افتراضي مسألة الرجل اليهودي التلمودي وهويته المتوحشة والدموية !

[زياد هواش]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوني القرمة

توجه أبحاث مسرح أحداث النبوات وجهة اليمن توفر له باحثون كُثُر. وكمال صليبي كان هو من ألقى حجراً في المياه الراكدة، بمعنى أنه كان الرائد بين العرب في هذا الشأن. وأنا أظن أنه محق في جعل عسير أرضاً لنبوة عيسى - عليه صلوات الله - لكن هذا لا يمنع أن تكون النبوات السابقة عليه منتشرة في الجنوب، خاصة وإنَّ مجمع البحرين من الراجح عندي أن يكون هو عند مضيق باب المندب. وهذه النقطة تحسب لأحمد داود. أما الربيعي فقد خلط الأوراق مدعياً أن المسيحية بأقانيمها الثلاثة سابقة على اليهودية، وأن الإسلام الذي نحن عليه، سابق لهما. وله أحكام غير هذا لا تُقبل، وإن كان له بعض الآراء الوجيهة في جزئيات قليلة.

نظرية الدكتور كمال الصليبي تمتد على عدة كتب قدمت قراءة لها كلها في المنتدى هنا قبل سنوات...
والنظرية تشير بوضوح الى امتداد القصص التوراتية الى ما يعرف اليوم باليمن الشمالي وهو الامتداد الطبيعي لبلاد عسير.
وفي تحليله اللغوي لسفر يونان او يوناثان وابتلاع الحوت له، يشير الى جغرافية ما يعرف اليوم بحضرموت وسلطنة عمان.

[زياد هواش]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوني القرمة

من يحاربون فكرة نقل أحداث العهد القديم إلى جنوب جزيرة العرب، يتهمون القائلين بها بأنهم يشجعون "اليهود" على التطاول لادعاء ملكيتهم لهذه الأرض المقدسة. هؤلاء لا يعلمون أن قبائل بني إسرائيل كانوا قبائل عربية انقرضت، ولم يعد لها وجود. حتى بنو إسرائيل لا ينتمون لإبراهيم - عليه صلوات الله - ولا أستطيع أن أتوسع هنا، لأني أفصل هذا كله في قراءتي للآيات من 40 إلى 123 من سورة البقرة.

وغالبية يهود اليوم هم متهودون غربيون من الخزر - كما تفضلت - وموطنهم الأصلي: أوكرانيا وما حولها، وهم المسئولون عن انتشار اليهودية في الغرب.

مع انهيار امبراطورية الخزر بين بحر قزوين (بحر الخزر) والبحر الأسود حوالي القرن العاشر الميلادي تحت ضربات الامبراطورية الروسية انتشر اليهود الخزر في غرب روسيا ومنها اوكرانيا ثم على كامل أوروبا...
هناك مراسلات تاريخية موثقة بين وزير خارجية بلاد الاندلس تحت الحكم العربي وهو اليهودي حسداي بن شبروط وبين ملك بلاد الخزر يسأله فيها اذا ما كانوا هم السبط الضائع من بني اسرائيل !
ما يؤكد حقيقة تهودهم او تحولهم من الوثنية ايام ابن بطوطة الذي زار بلاد الخزر وكتب عنها، الى اليهودية بسبب ضغط بغداد الإسلامية والقسطنطينية المسيحية.

[زياد هواش]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوني القرمة

ما فعله أحبار الترجمة السبعينية كان أكبر تزوير في التاريخ، دفعهم إليه الطمع في تلك البقعة من الأرض التي كانت تحت سيطرة البطالمة (من برقة في الغرب إلى أقصى شرق الشام الكبرى). مشكلة الباحثين في مسرح اليمن أنهم يعتمدون على العهد القديم ويجهلون الإشارات الموجودة في القرآن الكريم، وإذا استشهد به أحدهم كان استشهاده باهتاً مبتوراً. ومنهم من لا يهتم - أساساً - بإشارات القرآن. الدكتور المصري أشرف عزت - على سبيل - المثال - يؤكد أن فرعون ليس مصرياً، وآل فرعون وأنبياء التوراة ليسوا أكثر من رعاة بلا حضارة، وأن اليهود ادعوا انتماءهم لبلاد وادي النيل لينسبوا لهم حضارة، بدونها لا تبقى لهم إلا الرمال (مزيداً من الرمال) والصحراء الجرداء. وهو وإن وافقناه على أن بلاد القبط لم تعرف إبراهيم ولا يعقوب ونسله ولا إبراهيم - عليهم صلوات الله - إلا أننا نخالفه في تجريد اليمن من الحضارة، وقد كانت هي أصل الحضارة على الأرض. ولو قرأ في القرآن قول فرعون: (يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ) الزخرف 51، أو قوله تعالى فيه هو وقومه: (فَأَخۡرَجۡنَٰهُم مِّن جَنَّٰتٖ وَعُيُونٖ 57 وَكُنُوزٖ وَمَقَامٖ كَرِيمٖ 58) الشعراء. كذلك ما قيل في الكتاب العزيز عن مُلك سليمان، وأنه أبهر ملكة سبأ التي كان لها عرش عظيم، لكنها تطاطأت عند دخول "الصرح".

