ح 2
أستاذي الفاضل د. حقي ,
|
|||||
04-08-2006, 10:22 PM | رقم المشاركة : 7 | |||||
|
مشاركة: الإسناد وقيوده في الجملة العربية / ح 2
|
|||||
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لغة توراة النبي موسى كانت العربية الفصحى لغة القرآن | رغداء زيدان | منتدى العروض - الموسيقى والقافية | 10 | 06-04-2024 06:31 PM |
لغة الإعلام و آثارها في تحقيق التنمية اللغوية | فاطمة الجزائرية | منتدى الحوار الفكري العام | 3 | 29-11-2010 02:00 AM |
الإسناد وقيوده في الجملة العربية / حلقة 1 | د . حقي إسماعيل | منتدى قواعد النحو والصرف والإملاء | 4 | 12-04-2010 09:57 PM |
تقرير خطير | أحمد الحلواني | منتدى الحوار الفكري العام | 4 | 27-06-2006 09:13 PM |
الفنان الليبي علي عمر الرميص والحروفية العربية لم تتأثر بالمدارس الغربية | عبود سلمان | منتدى الفنون والتصميم والتصوير الفوتوجرافي | 2 | 22-06-2006 03:26 PM |