القصيدة المئوية في نصرة أهل غزة

[د.سامر سكيك]

اختتام القصيدة المئوية لنصرة أهل غزة

الأحبة الكرام..
نزف إليكم خبر اتكمال القصيدة المئوية التي شارك فيها الأحرار والغيورون من شعرائنا وشواعرنا في أقلام..

وهذا هو الشكل النهائي للقصيدةالمكونة من مائة بيت والتي شارك فيها كل من:
سامر سكيك، مردوك الشامي، لطفي الياسيني، محمد بشناق، ضرغام شاهين، شاكر حبيب محمود، فاطمة محمد، رياض بن يوسف، كفا الخضر، إباد ناصر، عبد العليم زيدان، عمر الجزائري، محمود أبو أسعد، مصطفى حماي مسيسم، رضا الزواوي، مؤيد الصباهي

يا أهل غزة، لا عزاء ولا بكـاءْ=فالعـز أنتـم والكـرامـة والإبــاء
والصبر نصر والرباط فخاركم=فلتشرئبوا بالرؤوسٍ إلى السماء
لو شمسُ هذا الكون قالت: موطني=فترابكم يعطي القناديلَ الضياءْ
اليومَ تنكشفُ الحقيقةُ كلّها=أنتم حقيقتنا وما يبقى هباءْ
يا اهل غزة اشمخوا في كبرياء =انتم فداء الارض عنوان الوفاء
لا تقبلوا عيش المذلة والولاء=للطامعين بارضكم والاقرباء
مَا كَانَ مِنْكُمْ غَيْرُ شَعْبٍ صَامِدٍ=رَغْمَ الْحِصَارِ وَرَغْمَ بَحْرٍ مِنْ دِمَاءْ
إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّكُمْ لَنْ تُغْلَبُوا=مَهْمَا تَكَاثَرَ حَوْلَكُمْ أَهْلُ الْعِدَاءْ
وَالقَلْبُ يَشْهَدُ أَنَّكُمْ عِزٌّ لَنَا=وَبِأَنَّكُمْ أَهْلُ الكَرَامَةِ وَالفِدَاءْ
أكرم بغزة أولمت أبناءها=فدوى لكل عزيزة خنساءْ
قامت تقاتل عن بنيها كلهم=بئس العروبة عاقر بكماءْ
يا هذه التيجان ُ لست منيعة ً=اليوم َ غزة ُ أرجعتك ِ حذاء
نُثِرَ الطُّغاةُ على مشارفِ أَرضها=نثر اللئامِ على ذرى البغضاء
وكأنَّهم منْ فوقِ أسلحةٍ بَدَوْا=ككلاب غادرةٍ منَ الصّحراء
ورجالُ غزَّةَ لا تهابُ لئامهمْ=وكلابهمْ تخشى رباطَ حذاء
هم أهل مجدٍ ليـس يبلغ شـأوهم=إلاّ الـذي يـرقى بأخلاق الابـاء
الدمّ يشـــهـد مـن تأهّــب للـثرى=عشقاً تطرّزه البســالة بالدماء
بذلوا الدما وتكفنوا بإباءٍ=لما رأوهُ رسالةَ الشهداء
اهل لنا نفضوا القيودَ بجرحهم=فتطايرتْ اشظاؤها بنداء
يا عربُ اين ضميرُكم فمنامكم=اكلَ النهارَ بصرخة ٍخرساء
وتبددتْ اصداؤها بلسانكم=فتباشرَ الرؤساء ُبالاصداء
فهم الذين تخدرتْ اخلاقهم =وتسيَّستْ في زمرة الجبناء
يا اهلَ غزَّة َلا تذلُّ ربوعُكم=انتم قيامٌ بارتفاع لواء
مهما استبدَّ بضرِّكم اعداؤنا=فصدوركم سدٌّ علا بفداء
امة ًفي جرحها مطمورةً=كفن الحياة بنخوة الشرفاء
لا تلبسوا ثوب الخنوع بدرهم=سيظلُّ في التاريخ سوءَ رداء
بغداد ترسل كفَّها لدوائكم=وتضمكم في جرحها بدواء
أجسادكم حبر القصائد أثخنتْ=ببلاغة ما قالها الشعراءْ
يا أهل غزة أذنوا في فجرنا=فجميع هذي الأرض صارت كربلاء
ماهنتُـمُ حيـن الجحافـل قهـقـرت=ماخنـتُـمُ ولمثلـكـم حـــق الـثـنـاء