المأساة الكبرى في التفسير القرآني ان المفسرين المسلمين في بغداد لجؤوا الى الربابنة اليهود لتفسير قصص بني اسرائيل، في اعادة تاريخية ليهود السبي الذين دونوا التوراة في ارض العراق بعيدا عن جغرافيتها الطبيعية في بلاد عسير واليمن وسلطنة عمان...
فاختلطت الرواية التاريخية بالاساطير والخرافات.

اهم حضارة عالمية هي حضارة اليمن ودليل اهميتها سد مارب ونظام الري المتطور وهو الاهم من اثار مصر حضاريا وان كانت اقدم...
واليمن وفق بعض التلريخيين هو البلاد التي تمتد من يمين بيت الله العتيق وعلى طول سواحل الجزيرة العربية وصولا الى البحرين او ارض دلمون التواراتية والغنية بالاثار غير المكتشفة بعد.

الآيات القرانية التي تتحدث عن التاريخ الصحيح تحتاج لعمل علمي اكاديمي لازم وكافي لازالة اي غموض او لبس.
اعتقد ان ما تقوم به من اعادة قراءة للتاريخ في القران الكريم باستخدام فقه اللغة هو خطوة جبارة وغير مسبوقة وهو ما تحدث عنه وطالب به الدكتور كمال الصليبي اللغويين العرب.

دمت بخير باحثا وصاحب رسالة.

[عوني القرمة]

نظرية الدكتور كمال الصليبي تمتد على عدة كتب قدمت قراءة لها كلها في المنتدى هنا قبل سنوات...
والنظرية تشير بوضوح الى امتداد القصص التوراتية الى ما يعرف اليوم باليمن الشمالي وهو الامتداد الطبيعي لبلاد عسير.
وفي تحليله اللغوي لسفر يونان او يوناثان وابتلاع الحوت له، يشير الى جغرافية ما يعرف اليوم بحضرموت وسلطنة عمان.

أنا قرأت كل ما صلت إليه يدي من كتب لها صلة بهذا الموضوع، سواء للدكتور كمال الصليبي أو غيره، وهم كثر، لكني ذكرت نموذجين لكل منهما طرح مختلف، وإن تقاربت المساحة التي وضعوا فيها أحداث العهد القديم. وأنا أرى أن الصورة لا تكتمل إلا بمصدر صادق ينبغي لأي طرح أن يخالفه، وهو القرآن الكريم، لكن - للأسف - لم أر مِن كل من قرأت لهم مَنْ يسترشد بالقرآن عن فهم وإدراك صحيح. كل هؤلاء الباحثين يستندون - في الأساس - على "العهد القديم" وحده، إضافة إلى كتابات المؤرخين كالمسعودي.
الصليبي حدد الأرض التي وُعِدَ بها إبراهيم - عليه صلوات الله - بمساحة تنتهي جنوب الطائف، وهو نزل مكة وأسكن ابنه إسماعيل فيه، وهناك رفعا القواعد من البيت، وهو استقر بالقرب منه في منطقة يُظَن أنها عرفات. ولوط - عليه صلوات الله - كان يساكن قومه بقرب مكة. هذا كله مؤيد بإشارات قرآنية يطول الحديث عنها، وقد فصلتها في قراءتي لسورة البقرة.

أما حضرموت وعُمان ففيهما ظهرت الأمم البائدة، والأحقاف شاهدة لليوم على هذا. والمفترض أن تشمل تلك الإمبراطوريات مساحة كبيرة من جزيرة العرب.