لن يخذل الانذال عزمك والاباء=يا غزة الابطال يا مجد الفداء
لن يقتلوا فيك العزيمة و الرجاءْ=يا عِزة القلب المضمخ بالإباءْ
يا غزة الأحرار صرت منارة ً=يعلو ضياها حين توقده الدماءْ
و سواك ليل مدلهم كافرٌ=يعلو مدائننا المليئة بالخواءْ
يا آخر الأسياف في أغمادنا=يا آخر النخوات في زمن الإماءْ
هذي بقايا من قصيد محرقٍ=قد ضاعت الكلمات في زمن البغاءْ
أهواك غزةأنت نبض عروبتي=و عقيدتي الخضراء و الحرف المضاءْ
إني أراك عروس عيد مقبل=في ضفة الغد زفها وحي السماءْ
فلتكتـبـوا الـتـاريـخ أحـمــر قـانـيـا=صوغوا الملاحم من دموع الابرياء
ولـتـأخــذوا مــنــا تــعــازي أمــــةٍ=ماتت بصمتٍ في كواليس الريـاء
يتسابق الاشبال رغم جروحهم=نحو الردى وبصدرهم نارالدماء
ياأهلَ غزة َذقـتـُمُوها مُرة ً =والحُـلوُ جناتٍ لكم فيها بقاء
الأرضُ إنْ نـَزَفـَتْ فذلكَ مولدٌ =وشروقُ عَصْر ٍ حانَ فيه الإرتقاء
والقهرُ جاء لكي تـزولَ مذلة ٌ =والصبحُ يأتي بعد طغيان المساء
ولسوف يندمُ من يبيع دماءهُ=للذلّ كي يقتاتَ عيشاً من رجاءْ
أسفي على ماضيكمُ,يا أمّةً=نامتْ, وما أحدٌ يلبّي للنداءْ
فإلى متى؟والجرح ينزف مؤلماً=ونهار عزّة صار بحراً من دماءْ
هل مات فيكم خالدٌ وقتيبةٌ ؟؟=هل ماتتِ الخنساء سيّدة النساءْ
قسماً بربّي لا أراني مخطئاً=إن قلتُ:متّمْ يا قليلين الحياء
وسيشهد التاريخ يوم نشوركم=يوم القيامة أنّهُ منكم براءْ
لله أرواح تسامت عزّةً=من غزّة الخير ارتقاءً للسّماءْ
القابضون على جمار ثباتهم=الرّاسخون على تقاليد الوفاءْ
الحاملون لواء حقّ لم يمتْ=يوما ولكن مات كلّ الأدعياءْ
لله أطفالٌ تسامق ظلّهم=حتى علا فوق الفجيعة والبكاءْ
ها هُم يفيض النّور من آمالهم=ها هُم حمائمُ أُلهمتْ معنى الفداءْ
لا لون إلا من غدير دمائهم=ينسابُ كي يمحو الرزيّة والبلاءْ
لم تقتلوهمْ!! إنما أرواحُهُم=ها هِي حلّق فوقكم في كبرياءْ
بين الجنان وبين غزّة سلَّمٌ=لن يُرتقى إلا بعربون الدّماءْ
فدماء شعبي إستحالت لعنةً =صبت على رأس اليهود بلاء
انشر بمعصمك العطور وقل لهم=كونوا نداء الصبح أو عصف المساء
لا تستكن للغدر لا تخش الوغى =واكتب على أمواج بحرك ما تشاء
أمـسـك يـدي هـيـا أخـي إنـي هنا =هـا قـد سـمعنـاهـا معـا أحـلى نــداء
اللـــه أكــبــر زلــزلــت أركـــانهـم =فتـمـاوجـت، فـي عــزة فينا الدمــاء
خــذني إليك شــرارة تذكــي بهــا =نــارا وثــأرا عــلّـنـا نحـيـي الـــرجــاء
حـلّـق بعـيدا عـن مـراتع ذلـهم =واطلب حيـاة العـزّ فـي سـاح الإبـاء
ارم الخـؤون بسـهـمك الـدامي ولا =تعبأ بأي من دعاوى الأدعـيـاء
واصدح بصوتك لا تلن لنباحهم و=اصـمـد فـأنت الحر في ساح الفداء
قـلـهـا بـفـخــر يابن غــزة عـالـيا=أنــا هـهـنـا بكـرامــتي رمـــز الإبــــاء