[عوني القرمة]

المأساة الكبرى في التفسير القرآني ان المفسرين المسلمين في بغداد لجؤوا الى الربابنة اليهود لتفسير قصص بني اسرائيل، في اعادة تاريخية ليهود السبي الذين دونوا التوراة في ارض العراق بعيدا عن جغرافيتها الطبيعية في بلاد عسير واليمن وسلطنة عمان...
فاختلطت الرواية التاريخية بالاساطير والخرافات.
اهم حضارة عالمية هي حضارة اليمن ودليل اهميتها سد مارب ونظام الري المتطور وهو الاهم من اثار مصر حضاريا وان كانت اقدم...

واليمن وفق بعض التلريخيين هو البلاد التي تمتد من يمين بيت الله العتيق وعلى طول سواحل الجزيرة العربية وصولا الى البحرين او ارض دلمون التواراتية والغنية بالاثار غير المكتشفة بعد.

أظن أن المشكلة في التفسير أعمق من ذلك بكثير. ثَمَّة تزوير منهجي للتاريخ، هو أكبر كذبة في التاريخ قام بها أحبار السبعينية، لتجعل روايتهم الكاذبة للتاريخ مادة تلقفها ونقلها للفكر الإسلامي كعب الأحبار، وهو - بالمناسبة - زعموا أنه أستاذ عبد الله بن عباس، ولابي هريرة أحاديث نقلها عنه، ومن المسلمين من "يترضى" عليه، ووهب بن منبه، ويقولون عنه: تابعي جليل، له معرفة بكتب الأوائل وإخباري قصصي يُعد أقدم من كتب في الإسلام.

[عوني القرمة]

أهم حضارة عالمية هي حضارة اليمن ودليل اهميتها سد مارب ونظام الري المتطور وهو الاهم من اثار مصر حضاريا وان كانت اقدم...

واليمن وفق بعض التلريخيين هو البلاد التي تمتد من يمين بيت الله العتيق وعلى طول سواحل الجزيرة العربية وصولا الى البحرين او ارض دلمون التواراتية والغنية بالاثار غير المكتشفة بعد.

سد مأرب هو الباقي من حضارة عظيمة كانت هي مركز التجارة العالمي، إذ كانت تصل الشرق بالغرب، تستقبل تجارة الهند، والصمغ واللبان والبخور وغيرها من منتجات عُمان وحضرموت، وتنقلها لبلاد الشام الكبرى، ومنها لأثينا حاضرة الإمبراطورية الإغريقية، وخط تجاري آخر يذهب إلى بلاد القبط التي كانت حاضرة أفريقيا. وكانت في اليمن محطات لتلك الدول تهتم بتأمين تجاراتها، مثل: قبطية محطة الأقباط، وبابليون محطة "بابل".
وفي سورة سبأ إشارات إلى ما حدث في اليمن من تدهور وانهيار بعد رخاء وثراء توضحه هذه الآية: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ 15).

[زياد هواش]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوني القرمة

أظن أن المشكلة في التفسير أعمق من ذلك بكثير. ثَمَّة تزوير منهجي للتاريخ، هو أكبر كذبة في التاريخ قام بها أحبار السبعينية، لتجعل روايتهم الكاذبة للتاريخ مادة تلقفها ونقلها للفكر الإسلامي كعب الأحبار، وهو - بالمناسبة - زعموا أنه أستاذ عبد الله بن عباس، ولابي هريرة أحاديث نقلها عنه، ومن المسلمين من "يترضى" عليه، ووهب بن منبه، ويقولون عنه: تابعي جليل، له معرفة بكتب الأوائل وإخباري قصصي يُعد أقدم من كتب في الإسلام.

يفترض ان النسخة العراقية للتوراة هي اقدم نسخة تم تدوينها في بابل بعد السبي وبعد انقطاع صلة بني إسرائيل ببلاد عسير وجنوب غرب شبه الجزيرة العربية، وكتبت في ظروف القهر والسجن والاضطهاد الاشوري وبعد عدة اجيال لا تعرف عن بلادها غير الروايات المشحونة بالعاطفة...
هناك اشكاليات في النسخة العراقية لغوية وجغرافية وزمنية ولكن لا يوجد تزوير ممنهج...
بعد انتهاء السبي اختار اليهود العودة الى فلسطين لان بلاد عسير صارت خرابا وسكنتها اقوام عربية وهناك حاولوا اعادة كتابة التوراة من جديد وتتالت عبر الزمن المحاولات واخطرها التي تمت في العصر الحديث في اوروبا تمهيدا لإقامة اسرائيل...
لن نعرف حقيقة التوراة الا اذا اكتشفت في بلاد عسير واليمن نسخة تعود الى زمن ما قبل السبي البابلي...
القراءة العلمية للنص القرآني بعيدا عن التفسيرات المتداولة والمثقلة بالاخطاء التوراتية، وروايات المسلمين اليهود، يمكن ان تحدد مسار تاريخي لقصص بني اسرائيل من العرب البائدة مبدئيا...
النص القرآني تحدث بوضوح عن الفرق بين بني إسرائيل وبين اليهود او مزوري تاريخ بني اسرائيل !
المؤرخ اليهودي وهب بن منبه تحدث على ما أذكر عن تابوت العهد في ارض مكة وعن عيسى النبي اليهودي الذي تردد على غار حراء !
ويفترض ان ذلك كان في زمن موسى وهارون واختهم مريم والدته حوالي القرن الثامن قبل الميلاد مبدئيا ... عليهم السلام.
نشر الدكتور الصليبي كتابا عن شخصية يسوع المسيح (مؤامرة في اورشليم/ عنوان النسخة الإنكليزية والبحث عن يسوع /عنوان النسخة العربية المترجمة بتصرف) في فلسطين وفصل بينها وبين شخصية عيسى التاريخية في القران الكريم والتي سبقتها بمئات السنين وكذلك فعل المؤرخ المعاصر ابن قرناس في كتابه (مسيحية بولس وقسطنطين)...
قدمت قراءة للكتابين السابقين في المنتدى هنا قبل سنوات وكذلك مدخل لكتاب عيسى ومريم في القرآن والتفاسير ....
من الضروري اعادة كتابة تاريخ المسيحية وفق النص القرآني الذي تحدث بوضوح عن قصتين وشخصيتين، برمزية لغوية عالية، عند الحديث عن شبهة الصلب وعند الحديث عن ولادة الطفل، وهي ولادة غير بيولوجية بالتأكيد بل اقرب الى العثور على الطفل والعودة به مساء الى البيت...
الحديث معقد هنا والبحث عميق ومضني ولكن الحقائق موجودة في النص القرآني بلا اي شك.

وأخيرا...
اكثر شخصية يكتنفها الغموض في الاسلام الأول سلمان الفارسي، وهو بالتاكيد ليس فارسيا !
وولديه، وهما مثار جدل والبعض يربطهما بكعب الاخبار وعبد الله بن سبأ اذا لم تخني الذاكرة.
الأهم ان البحث العلمي في المقدس الاسلامي قد بدأ لفصل التاريخ عن الشريعة في النص القرآني، وعن دلالات الأساطير ورمزية الخرافات الإسرائيلية اليهودية المتداخلة...
التاريخ موجود في القرآن الكريم وعكس التاريخ موجود في التوراة، اذا صح التعبير.
إضافة :
حتى شخصية ابو لهب يمكن اسقاطها على شخصية توراتية ما يجعل من القصة وتفسيرها ورمزيتها، في موضع اعادة القراءة والنظر.

[عوني القرمة]

النسخة العراقية للتوراة هي اقدم نسخة تم تدوينها في بابل بعد السبي وبعد انقطاع صلة بني إسرائيل ببلاد عسير وجنوب غرب شبه الجزيرة العربية، وكتبت في ظروف القهر والسجن والاضطهاد الاشوري وبعد عدة اجيال لا تعرف عن بلادها غير الروايات المشحونة بالعاطفة.

أسعدني التوافق بيننا على المبدأ، وهو "يمنية" أحداث التوراة. وأحترم رؤيتك للأحداث، لكني أخالفها، لأؤكد أن النبوات التوراتية - بالإضافة إلى ابن مريم - كلها كانت في جنوب جزيرة العرب. والتوراة العراقية غير ذات قيمة عندي لسبب بسيط هو أنها خطت من مائتي عام. والضجة حولها كانت لإيهام الناس أن بني إسرائيل سكنوا الشام الكبرى، والشام الكبرى تضم العراق وفلسطين والأردن. الثابت أن الترجمة السبعينية إلى اليونانية التي تمت منذ أكثر من ألفي وثلاثمائة عام هي التي صارت الأصل الذي نقلت منه سائر التراجم، ومنها الترجمة العبرية. وقد ذكرت من قبل أن التزوير وقع في الترجمة اليونانية. وداعي التزوير كان الطمع في إثبات إنتماء القوم لبلاد وادي النيل والشام، وهي أراضٍ كانت تحت سيطرة البطالمة. ثم توالى عبر السنين تغيير أسماء المواقع في البلدين ليطابق مسميات العهد القديم، ثم لما استقر بالصهاينة الرأي على احتلال فلسطين، سعوا من خلال الانتداب البريطاني لتغييرمواضع أخرى كثيرة، وأتموا "تهويد" الأسماء بعد الاحتلال.