أنــا شـعـلـة فـي عالـمـي نــور أنـا =ســدّ، وحــامٍ أمـتي عـند اللــقــاء
أبـنـي مــنـارة أمــتي بـبسـالـتـي=وبساحتي أكسو العدا ثوب الفنـاء
روحـي فدى لعـقيدتي أحيا لـهـا =وبهــا أبـاهـي شـامـخـا فـي كـبريـاء
قــلـهــا ورفــرف عــالـيـا مـتعـالـيـا =حتى يـرفّ النصر نورا فـي السمــاء
يا جيشَ أولمرت الملطخ بالدما=عجبا، فرحت بـدك أفئـدة النـسـاء
وصنعـتَ نصـرك مـن دمـاء بـراعـم=وعـجـائـز عـــزلاء إلا مـــن رجــــاء
قُبِّحـتَ مـن جيـشٍ ذلـيـلِ صـاغـرٍ=لولا سلاحك كنت بعضا مـن رغـاء
أبطال غزة لا يضر صمودكم=نعق الغراب و رعشة الجبناء
انتم جبال بل أشد تجذرا=في الارض رغم عواصف هوجاء
و لكم إله لا يخلّي عبده=نعم الإله و سيد الكبراء
يَا أَيُّهَا الشَّعْبُ الَّذِي فِي أَرْضِهِ=يَحْيَا عَلَى أَرْضِ الكَرَامَةِ والبلاء
النَّفْسُ تَدْعُو رَبَّهَا أَنْ تُنْصَرُوا=وَهُوَ الَّذِي وَاللهِ أَعْلَمُ بِالدُّعَاءْ
تَدْعُو الأُبَاةَ إِلَى عَطَاءٍ مُنْقِذٍ=وَالنَّصْرُ يَلْزَمُهُ كَثِيرٌ مِنْ عَطَاءْ
وَلَقَدْ نَجِئُ بِهِ بِقَوْمٍ ثَائِرٍ=أَوْ قَدْ يَكُونُ مَجِيئُهُ فِي كُوبِ مَاء
فَانْصُرْ أَخَاكَ بِغَزَّةٍ فَبِنَصْرِهِ=سَيَكُونُ فِي قَتْلِ الغُزَاةِ لَنَا رَجَاء
يا جرح غزّة في غــد ٍ تبقى لــنا =شمس تواسينا إذا حكم المســاء
تبّا لصمت قد أمات عروبة =دهرا طويلا سادت العلياء
تخلو العروبة من رجــال قاوموا =وبارض غزة قاومت حتى النسـاء
والقادة الفـجّـار ُ فوق عروشهم =لا ينتخون َ ، ولا تحركهـم دمـــــاء
فلتنتفض كل ُّ الشعوب لكي غدا ً= لا يكتب التاريخ ُ عن شعب الإمـاء
لأظـن غزة وحدها في ساحــة =ملأى نباحا أو عويـــلا أو ثغـــاء
عظمت خطوب و انتصبتِ منارة=حملت لدين الحق خير لواء
ذلت يهودُ و في قلوبها حسرة =نفقاتهم ضاعت بهبّ هواء
يا غزة الاحرار قومي زغردي =فالنصر عرس و الشهيد حداء
يَا غَزَّةَ الأَبْطَالِ أَنْتِ عَزِيزَةٌ=وَلَقَدْ رَفَعْتِ رُؤُوسَنَا نَحْوَ العَلاَءْ
وَكَشَفْتِ زَيْفَ الْمُدَّعِينَ كَرَامَةً=وَبُطُولَةً وَهُمُ وَمَنْ خَانُوا سَوَاء
خَانُوا شُعُوباً أَوْكَلَتْهَا أَمْرَهَا=بَلْ قَدَّمُوا لِشُعُوبِهِمْ كُلَّ البَلاَءْ
سَكَتُوا وَيَا لَيْتَ السُّكُوتَ يُفِيدُهُمْ=سَكَتُوا بِلاَ إِحْسَاسِ خِزْيٍ أَوْ حَيَاء
فَغَداً سَيَأتِي دَوْرُهُمْ لاَ تَيْأَسِي=إِنْ لَمْ يَعُودُوا عَنْ مُمَارَسَةِ الغَبَاء
إِنْ أَمْعَنُوا فِي الصَّمْتِ دُونَ تَحَرُّكٍ=خَوْفاً عَلَى عَرْشٍ قَوَائِمُهُ الرِّيَاء
اليَوْمُ يَوْمُكِ يَا مَسَاكِنَ غَزَّةٍ=رَغْمَ الدَّمَارِ وَرَغْمَ شَلاَّلِ الدِّمَاء
سَيَعُودُ شَعْبُكِ رَافِعاً أَعْلاَمَهُ=وَالغَاصِبُونَ سَيَرْحَلُونَ إِلَى الفَنَاء