[عوني القرمة]

النسخة العراقية للتوراة هي اقدم نسخة تم تدوينها في بابل بعد السبي وبعد انقطاع صلة بني إسرائيل ببلاد عسير وجنوب غرب شبه الجزيرة العربية، وكتبت في ظروف القهر والسجن والاضطهاد الاشوري وبعد عدة اجيال لا تعرف عن بلادها غير الروايات المشحونة بالعاطفة.

ثم نأتي إلى السبي البابلي، وقد يُطرح سؤال: كيف تقول أن العراق والشام لا علاقة لهما بأحداث التوراة، ثم تذكر السبي البابلي؟
الجواب: مرة أخرى "بابل" العراق لم تكن لها أدنى صلة بالأحداث. والأبحاث التاريخية أثبتت أن "نبوخذ نصر" لم يدخل "بيت المقدس" وأن بني إسرائيل لم يُنقلوا إلى "بابل"، كما أن بابل في سورة البقرة: (وَمَآ أُنزِلَ عَلَى ٱلۡمَلَكَيۡنِ بِبَابِلَ هَٰرُوتَ وَمَٰرُوتَۚ) 102 لا علاقة لها ببابل العراق، وإنما هي محطة "بابلون" في جنوب الجزيرة، والسبي لم يخرج من الجزيرة. لذلك فالهيكل الأول والثاني كانا في الجنوب.

[عوني القرمة]

بعد انتهاء السبي اختار اليهود العودة الى فلسطين لان بلاد عسير صارت خراباً وسكنتها أقوام عربية وهناك حاولوا إعادة كتابة التوراة من جديد.

اليهود لم يكونوا في فلسطين حتى يعودوا إليها بعد السبي. هذه نظرية قال بها البعض ليفسروا وجود كثير من المسميات التي وردت في العهد القديم في فلسطين، وظنوا أن الهيكل الثاني بُني في فلسطين عوضاً عن الهيكل الأول الذي هُدم في الجنوب، في محاولة للتوفيق بين المسرحين. لكن - مرة أخرى - كذبت الحفريات والأبحاث الآثارية هذه الفرضية. اليهود بدأوا في التوافد على بلاد الشام الكبرى بعد ذلك بكثير، بداعي التجارة، ثم كان انهيار سد مأرب عدة مرات سبباً في انحسار دور اليمن عن صدارة التجارة العالمية. ومن الطبيعي أن المهاجر يحمل معه اسم مدينته أو قريته التي نشأ فيها معه، ويسمي بها المواضع التي استقر فيها في الشمال، والأدلة على ذلك كثيرة عبر التاريخ، وأقرب الأمثلة على ذلك مسميات مدن وبلدات "أميركا"، وأكثرها منقول من بلاد أخرى.

[عوني القرمة]

النص القرآني تحدث بوضوح عن الفرق بين بني إسرائيل وبين اليهود او مزوري تاريخ بني اسرائيل!

هذا صحيح.

وقد بحثت هذا وهو من أهم أدلتي على التزوير، والقرآن الكريم يفرق بوضوح بين "بني إسرائيل" و "اليهود" و "الذين هادوا" و "أهل الكتاب"، وسترى تفاصيل هذا البحث - إن شاء الله - في قراءتي لموجة بني إسرائيل في سورة البقرة. لكن يكفي القول هنا أن "اليهود" جاءوا في القرآن في معرض الذم. واليهود هم النسخة المحرفة من بني إسرائيل، يقودهم "عزرا الكاهن" المسئول عن التزوير الأول، وتبعه بعده أحبار كثيرون. وهو الذي ادعوا أنه ابنٌ لله.

[عوني القرمة]

القراءة العلمية للنص القرآني بعيدا عن التفسيرات المتداولة والمثقلة بالاخطاء التوراتية، وروايات المسلمين اليهود، يمكن ان تحدد مسار تاريخي لقصص بني اسرائيل من العرب البائدة مبدئيا.

أكثر ملمح يُضعف روايات كل الذين كتبوا في هذا الشأن أنهم يعتمدون "الكتاب المقدس" كمصدر صادق يحاولون قراءة مسرح الأحداث من خلاله، ويهملون إشارات القرآن (ربما جهلاًً بها). وأنا في قراءتي للقرآن أضعه - وحده - في الصدارة، ولا أقبل بما لا يوافقه.